الموسيقار خالد حماد: قدّمت أعمالاً كثيرة دون المستوى

نشر في 19-04-2010 | 00:00
آخر تحديث 19-04-2010 | 00:00
نجح الموسيقار خالد حماد في حفر اسمه كأحد أهم واضعي الموسيقى التصويرية في السينما المصرية والمسلسلات التلفزيونية، إضافة إلى عدد أكثر تميزاً من الأغاني الدرامية التي كانت وستظل في ذاكرتنا ووجداننا.

عن هذه الأعمال وسبب عدم اتجاهه الى الإخراج، على رغم دراسته في المعهد العالي للسينما، كان اللقاء التالي معه.

وضعت الموسيقى التصويرية لأعمال سينمائية وتلفزيونية، كيف ترى الفارق بين العمل في كلا المجالين؟

لكل مجال خصائصه، فوظيفة الموسيقى التصويرية في السينما تحريك مشاعر المشاهد تجاه الدراما، في حين أن الأهم في التلفزيون هو ما يتعلّق بآذان المشاهدين.

ماذا عن تجربتك في مجال الإعلانات؟

كانت مفيدة جداً بالنسبة إلي، تعلّمت عبرها وجرّبت جميع الأنماط والأنواع الموسيقية، وهي التي أهلتني لوضع موسيقى فوازير «حاجات ومحتاجات» مع شريهان، إذ مكّنتني من سهولة الانتقال بين الاستعراضات المختلفة.

ثمة تفاوت كبير في مستوى الأعمال السينمائية التي وضعت موسيقاها، أي «الفرح» و{عمارة يعقوبيان» في مقابل «كلّم ماما» و{بوحة»، لماذا؟

أعترف بأنني قدّمت أعمالاً كثيرة دون المستوى، والسبب خجلي من رفض عمل لأحد أصدقائي، خصوصاً أنني أرى فكرة العمل جيدة في البداية، لكن بعد التنفيذ تتداخل شروط أخرى تفسد التجربة، لكني أخيراّ حاولت التخلّص من هذا العيب، واجتهدت في اختيار أعمالي بحسب قيمتها الفنية بعيداً عن العلاقات الشخصية.

لكن موسيقى آخر أفلامك «كلمني شكرا» كان مستواها ضعيفاً برأي جميع النقاد؟

كانت لهذا الفيلم ظروفه الخاصة، فهذه المرة الأولى التي يطلب فيها مني خالد يوسف وضع الموسيقى التصويرية لأحد أفلامه، تواكب ذلك مع قراري بتقديم أعمال مختلفة للرد على من يتهمونني بعدم التركيز في الموسيقى التصويرية وانشغالي بأعمال الإعلام والإنترنت، لذلك قدّمت العام الماضي ثلاثة أفلام من نوعيات مختلفة هي «الفرح» و{العالمي» و{كلمني شكرا»، لأؤكد لصناع السينما وجودي وعدم حصري في لون واحد.

هل النجاح الجماهيري والإيرادات سبب وحيد لقبول أحد الأفلام على رغم مستواه الفني الضعيف؟

قد يكونا أحد الأسباب، ذلك تشجيعاً لصناعة السينما كي تستمر وتتطور.

عملت مع عدد كبير من المخرجين، فهل يختلف تعاملك من مخرج الى آخر؟

بالتأكيد، فلكل مخرج أسلوبه، وإن كان التعامل أصعب مع مخرج مبتدئ، كونه يريد تقديم أفضل المتاح على رغم أنه لا يملك الخبرة، عكس المخرج الذي يملك دراية كافية في العمل.

من هم أكثر المخرجين الذين ارتحت للتعامل معهم؟

ثمة عدد كبير من المخرجين، منهم سعيد حامد الذي قدّمت معه أكثر من ستة أفلام وعمرو عرفة ورامي إمام.

عندما تبدأ بوضع الموسيقى التصويرية لعمل سينمائي، هل تضع الموسيقى كلّها ثم تقسِّمها على المَشاهد أم تضع موسيقى كل مشهد على حدة؟

دائما، عندما أشرع في وضع الموسيقى التصويرية تسيطر عليَّ «تيمة» معينة أرى أنها مناسبة لروح العمل وقابلة للتشكيل والتنويع، فتخرج منها «تيمات» فرعية تناسب كل مشهد. كذلك أحاول أن تكون الموسيقى هي ضمير المخرج والمؤلف وتعمل على توصيل رسالتهما الى المشاهد.

