إلى متى؟!
مر عيد الأضحى المبارك علينا وفي الحلق غصة ومرارة وطعم الحنظل، فلم نهنأ بعيد ولم نستمتع بالروحانيات الجميلة التي غالبا ما كنا نعيشها في مثل هذه الأيام المباركة، فكيف نسعد ونهنأ وبلدنا يعيش حالة من التأزيم والصراع بين أطراف عدة، والساحة السياسية على حافة الهاوية؟ فها هي استجوابات متعددة ومتنوعة تقدم للحكومة وننتظر موعدها على أحر من الجمر، وفي الوقت نفسه نخشى هروب الحكومة كالمعتاد والوصول بالأمر إلى توقيف عجلة الحياة السياسية والديمقراطية في البلاد.الصراع كما هو منذ سنوات ونلف في حلقة مفرغة؛ صراع بين السلطتين، وعدم تعاون يفضي إلى استجواب ويتطور لاستقالة الحكومة أو حل المجلس، ومن ثم انتخابات تشريعية جديدة، ونرى وعود بعض النواب في ندواتهم الانتخابية تتبخر بمجرد أن يشتموا رائحة شيكات الحكومة فيغيرون مواقفهم.وتبدأ الرحلة المكررة والمملة من جديد؛ استجوابات ثم حل أو استقالة، ومن ثم انتخابات تشريعية وينجح معظم النواب أنفسهم مع مفاجآت قليلة، ثم يبدأ دور الانعقاد بخطاب سامٍ يطلب فيه عاشق الديمقراطية سمو الأمير التعاون بين السلطتين، ولكن ما إن يدير سموه ظهره لـقاعة «عبدالله السالم» حتى تبدأ الدائرة نفسها تدور من جديد.ملل وتعب وحماقة وسوء تصرف وعدم احترام للكبير وعدم احترام للشعب وأمواله، وحب ذات، وشخصانية، وتكبر، وفساد ومحسوبيات ومناقصات باطلة وتنفيع وتنفذ، وحب تملك وسيطرة، وعدم شفافية، وغيرها الكثير من المتناقضات التي تحدث على الساحة من القوى كافة، ما جعل المواطن يكفر بكل ما هو سياسي أو ديمقراطي، وجعلته يتمنى لو أن الحياة تعود عشرات السنين إلى الوراء ليتذوق المواطن طعم الديمقراطية الحقة، وليعيش لحظات تاريخية في حياته، ربما تكون عادية للآخرين، لكن أبناء العصر الحالي من السياسيين في زمن الجهل والسندباد البرلماني والأفوكاتو، استكثروا أن يعيشها المواطن الكويتي.إلى متى نظل نعيش في هذه الحلقة المفرغة وزمن الإحباط الكبير، والتأزيم والتحزيم والتخريم، والتلميع والتنفيع، وزمن «شباب النايتي» وعبدة الشيطان، ومقاهي اللهو والفساد... زمن إلغاء بناء المآذن، وإنفلونزا الخنازير، ووباء مشرف، وكارثة أم الهيمان؟ما نطلبه من الله عز وجل ليس بمستحيل وهو سبحانه وتعالى قادر عليه، ونأمل أن يلهم ذوينا الصبر والسلوان، ويرشدهم للتعاون واحترام الدستور ومواجهة الاستجوابات، لأنه لا يمكن أن يحل الحل ما فات، والاستجواب آت آت، سواء استقالت الحكومة أو حل المجلس ألف مرة، فلمَ الخوف؟ ولمَ الهلع إن كان الوزراء واثقين من أنفسهم؟! ولماذا الهروب إن كانت الحكومة صادقة؟! ما نأمله أن يعلن سمو الرئيس أنه لن يخشى المساءلة، وأن يعلن مواجهته لكل إنسان، بدلاً من أن يسارع إلى رفع القضايا ومحاسبة النوايا.وفي النهاية نقول إن كان ولابد من حل لهذه الأزمة فإن خير الحلول المواجهة، ومعالجة الجراح بدلا من ترقيعها بعملية مؤقتة، ونذكر الرئيس بأن هذا هو النداء الأخير على ركاب طائرة المواجهة، وإثبات حسن التصرف والقدرة على قيادة وإدارة الحكومة.خارج نطاق الموضوع:المادة الرابعة عشرة من الدستور:ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي.