مازن معضّم: الشكل الخارجي لا يضمن الاستمراريّة
يسير الممثل اللبناني مازن معضّم بخطى ثابتة نحو تعزيز حضوره في الدراما اللبنانية، ويعمل بلا كلل لجعل هذه الأخيرة تتصدر الدراما العربية، يحدوه أمل كبير بتحقيق حلمه في المستقبل القريب.في دردشة مع {الجريدة} يتحدث مازن عن دوره في مسلسل {ماتر ندى} الذي يُعرض راهناً على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وعن مجمل مسيرته الفنية.
أخبرنا عن تجربتك في {ماتر ندى}.أحببت القصة منذ قراءتي الأولى للسيناريو والتي تتمحور حول منافسة شديدة بين محامٍ ناجح ومشهور (أجسّد أنا شخصيته)، زبائنه من الوزراء والنواب ورجال الأعمال، وبين محامية مبتدئة (نادين الراسي) تستأجر مكتباً بجوار مكتبه لتبدأ المناكفات بينهما في إطار كوميدي درامي سريع. الجميل في المسلسل أنه بعيد عن المبالغة والتصنّع والفلسفة وتدور أحداثه في إطار طبيعي إلى أبعد الحدود، أعتقد أن صداقتي مع نادين ساهمت في إضفاء جو من الانسجام بيننا ما انعكس إيجاباً على سير الأحداث، خصوصا أن أعمالاً عدة جمعتنا سابقاً.ماذا عن أصدائه؟إيجابية لغاية اليوم، أنتظر تعليقات المشاهدين بعد عرض كل حلقة، لأنني، بطبيعتي، أكره المجاملات وأفضّل رأي الناس العاديين الذي يعبّرون عن حقيقة مشاعرهم، إذ لا مصلحة لهم بمجاملتي. نلاحظ أنك كسرت في {ماتر ندى} صورة الإنسان الشرير التي جسدتها في مسلسلي {الطائر المكسور} و{ورود ممزقة}!صحيح، أتجنّب حصر نفسي في صورة الإنسان الشرير، ليس خوفاً من ردة فعل الجمهور، لأنه عندما ينزعج من شخصية معينة فذلك دليل نجاحها، لكن التنويع ضروري، بالإضافة إلى رغبتي في إبراز قدراتي على تجسيد الأدوار المختلفة. كيف تقيّم دورك في {الطائر المكسور}؟أحببته، لأنني جسدت شخصية رجل يعاني من مأساة في حياته وهو رومنسي وحساس في الوقت نفسه.أعتبر هذا المسلسل نقلة نوعية في حياتي المهنية، مع أن جماهيريته لم تكن واسعة مقارنة مع أعمال أخرى كونه يفتقد إلى الحركة والأحداث السريعة، لكني قدّمت فيه أجمل أدواري.ما أوجه الاختلاف بين دوريك في {الطائر المكسور} و{ماتر ندى}؟تطلّب دوري في {الطائر المكسور} جهداً تمثيلياً كبيراً، عكس {الماتر ندى} إذ يتطلّب مني الدور عفوية وطبيعية.إلى أي مدى تعتبر الحرفية والمهنية ضروريتين لتقديم شخصية لا تشبهك؟تعلّمت من المخرجين الذين عملت معهم أنه عندما أقرأ النص عليّ أن أخرج الشخصية من الورق وأتخيلها بتفاصيلها كافة، كيف تجلس وتتحدث وتتصرف بالإضافة الى نبرة الصوت، من دون أن أضع شيئاً من مازن فيها. من جهة أخرى اكتسبت من خبرتي في التمثيل تقنية صحيحة في أداء الأدوار المختلفة بكل أحاسيسها وتناقضاتها. هل يساهم شكلك الخارجي في اختيارك لأداء الأدوار؟غالباً ما يتم اختيار البطل الأول وفق شكله الخارجي، فهو لا يحظى بحب الجمهور إذا لم يكن جميلاً، لأنه يجسّد إجمالاً شخصية رومنسية وحساسة، لكن إلى جانب ذلك عليه أن يتمتع بموهبة كبيرة وتقنية وأداء مميز ليستطيع إكمال مسيرته وإلا يملّ الجمهور منه.ساعدني شكلي الخارجي في بداياتي وسهّل لي المشاركة في أعمال عدة، إنما لا تتحقق الاستمرارية سوى بالموهبة الحقيقية والجهد والذكاء في اختيار الأدوار. مثلا في {ورود ممزقة} لم أجسّد شخصية الشاب الجميل بل الشرير والمعقّد الذي يسيطر عليه الحقد وحب التملك. كذلك جسّدت في مسلسل {قصة سلمى} شخصية الشاب الخبيث الذي خرّب حياة عائلة. ما المعايير التي تعتمدها في اختيار الأعمال؟أقرأ النص مرات عدة، أركز على الشخصية، أشدد على أن يكون الدور محورياً، أرفض السناريو الركيك والسخيف في مضمونه. من جهة أخرى إذا لم أشعر بالقصة لا أقتنع بها وبالتالي أرفضها.أين أنت من الأعمال العربية المشتركة؟بعيد عنها نوعاً ما، حين صوّرت {قصّة سلمى} سافرت الى مصر وتعرفت إلى مجموعة من المنتجين والفنانين، لكن النصوص التي عُرضت علي هناك لم تقنعني ولم أكن حينها شاركت في {الطائر المكسور} و{ورود ممزقة} اللذين ثبتاني أكثر فأكثر كممثّل محترف. ما الدور الذي يستهويك؟الدور الذي يؤثر في الجمهور العربي ويدفعني قدماً إلى الأمام. كيف تقيّم واقع الدراما اللبنانية؟هي في تطوّر مستمرّ وستصبح قريباً في المراتب الأولى، لأن الأموال بدأت تُصرف على الإنتاج الدرامي الذي يزدهر تدريجاً.هل من جديد لديك على صعيد الدراما اللبنانية؟أحضّر مع بعض الزملاء عملاً ضخماً سيكون له وقعه الكبير لبنانياً وعربياً، لأنه يصوَّر بتقنية عالية ومتقدّمة لم تألفها الدراما اللبنانية. كذلك أنا في طور قراءة مسلسل جديد من كتابة طوني شمعون، وهو أكثر من رائع، تدور أحداثه في إطار درامي إجتماعي واقعي، يفترض أن نبدأ تصويره بعد الانتهاء من تصوير {ماتر ندى} في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.ما رأيك بظاهرة تزايد شركات الإنتاج؟أشجّع أصحاب رؤوس الأموال على خوض هذا المجال لأن التنوّع جيد شرط أن يكون الإنتاج صحيحاً. لماذا تركت عرض الأزياء؟يشكّل عرض الأزياء الخطوة الأولى التي أطلقتني في عالم الأضواء، كان ذلك عام 1996 في برنامج {ستديو الفن} حيث نلت الميدالية الذهبية عن فئة عرض الأزياء، لكني شعرت بعد فترة أن هذا المجال لم يعد يستهويني.