كارثة إنسانية تستدعي الحداد
لا يكفي التعاطف والمساندة والعزاء في ضحايا المحرقة البشرية في الجهراء، التي كان ضحاياها عشرات النساء والأطفال في أكبر كارثة إنسانية مرت بالكويت في تاريخها الحديث، فالمطلوب هو إجراء رسمي تقوده الحكومة بإعلانها الحداد العام في البلاد، كما يقوده مجلس الأمة في جلسته الخاصة بالفعل ذاته، ولتنكَّسْ الأعلام، فليس للكوارث من فضل، إن كان لها فضل، إلا اظهار روح التماسك والتواد والتراحم الاجتماعي بين الناس.
وبما أننا مقدمون على شهر رمضان بعد أيام، وبما أن عدد الضحايا مرشح للزيادة، فإننا ندعو الجميع إلى الابتعاد عن مظاهر الفرح خلال هذه الفترة إظهاراً لمزيد من الإحساس بمأساة المصابين وأهليهم، أعانهم الله، وغفر لهم جميعاً. حتى لو ثبت حصول جريمة، فهناك حاجة ماسة إلى التحقيق الجاد في الموضوع، والتشدد في قواعد وشروط الأمن والسلامة، ومدى جاهزية القطاعات المساندة في الدولة كالإطفاء والصحة والدفاع المدني للتعامل مع حالات كهذه، لكننا في مثل هذه اللحظات لا نملك إلا الحزن على كل من وافته المنية من جراء هذه الكارثة والتعاطف مع كل المعنيين المباشرين بها، والمساندة لكل من يعاني ألماً مستمراً، ولكل أهالي وأقارب الضحايا دون استثناء، بل فليكن العزاء لأهل الكويت جميعاً، فالكارثة كويتية، والمأساة شاملة، أصابت الجميع في مقتل، وليكن سلوكنا في مستوى الحدث نفسه وفي عظم المأساة ذاتها، فلتعلن الكويت يوم حداد عام. «إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ». الجريدة