مارد المصباح الكويتي

نشر في 14-02-2010
آخر تحديث 14-02-2010 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود: إذا قال لك أحد إنه صاحب خبرة في مجال ما، فهو يعني وبغير قصد أنه صاحب أخطاء سابقة.

***

ارتبطت قصة المصباح السحري بشخصية علاء الدين التراثية، غير أنني أجد متعة أكبر في ربطه بفيلم نادر أنتج في عام 1960 حمل اسم "الفانوس السحري" للكوميدي إسماعيل ياسين الراحل الذي ملأ الدنيا ضحكاً، أشاهده بشغف كلما جادت علينا ببثه قناة "روتانا زمان" الرائعة، ومع علاء الدين وإسماعيل ياسين كان المارد يقوم بما هو مطلوب منه بمسحة واحدة من مالك الفانوس.

في بلدنا مشاكل عتيقة وضعت حلولها منذ سنوات، ولذلك فإن أكبر مفكر كويتي أو خبير أو سياسي مخضرم لا يجد إلا كلمة واحدة يجترها في كل ندوة ويختصر بها كثيراً من الكلام بالقول إن المطلوب: قرار سياسي!

مصباح علاء الدين لن يفلح في حل قضايا الكويت إذا كان المارد كويتياً، ففي الغالب سيكون رهن شهواته وعاداته وليس على هوى ماسح المصباح، فإن طُلب منه حل قضية "البدون" فإنه سيكون قد أضاع كشوف إحصاء 1965! وإذا توسل منه مالك المصباح القضاء على تجارة الإقامات، فإنه سيتردد لأنه كفيل بالأصل!

وهو في الغالب لن يستجيب لأي مطالب في إجازة الصيف ويعطل الحلول لأنه سيهرب من القيظ ليستجم في أوروبا!

أما إجازات الربيع فسيكون مشغولاً بالتزلج فى جبال لبنان أو أداء العمرة!

وفي بعض الأحيان لن يجدي المسح على المصباح لأن المارد يكون قد خرج دون إذن صاحبة لزوم التسكع في المقاهي والمجمعات!

وفي المحصلة لن نستفيد من الميزة التي كان علاء الدين وإسماعيل ياسين يحظيان بها، لذا فإن الوظيفة الملائمة لمارد المصباح الكويتي هي تشكيل ما في وسعه من لجان للتحقيق في الفساد دون تدخل منه في النتائج، اللهم إلا في التمديد لعملها لمزيد من "التم... حيص"، أو نظم الأشعار وتلحينها للغناء في المناسبات الوطنية، والتكفل باستيراد ما يكفي من علب الرغوة والألعاب النارية الممنوعة قانوناً، أو تحبيب قائدي المركبات بلبس حزام الأمان كلما واجهوا شرطيا وخلعه بعد ابتعاده! وسياسياً سيكون له دور أساسي في تدوير الوزراء بعد كل استجواب وبسرعة البرق.

وما دامت هذه قدرات المارد الكويتي أمام غول الفساد، فإن تكليفه بمهام جسام كالتنمية وتطوير الصحة والتعليم سيكون من الظلم والجور، وحتى لا يتغلب مارد مصباح علاء الدين أو إسماعيل ياسين على مارد بلدنا، فإن المهمة الأكثر إلحاحا التي لا نشك في قدرته على تحقيقها هي إعادة أسعار تذاكر السينما إلى دينار واحد فقط، بدلاً من ثلاثة دنانير شاملة "النفيش والبيبسي"... فالنظام الذي ابتدعته شركة السينما ليوم الاثنين أصبح مأساوياً... ومرتادو دور السينما يعرفون ماذا أقصد؟!

back to top