أمير القلوب والإهمال الحكومي!

نشر في 24-09-2009
آخر تحديث 24-09-2009 | 00:00
 عبدالله المسفر في حياة كل شعب حكامٌ لهم بصمات واضحة، أفادوا هذا الشعب وعملوا على رخائه وعلى استتباب الأمن والاستقرار وبحبوحة العيش، فيظل هؤلاء الحكام لهم مكانة خاصة في قلوب شعوبهم... ونحن ولله الحمد في الكويت لدينا حكام عاشوا حياتهم من أجل رفاهية هذا الشعب، ومن أجل تحقيق العيش الكريم لكل أبناء الكويت.

نذكر من هؤلاء الشيخ عبدالله السالم «أبو الديمقراطية»، وصاحب الفضل الأكبر في ترسيخ مبدأ الحرية والمساواة بين الجميع وعدم الانفراد بالسلطة، ونذكر كيف كان لسموه الفضل في تجاوز زمن الفداوية وتلاشي زمن العصا... فالشيخ عبدالله السالم هو من وضع لبنة الكويت الحديثة بلد الدستور والمؤسسات، وجعل الشعب شريكاً أساسياً ورئيساً في الحكم وفي موارد الدولة، بل جعله الرقم واحد في القرار وفي السلطة وفي الأحقية في المال العام، ثم جاء المغفور له الشيخ صباح السالم ليمشي على درب سلفه ويكمل مسيرة الديمقراطية.

وهناك حكام يغرس الله حبهم في قلوب الشعوب، وهي هبة من عند الله توافرت في المغفور له الشيخ جابر الأحمد أمير القلوب الذي حظي بحب كبير من أبناء الكويت كافة على اختلاف شرائحهم وطوائفهم، فقد كان قريباً من الشعب متواضعاً، وقد عاصرت أجيال كثيرة من أبناء الكويت فترة حكمه وتفاعلت معه وأحبته حباً جماً، والدليل على ذلك أن صوره مازالت تزين سيارات المواطنين، فهو جابر الخير، حبيب الشعب، وأمير قلوبهم.

ورغم كل ما نقوله عن الشيخ جابر، فإننا مع الأسف لا نعلم ما هو سر إهمال المشروعات التي تقام باسمه؟ ولا نفهم لماذا هذا الإهمال الكبير تجاه كل ما يحمل اسم جابر؟ ولذلك في هذا المقال نفضل أن نتحدث مباشرة إلى سمو رئيس الوزراء لأن الشيخ جابر أكبر من مستوى وزير، ولابد أن نتحدث مع المسؤول الأول في الحكومة عن الإنجازات والمنشآت، خصوصاً أن الشيخ ناصر المحمد من الرجال الذين عاشوا بالقرب من جابر الخير، إذ كان وزيراً للديوان الأميري في عهده، وما من شك في أنه أحب الشيخ جابر وعرفه عن قرب.

نريد أن نفهم يا سمو الرئيس ما سبب إهمال المشروعات التي تحمل اسم الشيخ جابر؟ فها هو جسر جابر مجرد كلام على الورق، وكذلك مستشفى جابر مجرد حفرة في الصحراء، واستاد جابر فيه الكثير من المشاكل في الأرضيات والأبنية ومعوقات جمة، وأخيرا بنك جابر الإسلامي يتحول إلى بنك "وربة"، ولا نعرف ما السبب في تغيير اسمه رغم أنه بنك حكومي وبأموال الدولة؟ فهل أصبح من سمات المشروعات التي تحمل اسم جابر أن تهمل؟

نحن نعلم أن الإهمال الحكومي طال مشروعات كثيرة غير مشروعات جابر، وأن الحكومات المتعاقبة تفننت في هدر المال والجهد والوقت، ولكن من المفترض ألا يحدث هذا يا سمو الرئيس مع مشروعات تحمل اسم إنسان عزيز علينا جميعا... وأولنا أنت، فهل وعدتنا بالنظر في الأمر والانتهاء من هذه المشروعات التي ستحقق جزءاً كبيراً من تنمية بلدنا وتثلج صدورنا لما تقدمه من خدمات، وأيضا لأنها تحمل اسم رجل نعتز به وسنظل نذكره ونسعد بأن يتردد اسمه دائما بيننا؟

غفر الله للشيخ جابر وأمد الله في عمر أميرنا الشيخ صباح الأحمد العاشق للديمقراطية، والذي من دون مبادئه ما استمرت سفينة الكويت تسير بهذا الاستقرار والثبات وسط الأجواء السيئة والعواصف العاتية.

***

المادة الرابعة من الدستور: الكويت إمارة وراثية في ذرية المغفور له مبارك الصباح، ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير، ويكون تعيينه بأمر أميري بناء على تزكية الأمير ومبايعة من مجلس الأمة تتم في جلسة خاصة، بموافقة أغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس، وفي حالة عدم التعيين على النحو السابق يزكي الأمير لولاية العهد ثلاثة على الأقل من الذرية المذكورة فيبايع المجلس أحدهم ولياً للعهد.

ويشترط في ولي العهد أن يكون رشيداً عاقلاً وابناً شرعياً لأبوين مسلمين، وينظم سائر الأحكام الخاصة بتوارث الإمارة قانون خاص يصدر في خلال سنة من تاريخ العمل بهذا الدستور، وتكون له صفة دستورية، فلا يجوز تعديله إلا بالطريقة المقررة لتعديل الدستور.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top