Clash of the Titans تحت المجهر

نشر في 09-04-2010 | 00:00
آخر تحديث 09-04-2010 | 00:00
يدرك الأشخاص الذين  قصدوا دور السينما أخيراً أن عبارة {أطلقوا الكراكن} صارت على كل شفة ولسان هذا الموسم. ففي مقتطفات فيلم Clash of the Titans (صراع الجبابرة)، ينطق ليام نيسن، الإله الضخم المتدثّر بردائه الأبيض بهذه العبارة ويشير  فيها إلى وحش طوله 244 متراً تقريباً، أسنانه مخيفة وطباعه حادة. صحيح أن هذه العبارة لا تتمتع بلمحة رومنسية أو صياغة ذكية، إلا أنها تعكس، على حدّ تعبير خبراء الأفلام، عظمة Clash of the Titans ومجموعة من الأفلام التي أعادت تعريف عالم السينما.

في عصر المؤثرات الخاصة الإلكترونية هذا، يُعتبر الفيلم الكلاسيكيClash of the Titans المرشّح الأبرز ليُعاد تصويره، فقد تحوّل، تحت إشراف المخرج لويس ليترير(The Incredible Hulk)، إلى قصة صراع بين البشر والآلهة، يواجه بيرسيوس (سام ورثينغتون)، نصف إله ونصف بشر، إله العالم السفلي هادس (رالف فينز)، الذي يحاول سلب زوس (نيسن) السلطة وفتح أبواب جهنم على الأرض.

صحيح أن القصة تختلف إلى حدّ ما عن الفيلم الأصلي الذي أنتج عام 1981، لكن ما زالت هذه النسخة الجديدة تحتفظ بالمؤثرات الخاصة كلها: الحصان المجنّح بيغاسوس، ميدوسا بشعرها المكوّن من الثعابين، وحش الكراكن الثائر.

بدأ ليترير ابتكار المؤثرات الخاصة حين كان في الثامنة من عمره, بعدما شاهد فيلم Clash of the Titans الأصلي في باريس. يوضح ليترير: {اعتدت صنع أجنحة لدمى ‘حرب النجوم’ التي كنت أملكها، لأجعلها تبدو مثل حيوانات {المرأة الطائر} Harpies}.

لم يكن الهدف من النسخة الجديدة إعداد فيلم ثلاثي الأبعاد، {إنما نجاح Avatar وAlice in Wonderland شجّعا شركة {وارنر بروذرز} على إعطاء فيلم Clash بعداً ثالثاً} يؤكد ليترير ويضيف: {ما المانع في ذلك؟}.

يذكر ليترير: {عندما اطلعت الشركة، التي تنفذ عملية التحويل إلى فيلم ثلاثي الأبعاد، على العمل الذي أعددته، أكدت أن هذا ما تريده بالتحديد: أشياء تخرج وأخرى تختفي، فضلاً عن تحركات الكاميرا السريعة... فقد استعنا بكاميرا ضخمة مركّزة على أسلاك تصعد وتهبط وتتبع خطوات بيغاسوس. لاءم أسلوبي في الإخراج تقنية الثلاثية الأبعاد، لذلك كان هذا الفيلم مناسباً ليُعرض بهذه الطريقة}.

تقنية متنامية

لا شك في أن هذا الأمر هو تطوّر جيد. فبين الأفلام التي يُتوقع أن تُحقق أرباحاً في صالات العرض، بدأت تقنية الثلاثية الأبعاد تتنامى وتهيمن أكثر فأكثر. ينطبق الأمر عينه على علاقة الحبّ بين هوليوود والممثلين الدوليين، فيؤدي دور بيرسيوس في النسخة الجديدة بطل Avatar ورثينغتون، ممثل أسترالي بدأ نجمه يسطع بالتأكيد قبل مشاركته في Terminator 4، إذ { كان يعيش في سيارته} على حد قول منتج Avatar جون لاندو. كذلك نرى الأيرلندي نيسن والإنكليزي فينز والفرنسية أليكسا دافالوس (أندروميدا) والدنماركي مادس ميكلسن، الذي يؤدي دور دراكو صديق بيرسيوس.

