Charlie St. Cloud... خطوة زاك إفرون المقبلة

نشر في 04-08-2010 | 00:01
آخر تحديث 04-08-2010 | 00:01
No Image Caption
مينيابوليس- تعشق الفتيات أمرين: الصبي ذو الرموش الطويلة والذي يبدو كفتاة، ووحيد القرن.
قد يتفكّر عالم النفس في العلاقة بين الإثنين، لكن هدفنا هنا الإشارة إلى أن الفتيات يملن في سنهنّ المبكرة قبل أن يشتد عودهن إلى التركيز في حبّهن الأول، أو على الأقل عشقهن الأول لشخصية مشهورة، على صبي لا تبدو عليه صفات الرجولة المتوعّدة. فيحلمن بالصبي الخيالي والمثالي، ذلك المراهق الناعم الوجه والصدر مثل تايلور لانتر، جاستن بيبر، نيك جوناس، وغيرهم.
لكنّ المشكلة التي لا مفرّ منها بالنسبة إلى مؤدٍّ في بداية طريقه الفني، أنه لا يستطيع البقاء صبياً ذا ملامح بريئة الى الأبد، لأن التغييرات البيولوجية تفرض نفسها في مكان ما على طول دربه الاحترافي. فتنبت اللحى، وتنتقل جائزة حفلة Teen Choice Award إلى الجيل المقبل من نجوم قناة ديزني، ويتحوّل صاحب الوجه الظريف الذي يزداد نضجاً إلى مشاريع موجّهة لأشخاص ناضجين بما يكفي لتقبلّها مثل ديفيد كاسيدي، ريان فيليب، أورلاندو بلوم، وغيرهم.   

تلك هي المعضلة التي يواجهها زاك إفرون. فبعد أن تخرّج بجدارة من عالم High School Musical، على هذا الفنان البالغ 22 عاماً والذي تشعّ عيناه براءةً اكتشاف ما عليه فعله خلال باقي مسيرته الفنية.  

ذلك لا يعني بأن سحره بدأ يخفت. يجوب إفرون اليوم الولايات المتحدة الأميركية للترويج لفيلمه الجديد Charlie St. Cloud، جولة استقطبت حشداً قياسياً من سبعة آلاف معجب، منهم من أُغمي عليه ومنهم من راح يصرخ فرحاً، إلى محطّته في مركز Mall of America للتسوّق. وللذكرى، نظّم إفرون رحلات علاقات عامة لكي يتسنى له تمضية نهايات الأسبوع في محلّ إقامته في لوس أنجليس برفقة حبيبته التي شاركته بطولة High School Musical، فانيسا هادجينز.

بين الرومنسيّة والدراما

فيلم إفرون الأخير عبارة عن قصّة رومنسية ذات طابع روحاني تجمع بين قصّة حب بطلها شاب ناضج والدراما المؤثّرة. يجسّد إفرون فيه شخصية بطل إبحار صدمته حادثة مأساوية، دور يتطلّب منه خوض عراك في إحدى الحانات بدلاً من الرقص. اختار هذا الدور بدلاً من القيام ببطولة النسخة الحديثة عن فيلم Footloose لأنه عاش، على حدّ قوله، تلك التجرية مرّات كثيرة سابقاً ويريد اليوم أن يتحدّى نفسه.   

هكذا، تضعه الموازنة بين العروض الدرامية والبرامج الترفيهية الخفيفة على المسار نفسه الذي سلكه مغنّيه وراقصه المفضّل، جين كيلي. يعقّب إفرون: «حين تشاهد أفلام جين كيلي، ترغب في أن تكون مثله وتتمنى لو أنك تستطيع ترداد كل ما قاله. كان يتمتّع بجاذبية وأسلوب ورجولة. لذلك يرغب المرء في تقمّصه».

