مرافعة القضاء يا رئيس الوزراء!

نشر في 27-09-2009 | 00:01
آخر تحديث 27-09-2009 | 00:01
أتمنى لو ينظم الإخوة في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد زيارات له إلى مرافق العدالة، وأن يطلع شخصيا على شكل مباني العدالة، وأن يصطحب معه وزراء العدل والبلدية والأشغال والمالية، وأن يشاهد مبنى محكمة الجهراء العالمي، ومبنى محكمة حولي، ومبنى قصر العدل، وأخيرا مجمع المحاكم في ضاحية الرقعي سيتي!

وكلي ثقة بعد تلك الزيارات بأن لسمو رئيس الوزراء ردة فعل تجاه مهزلة المباني التي تعيشها دور العدالة في الكويت، فمجلس الوزراء الموقر يحرص على الموافقة على تخصيص الأراضي للشركات والجامعات الخاصة والموافقة على جعل بعضها وقفا أو تبرعا، بينما يا سمو الرئيس فإن أهم مرافق في البلاد، وهو مرافق العدالة لا تجد أي اهتمام وتقدير، ومن يشاهد المساحات الكبيرة في العاصمة والتي للأسف توضع عليها اللافتات بتخصيصها لمواقف السيارات يصاب بالصدمة والدهشة لأن السيارات متوقفة في المدينة بالطرقات دون أدنى محاسبة من وزارة الداخلية ودورياتها الشاملة، على الرغم من توافر المواقف الخاصة بالسيارات.

لو نجح العاملون في ديوان سمو رئيس الوزراء في تنظيم تلك الزيارات، أتمنى أن يفسحوا له الطريق بزيارة كل الأدوار التي تفتقد المصاعد الصالحة الاستعمال، وأن يطلعوه على الممرات الآمنة والتكييف السليم، بل ان حيطان وجدران تلك المباني ودورات المياه فيها لم تعد صالحة وللأسف لقدمها!

أتمنى لو أن العاملين في ديوان الرئيس يبلغون سموه بأن مبنيي محكمة الجهراء والرقعي مستأجران، وأن الإيجار السنوي لمجمع المحاكم في الرقعي يكفي لإنشاء مبنى مماثل له، وأن يطلعوا سموه عن زيادة إيجار مبنى الرقعي الذي كان سنويا بنحو 900 ألف دينار كويتي، وتمت زيادته الضعف بسبب خطأ أحد المسؤولين عن مراجعة العقود!

أتمنى من العاملين في ديوان الرئيس أن يطلعوه على عدم قدرة المحاكم على عقد الجلسات في الوقت المحدد لها بسبب تناوب الهيئات القضائية على القاعات، وذلك بسبب ضيق المباني وعدم وجود قاعات كافية لنظر القضايا، وأن يبلغوه بأن قضايا الجنح التي تنظرها المحاكم في الفترة المسائية يزيد في كل عام على نصف مليون قضية، وأن القضايا في كل عام في ازدياد كبير والمباني لم تتغير بعد، ولم تعد الهيئات القضائية قادرة على الفصل، وهو ما يعود بالسوء على المتقاضين، ولا يكفل مبدأ العدالة السريعة التي يتعين تحقيقها.

أتمنى ألا يبخل العاملون في ديوان الرئيس بأن يبلغوا وسائل الإعلام عن موعد تلك الزيارات، حتى يستمع الجميع لردة فعل الرئيس، وإلى وجهة نظره تحديدا في محاكم الجهراء والرقعي وحولي وقصر العدل، وسموه أعلم كيف تكون أبنية المحاكم في كل أقطار الدنيا التي تمكن سموه من زيارتها.

ثقتي بك يا سمو الرئيس كبيرة في حرصك على خدمة بلدك وخدمة دور العدالة، فمتى هي موعد الزيارة لمرافق القضاء يا رئيس الوزراء؟

back to top