يوضح ميكلسن: {من الممكن جعل الشخصيات تتكلم بلهجات مختلفة أيضاً}. كان يشير بكلماته هذه إلى الجماهير التي ستتدفق لمشاهدة فيلم Clash. يتابع ميكلسن: {من المضحك أن 80% من الشعب في الولايات المتحدة يتحدّث بلهجات مختلفة، لذلك تبدو هذه خطوة جيدة}.

وهذه خطوة جيدة بالنسبة إليه أيضاً، على الأقل من الناحية المادية، فقد ازدادت شهرة هذا النجم الدنماركي الوسيم بين محبي السينما. فضلاً عن الأفلام التي تنعم بميزانية كبيرة، مثل Casino Royale، عمل مع مخرجين دنماركيين أمثال سوزان بير (After the Wedding)، مخرج An Education لون شيرفيغ (Wilbur Wants to Kill Himself)، المشاغب الدنماركي نيكولاس ويندينغ ريفن (Bleeder، Pusher، وValhalla Rising الذي سيُعرض قريباً)، لذلك يمكننا القول إن ميكلسن كان بحاجة إلى مشروع ضخم مثل Clash ليحافظ على التوازن الذي يحاول إقامته بين هوليوود وكوبنهاغن.

يضيف ميكلسن: {إذا قمتَ بالأمر عينه طوال الوقت، يخيب أملك. عندما تسعى إلى التغيير من حين إلى آخر، تنتابك حماسة كبرى. لو اقتصر عملي على الأفلام الصغيرة لسئمت بسرعة، ولو اكتفيت بالأفلام الضخمة لشعرت بالملل، لذلك أعتبر قدرتي على المزج بين الاثنين فرصة لا تُعوَّض}.

أما ليترير فيعتقد أن الاستعانة بوجوه جديدة مفيدة بالتأكيد. يذكر: {أهوى اكتشاف المواهب الجديدة على الشاشة}. مع أن هذا المخرج استعان بالممثل الغني عن التعريف إدوارد نورتن في The Incredible Hulk، أعطى الممثل الناشئ جايسن ستاثام، في فيلم Transporter 2، فرصة للانطلاق.

يوضح ليترير: {أحب أعمال براد بيت وويل سميث وأشاهدها دوماً، لكن الممثلين المشهورين يصبحون هم أنفسهم محطّ الاهتمام. أردت ممثلين ماهرين يمكنهم التعاون مع بعضهم البعض، لا صراع الشخصيات المغرورة}.

نسخة من فيلم قديم

المشكلة الوحيدة التي تزعج ليترير في فيلمه Clash of the Titans كونه نسخة من فيلم قديم. يخبر ليترير: {بما أني أحد هواة السينما، أحب دوماً رؤية أفلام أصلية، إلا أن من الممكن إعادة تخيُّل الأفلام التي صورت سابقاً، لكني آمل ألا يُصبح هذا الأمر عُرفاً معتمداً وألا يعتبر المخرجون أن إعادة تصوير الأفلام هي السبيل الوحيد إلى إنتاج عمل جيد}.

يختم ليترير موضحاً: {لا أستطيع أن أحكم على عملي، بيد أني أعتقد أن Clash الذي صورته يختلف عن الفيلم الأصلي، أعمل راهناً على مشاريع كثيرة أخرى لا يشمل أي منها إعادة تصوير فيلم قديم}.

التركيبة اليونانية الأصلية

شارك في فيلم Clash of the Titans

(1981) نجوم إنكليز ذائعو الصيت، مثل لورانس أوليفييه وماغي سميث وكلير بلوم وسيان فيليبس وتيم بيغوت-سميث، فضلاً عن الممثل هاري هاملن الذي سطع نجمه لاحقاً في مسلسل L.A. Law. يتعرّض بيرسيوس في هذا الفيلم للمحن بسبب زوس (أوليفيه): قتلُ ميدوسا بشعرها المكوّن من الثعابين، الإمساك بالحصان المجنّح بيغاسوس، محاربة الكراكن، كل ذلك للفوز بالجميلة أندروميدا (جودي بوكر).

