محمد الصباح: نخطط لإنفاق 85 مليار جنيه إسترليني خلال السنوات الأربع المقبلة

نشر في 28-02-2010 | 00:05
آخر تحديث 28-02-2010 | 00:05
No Image Caption
وجَّه الدعوة إلى البريطانيين للمشاركة في مشاريع التنمية بالكويت
• توافر كل الضمانات للمستثمر كالنزاهة واستقرار البنية القضائية والقانونية وقدرة الحكومة على تلبية التزاماتها المالية

• الكويت هي الجسر التجاري الذي يصل بين الدول ويتجاوز الزمن والمساحة

• العدوان العراقي عزَّز التزامنا وتمسكنا التام والراسخ بحكم القانون وسلوك المواطنة العالمية

قال محمد الصباح «إن إدراك حقيقة ثروة الكويت تركز في عهد أميرها الشيخ عبدالله السالم الذي قرر في مطلع الخمسينيات تنويع محفظة الثروة لمصلحة الثروة المالية».

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح ان  الكويت "انطلقت في تنفيذ خطة تنمية طموحة للغاية ونحن نخطط لإنفاق 85 مليار جنيه استرليني خلال السنوات الأربع المقبلة"، موجها الدعوة الى البريطانيين للمشاركة في مشاريع التنمية بالكويت، مؤكدا توافر الضمانات الكافية للمستثمر مثل النزاهة، واستقرار البنية القضائية والقانونية، وقدرة الحكومة على تلبية التزاماتها المالية، والضيافة الاجتماعية والثقافية والتسامح مع المستثمر الأجنبي.

وإذ أيد محمد الصباح حق إيران في امتلاك التقنية النووية السلمية، استدرك قائلا في كلمة القاها في لجنة الصداقة الكويتية - البريطانية الاربعاء الماضي بالمملكة المتحدة، "اننا نشجع بقوة إيران على الامتثال التام لقرارت مجلس الأمن الدولي وعلى الشفافية التامة في ما يتعلق بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وان من مصلحتنا تجنب فرض عقوبات على إيران التي من مصلحتها تأكيد نواياها السلمية إلى العالم بأسره".

وقال محمد الصباح في تفاصيل كلمته "تقيداً بتقاليد الرواية العربية دعوني أبدأ ملاحظاتي بالرواية التي لن تكون مثيرة على غرار ألف ليلة، هذه القصة تروي بإيجاز كيف بدأت العلاقات بين الكويت والمملكة المتحدة"، مضيفا "بالتأكيد استخدم البريطانيون في منتصف القرن الثامن عشر ميناء الكويت ومراكبها لنقل البريد من المملكة المتحدة إلى الهند لتفادي السفن المعادية من فرنسا وإسبانيا".

وتابع "سألني أحدهم أن أحدد دور الكويت في جملة واحدة وأنا أقول إن الكويت هي الجسر التجاري الذي يصل بين الدول ويتجاوز الزمن والمساحة".

الشرق والغرب

وتطرق محمد الصباح الى استقلال الكويت قائلا "منذ استقلالها عام 1961 قررت الكويت بصورة ثابتة تبني سياسة حياد إيجابي في النزاع العقائدي بين الشرق والغرب وكانت الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلموماسية مع الاتحاد السوفيتي في مطلع الستينات، ولكن مع سقوط جدار برلين وانهيار عالم الوقود الحيوي لم تستخدم الكويت تأثيراتها، وقامت بإعادة تقييم سياستها الخارجية لتكون في موقع أفضل ضمن الميناء الآمن للقوانين والشرعية الدولية، ومن قبيل اليقين نقول ان العدوان العراقي على الكويت عزز التزامنا وتمسكنا التام والراسخ بحكم القانون وسلوك المواطنة العالمية، ومن سهول كسوفو وناخشيفان وكراباخ إلى التطورات الخطيرة في عملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني اتخذت الكويت موقفاً واثقاً وآمناً جداً ضمن خندق الشرعية الدولية".