وضع هشام نزيه الموسيقى التصويرية لفيلم «السلم والتعبان»، بينما كُتب على «التيتر» أنك مخرج شريط الصوت، فما الفرق بين العملين؟

يهتم شريط الصوت بالمؤثرات الصوتية في الفيلم، وقد كنت أول من نادوا بوجود مخرج لشريط الصوت في السينما المصرية، لتركيب مؤثرات الصوت بالطرق الحديثة، وهذا عنصر مهم جداً وأساسي في الفيلم.

لماذا لم تستمر فيه على رغم إيمانك بأهميته؟

توقفت بسبب المنتجين، الذين رأوا في الأمر تكلفة إنتاجية بلا عائد.

ماذا عن الإعداد الموسيقي؟

كان موجوداً في السينما قديماً، وهو عبارة عن اختيار موسيقى موجودة بالفعل كالمؤلفات العالمية ووضعها بشكل يناسب أحداث الفيلم، وقد أصبح الإعداد الموسيقي مقتصراً على الأعمال التلفزيونية، على رغم وجودها في السينما العالمية، حيث يستخدمها سينمائيون كبار أمثال أوليفر ستون وتارانتينو.

قدّمت عدداً من الأغاني الناجحة في أفلامك مثل «حبيبي يا عاشق» في «شورت وفانلة وكاب» و{كان القمر في سماه» في «أصحاب ولا بيزنس» وغيرها، برأيك لماذا لم تعد تتوافر أغانٍ ناجحة في الأفلام؟

كانت الأغاني سابقاً جزءاً من نسيج الفيلم، ولا يمكن فصلها عنه، وكانت موسيقاها هي «تيمته» الأساسية، أما ما يحدث الآن فالمقصود منه وضع أغنية للترويج للفيلم، لذا نراها غير منسجمة مع الأحداث فلا تلقى النجاح.

لماذا لم تفكّر في تقديم ألحان لبعض المطربين؟

بسبب عقدة قديمة، فأنا منذ الصغر أحب الموسيقى ودرست في معهد «الكونسرفتوار» منذ سن الثماني سنوات وعندما أصبحت في المرحلة الثانوية فكرت في التلحين وطرقت أبواب كثير من المطربين وكنت أقابَل بكلمة واحدة «اطلع بره»، وعلى رغم أنني سامحتهم جميعاً وأصبح كثر منهم أصدقائي، إلا أنني ما زلت متأثراً بما حدث معي، وإن كنت لا أستبعد التلحين عندما يسمح وقتي بذلك.

وماذا عن المؤلفات الموسيقية؟

عقدة أخرى هي التي أبعدتني عن التأليف الموسيقي الحر، فعندما كنت في الصف الثالث الإعدادي ألّفت مقطوعة موسيقية تصلح لأوركسترا، وعندما شاهدتها رئيسة قسم التأليف أبدت إعجابها الشديد بها، وقالت إنها تصلح لأن يعزفها طلاب المعهد الكبار، إلا أن عميدة المعهد رفضتها، لأنني لم أكن آنذاك في قسم التأليف.

بعد نجاح موسيقى «عالم سمسم» الكبير، لماذا لم تقدّم أعمالاً خاصة بالأطفال؟

لحّنت بالفعل منذ سنوات عدة ألبوماً كاملاً للأطفال من تأليف شوقي حجاب وغناء أخوتي الذين كانوا أطفالاً آنذاك، لكن المشروع توقّف لأسباب إنتاجية، إذ لم يعد ثمة اهتمام بهذا النوع لأنه لا يجلب إعلانات وإيرادات.

على رغم دراستك الإخراج في معهد السينما وإخراجك أفلاماً قصيرة متميزة، لماذا لم تخرج أفلاماً روائية حتى الآن؟

أولاً، أنا منشغل في أكثر من اتجاه، وثانياً لا أحب تقديم أفلام ضعيفة كتلك التي لا تعجبني، وأعلم جيداً أن شروطاً إنتاجية صعبة ستقابلني، لذلك أنتظر فرصة مواتية لعمل جيد.

back to top