أخرج ديسموند ديفيس هذا الفيلم الذي تميّز بمؤثرات خاصة ابتكرها منتجه راي هاريهوسن. فقد شكلت تقنية تقطيع الحركة، التي اعتمدها هاريهوسن، الركيزة الأساسية في نجاح أفلام تزخر بالمؤثرات الخاصة، مثل

The 7th Voyage of Sindbad (1958)

(Jason and the Argonauts (1963

و(One Million Years B.C. (1966.

أفلام خرافية أذهلت الجميع

عرّفتنا هوليوود، بطريقة فكاهية في الغالب، على اليونان القديمة، تاريخ مهد الحضارة الغربية، لكن تمحور الجزء الأكبر من الأفلام عن وطن سوفوكليس وسقراط والإسكندر الكبير حول الآلهة والأساطير والمعارك البحرية واللهجات الإنكليزية. في ما يلي الأفلام التي تميزت وسط هذه الموجة الغريبة:

- (Hercules Unchained (1959: شكّل هذا الفيلم معلماً بارزاً في موجة {السيف والصندل} التي شاعت في أواخر خمسينيات القرن الماضي ومطلع الستينيات. أدى دور البطل في هذا الإنتاج الإيطالي لاعب رياضة كمال الأجسام ستيف ريفز (ولد في مونتانا) وظهر للمرة الثانية في دور هرقل القوي نصف الإله (الأولى في فيلم Hercules). تتألف القصة من مزيج من الأساطير والروايات اليونانية.

- Jason and the Argonauts

(1963): بث راي هاريهوسن، بواسطة سحره، الحياة في الجماد وجعل الوحوش تسير على الأرض وحيوانات {المرأة الطائر} تحلّق في فيلم الخيال والمغامرة هذا الذي أخرجه دون تشافي (الموسيقى التصويرية لبرنارد هرمان).

يروي هذا الفيلم قصة جايسن وزمرته الذين سعوا إلى الحصول على الصوف الذهبي. في الطريق، يهاجمهم تمثال ضخم من البرونز فيساعدهم أحد غرانق البحر العملاقة ويقاتلون جيشاً من الهياكل العظمية التي تحمل سيوفاً. يُذكر أن هذه المؤثرات كلها سبقت عالم البرمجيات الإلكترونية ونفذت بفضل تقنية تقطيع الحركة التي ابتكرها هاريهوسن.

-(The Odyssey (1997: أخرج هذه النسخة من ملحمة الأوديسة (فازت بجائزة إيمي) المخرج الروسي المشهور أندري كونشالوفسكي (Runaway Train)، ومثّل فيها أرمان أسانتي، غريتا ساتشي، إيزابيلا روسيليني. صحيح أن هذه الرواية لا تلتصق بأدق تفاصيل ملحمة هوميروس، إلا أنها لا تبتعد عنها كثيراً أيضاً.

- (Troy (2004: قدّم المخرج ولفغانغ بيترسن (Das Boot) رواية الإلياذة بقالب طبيعي. أدى براد بيت دور أخيل، إريك بانا دور هيكتور، أورلاندو بلوم دور باريس، ديان كروغر دور هيلين.

- 300 (2006): شارك جيرارد باتلر ولينا هايداي في ملحمة زاك سنايدر العنيفة. يتناول هذا الفيلم اللقاء الأسطوري بين 300 محارب إسبرطي بأُمرة الملك ليونيدس و100 ألف مقاتل فارسي في معركة ثرموبولي. شكّل هذا الفيلم النسخة اليونانية القديمة من فيلم Charge of the Light Brigade، ما منحه جاذبية لا يحدّها زمان أو مكان.

back to top