لننحنِ قليلا للكويت

نشر في 21-08-2009
آخر تحديث 21-08-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي اليوم يتسابق أبناء الوطن للانحناء للكويت، وها هم يظهرون ما ينفع الناس، ويرفعون الصوت لمن يريد أن يخرج عن جادة الصواب، وها هم آباؤنا يذكروننا بلغة التآخي والتسامح التي عاشوها رغم ضنك الحياة، وها هم يتداعون لمصيبة الجهراء كالجسد الواحد.

«اللهم رب شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن، وافترضت على عبادك فيه الصيام صلّ على محمد وآل محمد، وارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام، واغفر لي تلك الذنوب فإنه لا يغفرها غيرك يا رحمن يا علام».

نبارك لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الصباح، حفظهما الله، والشعب الكويتي والأمة الإسلامية حلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله عليكم بقبول الطاعة وصحة الأوطان والأبدان.

التسامح صفه رائعة لمن يتحلى بها، وهي من السلوكيات التي يمكن تعلمها وكسبها، هذا ما اتفقنا عليه أنا وزميلي الأمين العام السابق للحركة الدستورية الدكتور بدر الناشي، حيث الحديث حول ما يدور في البلد من صراعات وتفكك اجتماعي قد يدار بأيد خفيه أو نتيجة للانفتاح الإعلامي على العالم مع مساحه الحرية التي يتمتع بها المجتمع الكويتي.

كما دار الحديث عن أهمية تدريس لغة التسامح في المناهج التعليمية، حيث صرح الدكتور غازي الرشيدي لجريدة زميلة عن إمكانية تضمين لغة التسامح في برامج التعليم العام، وهي توصية لا يمكن لطرف أن يعارضها، كما أنها تدرس في العالم المتحضر، ناهيك عن كونها من صفات الرسول الكريم، عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، فحياته مليئة بالعبر في سياق التسامح وسمو الأخلاق، وكيف كان يعامل من اختلف معه في الرأي ومن عاداه في مسيرته الدعوية.

رمضان شهر الخير، فهل نعي ما حبانا الله من نعم أنعم بها على الكويت، فبدل حال العسر إلى حال اليسر؟ وهل نغير لغة الحوار ونوحد الصف ونرفع معاول البناء نحو كويت أفضل يحنو كبيرها على صغيرها وقويها على ضعيفها؟

«إن بعض الظن إثم» لقد ملننا من مبدأ الشك هو اليقين، والنوايا الشيطانية شعار يلصق بمن يريد أن يعمل، فلا يجرؤ على العمل والابتزاز هو أسلوب الأخذ، فهل نقف ونتفرج؟ أم نقول الحق؟ وحالة الوقوف وتردي الأوضاع من أوصلنا إليها؟ هل هو ضعف متخذي القرار أم سيف الرقابة الظالم؟

هذه الكويت أمامكم أتريدون لها الخير وأن تلحق ما فاتها من بناء لكل صروحها التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والسكنية؟ إذن، اعرفوا ما عليكم فعله، ووازنوا الأمور، واعملوا بالدستور، وقبل هذا ضعوا الله نصب أعينكم، وليسجل لكم التاريخ كما سجل لغيركم في الصفحات البيضاء، إن فضلتم هذا اللون على الأسود.

اليوم يتسابق أبناء الوطن للانحناء للكويت، وها هم يظهرون ما ينفع الناس، ويرفعون الصوت لمن يريد أن يخرج عن جادة الصواب، وها هم آباؤنا يذكروننا بلغة التآخي والتسامح التي عاشوها رغم ضنك الحياة، وأنهم لم يقسموا الكويت ولم يطوعوها لمعتقد أو عرق، وها هم أيضا يتداعون لمصيبة الجهراء كالجسد الواحد.

أخيرا: عزاؤنا لأهل الكويت عامة ولأبناء الجهراء خاصة عسى الله أن يرحم موتاهم ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.

ودمتم سالمين،،،

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top