رئيسة جمعيّة السدو الكويتيّة نوال العطية: هدفُنا تعزيز تقاليد العمل اليدوي

نشر في 03-09-2009 | 00:00
آخر تحديث 03-09-2009 | 00:00
يعكس « بيت السدو» المعمار الكويتي التقليدي، فهو يعمل للمحافظة على تراث المنسوجات الغني والمتنوع في الكويت، وتوثيقه والتعريف به، ناسجاً بذلك رابطاً وهوية ثقافية لأجيال الحاضر والمستقبل. «الجريدة» زارت البيت وأجرت الحوار التالي مع نوال إبراهيم العطية، رئيسة مجلس إدارة جمعية السدو الحرفية، ومع بعض الناسجات في البيت.

متى تأسّس هذا البيت؟

عام 1936 وهو مبنى قديم جداً، سمِّي «بيت السدو» عام 1978 ثم بدأ المشروع فعلياً مع مجموعة كويتيين مهتمين بالمحافظة على التراث الفني الخاص بالحياكة التقليدية، أما تسميته بـ «جمعية السدو التعاونية الحرفية» فكانت عام 1991 بطلب من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

ما أهداف الجمعيّة؟

التعريف بتراثنا الكويتي الفني ومنسوجاتنا القديمة والمحافظة على تراث الحياكة والنسيج التقليدي في الكويت عن طريق توثيقه للأجيال القادمة كي لا تندثر هذه الحرفة. كذلك تسعى الجمعية الى تعزيز تقاليد العمل اليدوي وقيمه عن طريق تقديم البرامج التعليمية والورش الخاصة بالحياكة والنسيج، وذلك لتطوير الحرف التقليدية وتنمية الإنتاج اليدوي المتعلق بها، والى توفير الإطار المريح والحضاري للزائرين للتعرف والاستمتاع بالتراث الفني الكويتي وتقديره، ناهيك عن تجهيزنا أرشيفاً خاصاً بالتصاميم والنقوش التقليدية للباحثين والفنانين.

ما هي أهم أقسام البيت؟

ينقسم البيت إلى خمس عشرة غرفة: الأولى عبارة عن ديوان للاستقبال والثانية مكاتب للإدارة والثالثة إلى السابعة عبارة عن معرض ( قصة الحياكة) والتاسعة مكتبة قيّمة، والبقية صالات عروض ودكان الفنون والحرف وورش حياكة السدو.

كيف تتم عمليّة نسج السدو؟

تبدأ أولاً بجز الصوف، والذي يكون له موسم معين في أواخر الشتاء، وتمشيطه وتنظيفه من الأوساخ العالقة به، ثم تبدأ مرحلة الغزل وبعدها مرحلة الصباغة التي تنقسم إلى قسمين، وهي عبارة عن مواد طبيعية منها: العصفر، قشر رمان، والفوه، تُنقع بالماء ويُستخرج منها اللون الأحمر. كذلك يُستخدم الحناء والليمون الأسود والشبه لتثبيت اللون، بالإضافة إلى مجموعة أصباغ تُجلب من الهند على هيئة مساحيق (بودرة) يضاف إليها الماء ومنها الأحمر والبرتقالي والأخضر وهي غير طبيعية وتحتوي على مواد كيماوية. وأخيراً يُنسج الصوف. يُذكر أن لقطع السدو في الكويت ألواناً معينة شهيرة بها وهي: الأحمر والأخضر والأبيض والأسود والبرتقالي، فنسج السدو في الكويت يعتمد على نقوش معينة، وكان يُنظر له من ناحية قومية، فلكل قبيلة نوع معين من النقوش المعروفة والمتخصصة بها فسدو أهل الشمال يختلف عن سدو أهل الجنوب وكذلك عن بلاد الشام.

ثمة أنسجة معروضة أشكالها غريبة نوعاً ما، حدّثينا عنها.

تمثّل تلك الأنسحة مرحلة انتقالية بين أهل البادية والحضر، وذلك بتوظيف أصداف بيضاء في تجميل قطع السدو، مضافاً إليها اللون الأزرق لدرء العين وهي معتقدات قديمة ما زال يمارسها البعض حتى يومنا هذا. كانت تُجلب تلك الأصداف من الهند، وبعض أهل البداية كان يذهب إلى الغوص ويأتي بها ويجمعها لاستخدامها في تجميل قطع السدو المطوّرة.