وعن الشرق الاوسط اضاف محمد الصباح "في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط على سبيل المثال قمنا بتبني المبادرة العربية للسلام من الأعماق إضافة إلى خارطة الطريق الرباعية، وفي ما تواصل إسرائيل عدوانها وتحديها للقانون الدولي نحن ندين بشدة سياستها في ابتلاع الأراضي والأنشطة الاستيطانية غير الشرعية والأسوأ من ذلك كله حادث الاغتيال الأخير ليس فقط للإرث التاريخي والثقافي للشعب الفلسطيني وإنما ما نراه في قضية الخليل أيضاً".

الغني والفقير

وقال محمد الصباح "إن واحدة من أكثر استراتيجيات الوجود أهمية بالنسبة لكويت ما بعد الاستقلال هي أن تكون مواطناً دولياً وأكثر وسيلة فعالة لدعم الاستراتيجية كانت إنشاء الصندوق الكويتي بعد الاستقلال مباشرةً وأراد أمير الكويت آنذاك الشيخ عبدالله السالم أن يوجه رسالة من الشعب الكويتي إلى بقية دول العالم: (ها نحن ننطلق على مد التغيير ولكننا لن ننسى أصدقاءنا المحتاجين)"، مضيفا "وللتاكيد فانه في عام 1968 قال روبرت ماكنامارا رئيس البنك الدولي انذاك (عندما انشئ الصندوق الكويتي في عام 1961 حيث كان بلا رئيس كانت الكويت دولة صغيرة بين الأماكن الأكثر فقراً على الأرض الا انها قامت بتأسيس صندوق اقتصادي في مطلع استقلالها السياسي، حيث بدات مرحلة ازدهارها بالاعلان عن رغبتها في مشاركة ثروة المستقبل مع جيرانها العرب)".

وأضاف "بعد مرور نصف قرن وبفضل الدعم السخي من أمراء الكويت المتعاقبين والشعب الكويتي قام الصندوق الكويتي بتوسيع عملياته إلى أكثر من مئة دولة حول العالم ما يجعله أكثر مؤسسات التنمية المساعدة بعد البنك الدولي، وفي حقيقة الأمر فإن هذا دفع الكويت لكي تكون واحدة من أكثر دول العالم سخاء وبالتأكيد اللاعب الأكثر نشاطاً في حقل التنمية والمحارب الأكثر نشاطاً ضد الجوع والفقر والتخلف".

الحاضر والمستقبل

وقال محمد الصباح "ان إدراك حقيقة ثروة الكويت تركز في عهد أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الذي قرر في مطلع الخمسينات تنويع محفظة الثروة لمصلحة الثروة المالية ولذلك أنشأ أول صندوق ثروة سيادي في العالم في منتصف الخمسينيات هنا في لندن ويدعى مكتب الاستثمارات الكويتية وتم اضفاء الصفة الرسمية في ما بعد على هذا الصندوق في منتصف السبعينيات وهو يدعى الآن صندوق أجيال المستقبل، وكانت إقامة هذا الصندوق فكرة ثورية للغاية وهو يعكس النظرة البعيدة للقيادة الكويتية".

وأضاف "ويحصل هذا الصندوق على موارده عبر فرض الضرائب على الجيل الحالي لصالح أولادهم الذين لم يولدوا بعد، والفكرة هي جمع ما يكفي من الموارد المالية لتمكين جيل ما بعد النفط من إقامة اقتصاد قابل للحياة ومستدام وتسهيل هذا التحول لاقتصادنا الطويل الأجل، وانطلقت الكويت في تنفيذ خطة تنمية طموحة للغاية ونحن نخطط لإنفاق 85 مليار جنيه خلال السنوات الأربع المقبلة، وأود هنا توجيه دعوة إلى أصدقائنا البريطانيين للمشاركة في مشاريع التنمية لدينا وأنا أعلم أن الاستثمار في الخارج يعني حاجة المستثمر إلى ثلاث ضمانات هي النزاهة واستقرار البنية القضائية والقانونية، وقدرة الحكومة المضيفة على تلبية التزاماتها المالية، والضيافة الاجتماعية والثقافية والتسامح مع المستثمر الأجنبي".

back to top