من جهة أخرى، يقول إفرون، الذي كان يشارك مسبقاً كممثل ضيف في سلسلات تلفزيونية عدّة، إنه كان يرفض مشاهدة فيلم Singin> in the Rain، لكن والده كان يصر على ذلك. وسرعان ما أصبح أحد أفلامه المفضّلة. يذكر بابتسامة: «حين شاهدته، بدأت أؤدّي الرقص النقري». شكّل كيلي أيضاً إلهاماً لمخرج فيلم High School Musica ومصمم الرقص فيه كيني أورتيغا، واضعاً إفرون على بعد خطوة واحدة من أداء مثاله الأعلى.   

خطوة باتجاه الإبداع

بحسب إفرون، تشكّل إدارة شركة الإنتاج الجديدة الخاصة به خطوةً باتجاه الاستقلالية الإبداعية. يقول: «لدينا مكاتب في استوديو «وورنر براذرز»، فضلاً عن طاولات وكراسٍ. لذا، بات لدينا اليوم فرصة أفضل لصناعة أفلام أكثر من أي وقت مضى. باعتقادي، يُفترض بي اليوم ابتكار أفكار لأفلام جديدة». في المقابل، من بين الأسماء التي يتمنى إفرون التعاون معها: زاك سنايدر (300 وWatchmen)، تود فيليبس (The Hangover)، وأي كاتب آخر يستطيع إيجاد أدوار تناسب عمر ممثل شاب يمرّ في مرحلة انتقالية.

مع ذلك، لا ينوي إفرون الاستقرار في مكتبه بشكل روتيني كمنتج بدوام كامل. يقول: «لم أجلس يوماً في مكتبي. نظرت بداخله مرّةً، لكني أخشى الدخول إليه لأن الأمر سيصبح عندها حقيقة لا مفر منها».  

حتّى هذه الساعة، كانت خياراته موفّقة. فلو أن الأمور أخذت مجراها الاعتيادي في هوليوود، لكان دُفع نحو مشاريع على شاكلة Teen Wolf 3، لكن إفرون أطلق شركته الخاصة تحت الاسم الذي يفتقر بكل فخر إلى النضج

Ninjas Runnin' Wild. تعاون في أول مشروع ناضج له بعد High School مع مخرج الأفلام المستقلة ريتشارد لينكلايتر، الذي يوازن بين أفلام غريبة غير تقليدية مثل Slacker و Waking Life وأفلام ضاربة نموذجية مثل School of Rock. اختاره لينكلايتر لمشروع غير متوقّع، عمل فني تاريخي راق يحتفي بأعظم مخرج أفلام على الإطلاق. يشارك إفرون في فيلم Me and Orson Welles بدور طالب لامع ومحب للمسرح في آخر سنة له في الثانوية، يغدو عضواً في مسرح Mercury الذي شكّله ويليس في العام 1937.

يعقّب إفرون: «كنت في هذه المرحلة قد أنهيت العمل بـ High School Musical  وأتوق الى التعاون مع مخرج أستطيع التعلّم منه. التقيت بريك قبل أن أقرأ النص بالكامل، وبعد أن دردشت معه واكتشفت كم كان رائعاً ومسترخياً، رغبت بشدة في العمل معه. تصوّرت أنني سأستقي قدراً كبيراً من المعرفة نظراً إلى تاريخه العظيم في صناعة الأفلام. حين قرأت النص، تبيّن لي أن الشخصية تشبهني إلى حد كبير. فوجدتني أقبله». على رغم أن هذا الفيلم لم يحقّق نجاحاً ساحقاً، لكنه أثبت أن إفرون يستطيع البروز بين طاقم ممثلين مخضرمين بمن فيهم كلير داينز، كريستيان ماكاي، وإيدي مارسان.  

لمسة مؤثّرة

تابع إفرون مسيرته بعد High School Musical مع الفيلم غير المفاجئ إنما الممتع 17 Again، الذي يتمحور حول تبادل للأجساد في مرحلة الثانوية. على رغم أن الفيلم كان يهدف بشكل واضح إلى إمتاع معجبيه اليافعين، لكن مخرج الأفلام المستقلة، بور ستيرز، أضفى لمسةً مؤثّرة على المشروع. وقد احتل الفيلم المركز الأول على شباك التذاكر.