ماذا عن البشوت المعروضة في صالة «قصة الحياكة»؟

دول الخليج معروفة بصناعة البشوت، فالبشت زي رسمي في الحياة اليومية وفي المناسبات، لذا حرصنا في بيت السدو على عرض أنواع البشوت المختلفة ليتعرف عليها الزائر وللمحافظة عليها كقطع تراثية ثمينة. نعرض في صالة «قصة الحياكة» مجوعة بشوت مختلفة ومنها: «برقه» وهو البشت المتميز بألوانه، «وبر» وهو نوع من أنواع البشوت التي كانت تستخدم شتاءً للتدفئة، «النجفي» ويتميز بنسيجه الخشن والذي كان يُجلب من منطقة النجف. كذلك تعرض «عباية» نسائية قديمة، إهداء من محمد طاهر البغلي، كانت ترتديها العروس قديماً في ليلة زفافها وهي عبارة عن عباءة منسوجة من اللون الأسود وخيوط «الزري» الذهبية. بالإضافة الى عرض مجموعة من الأدوات المستخدمة لصناعة البشوت.

كيف استطعتم كجمعية تخليد هذا الفن وحفظه من الاندثار؟

استطعنا تحقيق ذلك بجهود من الرئيسة الفخرية الشيخة ألطاف سالم العلي ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وإدارة البيت، وذلك من خلال مشاركاتنا الفاعلة في المعارض الدولية والمحلية، وحرصنا الدائم على تطوير هذه الحرفة. لدينا في البيت صالة عرض خاصة بتطوير استخدامات السدو، تُعرض فيها الأعمال المنسوجة في البيت سنوياً، ففي كل عام لدينا أطروحة في تطوير استخدامات السدو في الحياة اليومية، سواء في البيت أو في المكتب وغيرهما من الأماكن، وقد ركزنا هذا العام على كيفية استخدام السدو في الأزياء المعاصرة للمحافظة عليها من الاندثار وذلك عن طريق مزج الأصالة بالحداثة، وقد حازت هذه الفكرة على إعجاب الكثيرين.

هل يمكن الحصول على هذه الأزياء؟

نحرص في بيت السدو على بيع منتجاتنا اليدوية لمن يرغب في شرائها وقد وفرنا غرفة في البيت باسم «الدكان» تُعرض فيها جميع المنتجات التي تصنعها الناسجات وتباع، من حقائب يدوية وملابس وقطع أثاث وغيرها، والمردود يعود الى الناسجات «البدويات»، فكما أسلفت طوِّر مشروع السدو عام 1991 من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ليصبح «جمعية السدو التعاونية الحرفية»، وتملك الناسجات والمساهمات أسهم الجمعية وتذهب جميع أرباح المبيعات إليهن.

ماذا تقدّمون للراغبين في تعلّم هذه الحرفة؟

تحرص الجمعية على إقامة برامج تدريبية وورش عمل خاصة بالنسيج والصباغة والحياكة التقليدية والحديثة للراغبين، ويتم ذلك بإشراف ناسجات متمرّسات يعطين حصصاً للمتدربين يُمنح بعدها المتدرّب شهادة من الجمعية. كذلك نحرص على تقديم كتب خاصة بتعليم هذه الحرفة.

قصة ناسجة

تروي الناسجة البدوية مطره المسلم قصتها مع حياكة السدو قائلة: «بدأتُ هذه الهواية بإرث تركته جدتي لوالدتي وهو عبارة عن «شيصة»، قرن غزال كان يُستخدم قديماً في حياكة السدو، وفي يوم من الأيام وبعد إلحاح شديد مني فتحت والدتي صندوق ذكرياتها لتريني ما تركته لها والدتها، وكانت حينها متأثرة وحزينة كونها لم تعمل بوصية جدتي وهي حياكة السدو نظراً الى انشغالها الدائم بتربيتنا، وأذكر أن الوالدة أهدتني «الشيصة» الخاصة بها قائلة: «أنتِ من ستقوم بهذه المهنة» وبالفعل زار بالصدفة بعض الناسجات مدرستي الابتدائية لإعطاء الطالبات دروساً في النسج ومن هنا بدأت بتعلّم الحياكة تلبيةَ لرغبة الوالدة وها أنا اليوم ناسجة وأعلم غيري هذه الحرفة منذ ما يقارب الثلاثين عاماً».

عن القطع التي تقوم بتنفيذها أشارت مطرة الى أنها تشتغل المساند، والقاطع والبسط، والرواق، والمزودة والزل وغيرها. وعن أنواع السدو ونقوشها تضيف: «ثمة أنواع مختلفة من السدو بحسب القبيلة ومنها: «نسجة مطيريه»، «شمريه»، «ظفيريه»، وتشتهر هذه القطع باللون الأسود والأبيض والأحمر والبرتقالي.

• القاطع: فاصل يُستخدم في تقسيم بيت الشعر إلى أماكن عدة.

• البسط: مفارش تُصنع عادة من خيوط مبرومة.

• الرواق: الذاري لبيت الشعر يوضع في الجهة التي يأتي منها الريح.

• المزاود: أكياس أصغر حجماً من العدول تُستخدم لحفظ الملابس.

• الزل: سجاد ذات صوف كثيف.

back to top