مصر: ضحايا «روح شاكيد» يطالبون بالاقتصاص من مجرمي الحرب الإسرائيليين

نشر في 07-01-2010 | 00:01
آخر تحديث 07-01-2010 | 00:01
على الرغم من صدور حكم قضائي لمصلحتهم، لم يأخذ الأسرى المصريون الذين أسروا في المعتقلات الإسرائيلية بعد حرب عام 1967 وذووهم حقوقهم الكاملة بعد.
لاتزال الحكومة المصرية تؤجل تنفيذ حكم أصدرته محكمة القضاء الإداري الذي صدر في مارس 2008، والذي قضى باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقصاص لأسرى الحرب والمدنيين المصريين في إسرائيل، واسترداد حقوقهم، استنادا إلى الدستور المصري واتفاقيات جنيف.

في هذا السياق، طالب أمين عبدالرحمن جمعة الذي قضى عاماً في معتقل "عتليت" الإسرائيلي خلال حرب 1967، كلا من رئيس الوزراء، ووزراء الخارجية، والإعلام، والتضامن الاجتماعي، والدفاع، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، بتنفيذ الحكم القضائي الذي تصر الحكومة المصرية على تجاهله، مشيرا إلى أن قضيته ظلت منظورة أمام القضاء المصري 13 عاما وعند صدور الحكم ترفض الحكومة التنفيذ.

وأكد المحامي والناشط الحقوقي خالد علي لـ"الجريدة" أن "هذه الدعوى خارج نطاق الحصانة الدبلوماسية وتقع في نطاق اختصاص القضاء المصري لأن الوقائع تتعلق بوقائع حرب وحشية وقعت على أرض مصرية".  

وكان أهالي ورثة 15 من شهداء مصر في حرب يونيو 1967 والجمعية المصرية للأمم المتحدة (جمعية أهلية) قد تقدموا بدعوى أمام القضاء المصري ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بصفته، ورئيس التلفزيون الإسرائيلي للمطالبة بعشرة ملايين جنيه تعويضا عن قتل الأسرى المصريين "بدم بارد"  وإهانة عائلات الأسرى وتعمد إيذاء مشاعرهم وكرامتهم في فيلم "روح شاكيد".

وكان التلفزيون الإسرائيلي أذاع أخيراً شريطاً وثائقيا، كشف عن جرائم قتل وتعذيب واتجار في الأعضاء وإجراء تجارب على الأسرى المصريين في أعقاب حرب 1967 وهي القضية التي باتت تعرف إعلاميا باسم "روح شاكيد".  

ويوثق الفيلم جرائم حرب ارتكبتها فرقة "شاكيد" في الجيش الإسرائيلي ضد 250 من الأسرى المصريين في أعقاب حرب 1967.

وتحدث في الفيلم عدد كبير من الجنود الذين خدموا في صفوف الوحدة، وكشفوا عن عمليات القتل التي قاموا بها ضد جنود من وحدة "الصاعقة " وهم في طريق انسحابهم للغرب داخل سيناء بعد توقف القتال.

وروى الجنود الذين خدموا تحت إمرة بنيامين بن أليعازر وزير البنى التحتية السابق، أنهم قتلوا الجنود المصريين مدفوعين بشهوة الانتقام، وتطبيقاً لتعليمات عسكرية من قادتهم.

بن أليعازر

بدوره، أوضح بن أليعازر، الذي شارك بالعملية، كيف تمت عملية مطاردة الجنود المصريين بمروحية كانت تنزل جنودا على الأرض فيرمونهم بالنار رغم عدم قدرتهم على القتال بعد انتهاء المعركة ونفاد ذخائرهم.

وتخلل الفيلم مقاطع وثائقية مصورة تظهر إطلاق النار على الجنود المصريين رغم كونهم بلا سلاح ورافعي الأيدي وهم على الأرض.

ولعل أخطر الاعترافات تلك التي تتعلق بتجارة الأعضاء، حيث شكل الأسرى المصريون مستودعاً هائلاً لقطع الغيار البشرية، وكان السماسرة يجنون أرباحاً خيالية من بيع الأعضاء في أوروبا وإسرائيل، كما كان طلبة الطب هناك يتدربون على العمليات الجراحية على هؤلاء الأسرى.

back to top