دورة القبس... وصحافتنا

نشر في 04-04-2010
آخر تحديث 04-04-2010 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: بعض أعضاء البرلمان لا يعي ما يقول حتى على مستوى الأدب والذوق العام.

***

ما أدلى به رئيس تحرير جريدة «القبس» الأستاذ وليد النصف من حديث في دورة «الصحافة مسؤولية أخلاقية» يستحق التوقف عنده لسببين: الأول لكون المتحدث من أهل الصنعة والمصداقية، والثاني لاتساق مرئيات المتحدث مع محتوى المنتج وهو «القبس». ولنا هنا بعض الملاحظات والمداخلات حول ما أفصح عنه من هموم وتشخيص للواقع الإعلامي.

العمل الصحافي في الكويت أصبح عبثيا لا قاعدة مهنية ترعاه، وفي ظني أن أحد أهم أسباب تردي الفنون الصحافية التي كانت مادة دورة «القبس»، وأجادت في شرحها البروفيسورة أستاذة الإعلام بجامعة ميزوري مارثا ستيفنس، هو غياب التدريب، وهو غياب لا مبرر له إذا ما أخذ عمر الصحافة الكويتية الطويل نسبيا في الاعتبار (50 عاما من الصحافة المهنية)، وأقله على مستوى منطقة الخليج. في الجسم الصحافي اليوم غرباء لا يفقهون مسؤولية الصحافة وأخلاقياتها، ويتسببون تبعا لهذا العبث بمشكلات مالية خانقة لصحفهم ومع شرائح أو أشخاص في المجتمع، ونرى أن المسؤول عن هكذا وضع هم رؤساء التحرير أنفسهم.

قانون المطبوعات وقانون المرئي والمسموع وفرا فرصة لبناء مؤسسات إعلامية، لكن في التفاصيل حدث أن دخل الطارئون في طواقم التحرير والرئاسة ممن تسيدوا أغلب المؤسسات الصحافية والتلفزيونية الحديثة، وأصبحوا في لحظة ممن يلتقون المراجع العليا في البلاد والسفراء وضيوف الدولة، وذلك بحكم مناصبهم لا خبرتهم في المجال الإعلامي، وهنا هو لب المشكلة لمن يستعصي عليه الفهم.

لا يمكن منطقيا تطوير أي مهنة دون تدريب وقاعدة من المعرفة والعلم، ونقول تأسيساً على قاعدة «عمر الصحافة الكويتية» التي أعاننا على رقيها إخوان عرب في البدايات، إنه من المعيب أن يستمر فشل القائمين على المؤسسات الصحافية الأهلية بتأسيس معهد تدريب إعلامي يزود أي مؤسسة إعلامية ناشئة بصحافيين متدربين، وهنا نلوم بالدرجة الأولى الجمعية التي تمثلهم وهي جمعية الصحافيين.

بعض مؤسسات الإعلام الكويتي الأهلي، المرئي والمكتوب، يساهم اليوم في هدم الصورة التي بناها المؤسسون الأوائل لكويت عصرية حديثة ومتطورة، ويعتقد رؤساء هذه المؤسسات بضرورة تحقيق الشهرة الواسعة من خلال تداول الشاذ من المواد والمواضيع الإعلامية بحجة تقديم الجريء للمشاهد، لكن شتان ما بين جريء متقن وآخر مبتذل.

وإحدى الآفات التي تعانيها الصحافة المحلية خصوصا في الصحف الجديدة التسابق على ملء صفحات بكاملها بأعمدة لكتّاب يعتمدون الشخصانية خطاً لكتاباتهم، ولا يقدمون أدنى فائدة معلوماتية للقارئ، وهذه الآفات تؤدي مع الزمن إلى انحدار مستوى الذوق العام.

ملاحظتي الأخيرة هنا، أن كثافة الملتحقين بدورة «القبس» كشفت عورة الوضع الصحافي الكويتي، فهناك عطش للتعلم ومعرفة أصول المهنة حتى من قبل أناس لا علاقة لهم بالعمل الصحافي (استعرضت الأسماء المنشورة في «القبس» قبل بدء الدورة)... وحتى ينشأ «المعهد المنتظر» يمكننا وقتها أن نتحدث عن إعلام حقيقي وصحافيين حقيقيين.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top