«شارع» نجاد يتظاهر ضد «شارع» الإصلاحيين وخامنئي مع فرز جزئي للأصوات «إذا اقتضى الأمر»
شهد اليوم الثالث من الاحتجاجات في ايران مزيداً من التظاهرات لمناصري المرشح الإصلاحي للرئاسة مير حسين موسوي، في حين سعى الفريق الداعم للرئيس محمود احمدي نجاد، عبر تظاهرة مقابلة أمس، الى إظهار قوته والتأييد الشعبي الذي يتمتّع به.ونقل التلفزيون الايراني عن مرشد الثورة علي خامنئي انه لا يمانع باعادة فرز جزئية للأصوات إذا اقتضى الأمر. وكان "مجلس صيانة الدستور" ابدى استعداده لإعادة فرز الأصوات في حال تبين حصول مخالفات في الانتخابات. وقال المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي، في تصريح نقلته وكالة "إيرنا"، "إذا تبيّن لمجلس صيانة الدستور ان مخالفات ارتُكبت مثل شراء أصوات او استخدام بطاقات هوية مزورة، فسوف يُأمر بإعادة تعداد الأصوات".
وعلى خطٍّ موازٍ، طالب أحد أشهر المعارضين النائب السابق للإمام الخميني آية الله حسين علي منتظري الشباب بالتعبير عن مطالبهم بهدوء، وهي أول مرّة يتدخل فيها بالتعليق على الانتخابات وما تلاها من أحداث على الساحة الإيرانية.من ناحية اخرى، أفادت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان السلطات اعتقلت كلاً من سعيد هاجريان ومحمد علي أبطحي، وهما من أبرز المقربين للرئيس الايراني السابق محمد خاتمي. وذكرت الإذاعة ان قوات الأمن اعتقلت ايضاً 26 شخصاً آخرين تصفهم بـ"العقول المدبرة" للاحتجاجات التي اجتاحت العاصمة.وشارك انصار موسوي في تظاهرة ضخمة جابت شوارع طهران. ونقل الموقع الالكتروني لقناة "برس تي في" الإيرانية، الناطقة باللغة الإنكليزية، ان "مراسلة القناة التي كانت في المكان شاهدت مناصرين لموسوي يتجمعون، وتوجهوا شمالا في اتجاه ساحة وناك، وتحول التجمع في هذه الساحة الى تظاهرة كبيرة".وذكر الموقع ان المتظاهرين كانوا يرتدون "اللون الاخضر لحملة موسوي وكانوا يتظاهرون في هدوء".يذكر ان موسوي دعا انصاره في وقت سابق، الى التظاهر بهدوء قبل ان يطلب منهم الامتناع عن ذلك لتجنب اي اعمال عنف محتملة.من جهة اخرى، بث التلفزيون الايراني الرسمي عصر أمس، صوراً لتجمع كبير في طهران، وصفه بأنه "تجمع توحيدي"، مؤيّد لنجاد.ودعا الى هذا التجمع الذي جرى في ساحة "ولي العصر" في العاصمة الايرانية "مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي" الذي قال ان الهدف منه "التأكيد على ضرورة وضع حد للمؤامرة والاخلال بالأمن وإحباط خطط الأعداء". وفي سياق التدابير "الاحترازية" المتخذة، أعلنت السلطات الإيرانية عن إجراءات مشددة لتحديد نشاطات وسائل الإعلام الأجنبية، من شأنها منع الصحافيين من تغطية التجمعات "غير المرخصة".وذكرت الـ"بي بي سي" ان الإجراءات الجديدة تتضمن حصول الصحافيين الأجانب على "أذونات خاصة" تخولهم مغادرة مكاتبهم لتغطية أي حدث.وتوالت ردود الفعل الدولية على ما يجري في طهران، وكان أبرزها للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اعتبر أمس، ان "الانتخابات المتنازع عليها في إيران كشفت عن تغير في التوقعات لدى الناخبين وربما لدى قادتهم أيضا".وقال أوباما: "أعتقد أن شيئا ما حدث في إيران، هناك أناس يريدون مشاهدة مزيد من الانفتاح، مزيد من الحوار، مزيد من الديمقراطية". وأضاف إنه يعتقد أن المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي لديه قلق عميق حيال القلاقل المدنية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. وأوضح ان قرار خامنئي بإجراء تحقيق "يشير إلى أنه يتفهم أن الشعب الإيراني لديه قلق بالغ".لكن في الوقت نفسه، قال أوباما انه لن يكون من المفيد أن يرى العالم الولايات المتحدة "تتدخل" في القضية.وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان "رد الفعل العنيف" في ايران على الانتخابات الرئاسية "يعكس حجم التزوير" في هذه الانتخابات التي اعقبتها تظاهرات احتجاجية قُتل فيها سبعة مدنيين.وقال ساركوزي: "هذه الانتخابات خبر سيء جداً، الشعب الايراني يستحق غير ذلك"، مبدياً "قلقه حيال الوضع في ايران"، وواصفاً ما يحصل بأنه "مأساة".اما بكين، فحضت طهران على المحافظة على "تضامنها واستقرارها"، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية كينغ غانغ خلال مؤتمر صحافي: "نأمل ان تتمكن ايران من المحافظة على "تضامنها واستقرارها".(طهران ــ أ ف ب، أ ب، رويترز، يو بي أي)