خذ وخل: جمعية المساعدة النفسية لمرضى السرطان

نشر في 26-07-2010
آخر تحديث 26-07-2010 | 00:01
 سليمان الفهد * وسط مشاعر الإحباط و»الاشمئناط» وهو إحساس نكدي ذو عيار ثقيل يعشش في وجدان الكثيرين منا! أقول وسط هذا المناخ المترع بمشاعر عدم الرضا، يفرح المرء حين يجد ثلة من المواطنات يتأسين بالحكمة الصينية الشهيرة القائلة: «بدلا من أن تلعن الظلام أضئ شمعة»، أو ولع «سراج كنديري» بالجاز! أعني مبادرة مواطنات إلى تأسيس جمعية مساعدة مرضى السرطان، وهي في سبيلها إلى الإشهار، ومباشرة الفعل الإنساني الفروسي النبيل، في القريب العاجل لاسيما بعد أن حظين بلقاء سمو أمير البلاد أطال الله في عمره، وحفظه من كل سوء، فضلا عن مباركته لمشروع وأهداف الجمعية، ودعمه المعنوي والمادي الخيرين لها، باستجابة سامية تفصح عن سعادة سموه بالمبادرة التي تقول إن نسيج حياتنا اليومية بخير وعافية، رغم أنف مشاعر القنوط والإحباط وغيرهما من المشاعر السلبية التي تجثم على صدر البلاد والعباد!

* من هنا تكمن أهمية إنشاء جمعية المساعدة النفسية لمرضى السرطان، الذين لا يجادل أحد في مدى حاجتهم اليومية الماسة إلى الحدب والحب، والتواصل، والاحتواء الروحي، وكل الأفعال والممارسات النفسية والروحية، المتضوعة بأريج الأمومة الحنون.

وكلنا يعرف أن مرضى السرطان كثيرون، وأنهم يزدادون سنة بعد أخرى، كما يتبدى من الإحصاءات المنشورة، والحق أن المساعدة النفسية للمرضى حرية بأن تكون حاضرة في غرف وعنابر العديد من المرضى الذين يكابدون أمراضا خطيرة تستوجب عناية نفسية مركزة ودائمة، الأمر الذي يشي بحاجة جمعية المساعدة النفسية لمرضى السرطان، إلى المزيد من المتطوعين، من الجنسين القادرين على ممارسة دورهم الإنساني بروح التطوع، الريانة بمشاعر وقيم وممارسات مساعدة الآخرين على تجاوز آلامهم ومحنهم.

وقد اختارت جمعية المساعدة النفسية لمرضى السرطان شجرة «السدرة» لتكون أيقونتها وشعارها الإنساني المعطاء الدال على فعلها الخير، ولعلي أزعم أن الأمراض المستعصية التي اقتحمت حياتنا الصحية، بعد تحرير البلاد تحتاج إلى غابات «سدر» مخضوضرة بالأفعال، المفضية إلى مساعدة المرضى على مجابهة آلامهم العضوية والنفسية، والتعايش معها بصبر جميل يتوسل تجاوزها!

وكنت أتمنى لو أرصع مقالتي بأسماء المواطنات المؤسسات لجمعية «سدرة»، لكنهن ارتأين تأجيل النشر إلى حين إشهار الجمعية في القريب العاجل بإذن واحد أحد.

وكم نحن بحاجة إلى سدرة في شتى مناحي حياتنا اليومية تنفي عنها مشاعر القنوط والاكتئاب وغيرهما من المشاعر السلبية الضارة بالصحة النفسية للبلاد والعباد.

back to top