أعلام التفسير الشوكاني... القاضي الذي أنفق أمواله على البر

نشر في 20-09-2009 | 00:00
آخر تحديث 20-09-2009 | 00:00
No Image Caption
 هو الإمام أبو علي بدر الدين محمد بن علي الشوكاني. ولد يوم الاثنين في الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة 1173 هجرية في بلدة «هجرة شوكان» بصنعاء اليمن.

تلقى الشوكاني معارفه الأولى على والده الذي كان من العلماء البارزين في ذلك العصر وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب «الأزهار» للإمام «المهدي» في فقه الزيدية، و«مختصر الفرائض» للعُصيفيري و«الملحة» للحريري، و«الكافية والشافية» لابن الحاجب، وغير ذلك من المتون، وكان كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، بينما كان لايزال مشتغلاً بحفظ القرآن الكريم، مما ساعده على طلب العلم والنبوغ المبكر.

وقد تأثر الإمام الشوكاني بشخصيَّات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله منهم من بلده اليمن، وأشهرهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير، والعلامة الحسن بن مهدي المقبلي، والحسين أحمد الجلال.

ومن أشهر تلاميذه العلامة إبراهيم بن عبدالله الحوثي والعلامة محمد بن محمد الديلمي والقاضي العلامة محمد بن حسن الشجني الذماري، الذي ألف كتاباً في مناقب الشوكاني سماه «التقصار في جيد زمن علامة الإقليم والأمصار».

ويُروى عنه أنه بدأ حياته منقبضاً عن الناس إلا في طلب العلم ونشره، ولا سيما هؤلاء الذين يحكمون أو يتصلون بالحاكمين، وكان يرسل فتاواه، ويصدر أحكامه دون أن يتقاضى عليها أجراً، وكانت حياته بسيطة متقشفة، يعيش على الكفاف الذي وفره له والده فلما تولى القضاء -40 عاما - تيسرت أحواله، ويؤكد معاصروه أنه لم يترك من ذلك شيئاً، بل كان ينفق ذلك كله في طرق الخير والبر.

خلف الشوكاني ثروة عظيمة من المؤلفات بلغت (278) مؤلفاً، ولايزال معظمها مخطوطاً رهين الأدراج والأرفف، ومنها «فتح القدير الجامع بين فنَّي الرواية والدراية من التفسير»، الذي حوى دررا عظيمة تدل على تبحُّر هذا الإمام في علم التفسير و«نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار».

وتوفي الإمام الشوكاني في أواخر شهر جمادى الآخرة، سنة (1250 هـ/ 1834م)، ودُفن بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء.

back to top