وضحة... ونون النسوة!!

نشر في 24-03-2010
آخر تحديث 24-03-2010 | 00:00
 سعد العجمي من اللافت للانتباه كثرة الأقلام النسائية في صحفنا المحلية من صاحبات الرأي والتحليل اللاتي يخضن في الشأن العام خصوصا شقه السياسي، على أن الكتابة في قضايا على غرار مشكلة العنوسة أو الطلاق أو أضرار التدخين هي قضايا قريبة إلى اهتمامات المرأة، لذا فإن ما يكتب في هذا الإطار لا يكون غالبا مثار جدل في الرأي على اعتبار أن مثل هذه القضايا لا تكون «خلافية» عادة.

على النقيض من ذلك تكون الكتابة في المواضيع السياسية، فهي تكشف التوجهات والقناعات وتفرز المواقف التي نحترمها ونقدرها حتى إن اختلفنا مع صاحباتها،

ومن الملاحظ أن الأقلام النسائية «السياسية» في صحافتنا، تنحاز في أكثر الأحيان إلى الرأي الحكومي من القضية المراد الكتابة عنها، وهنا أخشى أن تتسبب تلك الأقلام ممن حصلن على فرصة الكتابة في خلق انطباع لدى الرأي العام بأن المرأة «موالية» على طول الخط للحكومة، بعد أن تكرس هذا الشعور أصلا، إثر أداء معصومة المبارك ورولا دشتي وسلوى الجسار في المجلس.

ارصدوا كتابات الزميلات في مقالاتهن عند الاستحقاقات السياسية المهمة كالاستجوابات أو الحديث عن الدستور والمكتسبات الشعبية، أغلبها إن لم يكن كلها تكون مؤيدة لوجهة نظر وموقف الحكومة من تلك الاستحقاقات، بل إن البعض منهن لا يكتفي بالتأييد فقط بل يسخر قلمه ليكون رأس رمح حكومي في مهاجمة من يقف موقف المعارض من النواب لتوجهات الحكومة.

كذلك يلاحظ غياب الأقلام النسائية في صحافتنا عن قضايا المال العام، إن كان لجهة اكتشاف وتسليط الضوء على بعض التعديات عليه، أو لجهة الدفاع عنه بوجه عام والتذكير بحرمته وخطورة استباحته.

في ظل الانطباع السائد لدي على الأقل، بأن الأقلام النسائية الحالية لا تعكس حقيقة مواقف المرأة الكويتية المهتمة بالشأن السياسي من القضايا التي تثار على الساحة، فإن هناك قلما نسائيا أعتقد أنه كسر هذه القاعدة.

الأخت وضحة المضف ومن خلال متابعتي لمقالاتها، بدا واضحا أنها صاحبة منهجية ورؤية تختلف عن زميلاتها الأخريات، ولعل تبنيها قضية تجاوزات التأمينات من خلال زاويتها أو عبر مدونة «أنا أحتج» يعد مؤشرا لولادة قلم نسائي غير تقليدي، يطرح شيئا مختلفا عما تطرحه الأقلام «الحريمية» الأخرى.

كذلك أثبتت الزميلة وضحة ومن خلال مقالها «وزارة الإعلام وتكسير الأقلام» ومقالها الآخر عن استجواب وزير الداخلية «للمال العام حوبة» أن ثقافة المرأة الكويتية وتعاطيها مع الشأن السياسي ليس بتلك الصورة النمطية التي كرستها مقالات لكاتبات غيرها خلال فترة زمنية ليست بالقصيرة.

على كل لست هنا لأقيم الكاتبات من منظور المولاة والمعارضة، فلكل قناعته ولكل الحق في المعسكر والفريق الذي يناسبه، لكن اللافت والجميل أن تكون هناك زميلة بدأت بتغيير الصورة التقليدية عن الكاتبات الكويتيات، والأجمل أن اسمها «وضحة».

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top