وفي Charlie St. Cloud، انضم إفرون مجدداً إلى ستيرز في قصّة أكثر حزناً إذ يؤدّي مشاهد مليئة بالانفعالات المضطربة، لا سيما في علاقته مع شقيقه الأصغر سناً والصعب المراس.

يعلّق إفرون: «نال هذا الفيلم القبول من جميع النواحي، وقد نظرت إليه من وجهة نظر الجمهور. نريد تحدّي الجمهور بمواد أصلية. وفي الوقت عينه، أريد تحدي نفسي، وأعتقد فعلاً بأن المعجبين سيحبون هذا الفيلم ويفهمونه. فهو أكثر نضجاً بعض الشيء».

يشكّل هذا الدور أول محاولة لإفرون لتجسيد شخصية تعيش حالة اضطراب عاطفي. يلفت قائلاً: «ارتبطت بالانفعالات العاطفية. لكن الجزء الأصعب كان تحمّلها، إذ كان علي اختبارها طوال لقطات تدوم أحياناً لأيام أو أسابيع بكاملها».

كان ذلك اختباراً لإفرون الذي يستمتع بـ{التسلية الدائمة»، عبر الترفيه عن الجمهور وزوّار استوديوهات الإنتاج. يضيف: «وجدت نفسي في موقع تصوير حزين لست معتاداً عليه. أنا معتاد على جو المرح والمتعة، لكن هذه المرة كان عليّ أداء دور يسبّب الكآبة».

وعلى حدّ قوله، كانت مشاهد الإبحار الممتدة في الفيلم، التي صُوّرت في كولومبيا البريطانية، مشوّقة ومبهجة إنما متطلّبة. «ظننت بأن الأمر لن يتطلّب جهداً كبيراً، لكنه كان ينطوي على الكثير من التحدي. إنها رياضة صعبة».  

قصة جديّة

قد يساعد إفرون، الذي يتمتّع بخبرة في الرقص وبرشاقة جسدية طبيعية، على ملء الفراغ الذي يخلّفه النجوم اليافعون الذين يتقدّمون عبر الانتقال إلى أدوار حركة مقنعة، شرط أن تستند المغامرة إلى قصّة جدّية. يتابع: «أعتقد بأن الأهم هو ما يحفّز الحركة. فأفلام الحركة التي تُنفّذ لمجرّد الحركة ليست من النوع الذي يجذبني، ولا أشارك فيها. كان Matrix من أفلام الحركة التي تروق لي مشاهدتها لأنه فيلم تشويق نفسي ممزوج بالحركة، وهذا أمر مثير للاهتمام. في المقابل، ثمّة ملايين الأشخاص الذين يستطيعون أداء أدوار الحركة أفضل مني».

لمَ أطلق إذن اسم Ninjas Runnin' Wild على شركة الإنتاج الخاصة به؟

كاد إفرون يحمر خجلاً عند ذكر عملية التفكير التي تمخّض عنها ذلك الإسم. يقول بابتسامة عريضة على وجهه: «لن أتحدث عن كيفية ابتكارنا الإسم»، شارحاً بأن ما يبدو كدعابة عفوية جاء بعد تخطيط مدروس هدفه ضبط صورة الشركة العامة على المدى الطويل.

يتابع إفرون: «أتصوّر فحسب إن شاهدت أفلاماً من إنتاج Ninjas Runnin> Wild، قد تتذكر ذلك الإسم. سيكون مختلفاً عن بعض أسماء الشركات الأخرى. أعني أنه قد يكون بعيد الصلة، لكن قد يتعجّب المرء مما ستنتجه تلك الشركة. فضلاً عن ذلك قد يراوح ذاكرتك لوقت أطول لأنه غير مألوف».

back to top