العراق: تأجيل جلسة البرلمان «حتى إشعار آخر» واتفاق على اعتبار حكومة المالكي حكومة تصريف أعمال

نشر في 28-07-2010 | 00:01
آخر تحديث 28-07-2010 | 00:01
«العراقية» تتبرأ من سلام الزوبعي وتؤكد أنه لا يمثلها

• «نيويورك تايمز»: مقاتلو «القاعدة» يسرقون الدم من المستشفيات
بدّد تأجيل جلسة البرلمان العراقي التي كان من المفترض أن تعقد أمس، حتى إشعار آخر، آمال العراقيين للانتهاء من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، وهو ما يثير مخاوف من تدهور الأوضاع أكثر فأكثر.

فشلت الكتل السياسية العراقية في عقد جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة أمس، فتأجلت الجلسة "حتى إشعار آخر"، بينما تمّ الاتفاق على اعتبار حكومة نوري المالكي حكومة تصريف أعمال.

وقال رئيس مجلس النواب المؤقت (رئيس السنّ) فؤاد معصوم خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان، إن "الكتل السياسية اتفقت خلال اجتماع عقدته قبل الظهر، ضم ممثلين عن الكتل الفائزة في الانتخابات على تأجيل جلسة مجلس النواب التي كان متوقع عقدها اليوم (أمس) لانتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية، حتى إشعار آخر، لإعطاء الفرصة أمام الكتل السياسية للتوصل إلى اتفاق موحد بشأن تشكيل الحكومة".

وأعلن معصوم أن "الكتل اتفقت أيضاً على تحويل الحكومة الحالية برئاسة نوري المالكي إلى حكومة تصريف أعمال"، مبيناً أنه تمّ التشديد على "تكثيف اللقاءات بين قادة الكتل السياسية للوصول إلى اتفاق وتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن".

سرقة الدم

ذكر تقرير أميركي أن عناصر تنظيم "القاعدة" في العراق "تقتحم بنوك الدم والمستشفيات بقوة السلاح، لسرقة الدم لمقاتليها الجرحى خوفاً من تعرض هؤلاء للاعتقال إذا أُدخلوا المستشفيات للمعالجة".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في عددها الصادر أمس، عن أطباء عراقيين وموظفين في مراكز صحية، أن هذه الظاهرة "تشهدها المناطق ذات الأغلبية السنّية بشكل خاص، وتؤشّر إلى أن المتمردين يستميتون للحفاظ على حياة مقاتليهم".

لكن المسؤولين أكدوا أن "المقاتلين يخفقون في استدرار عطف الأطباء ليتعاطفوا مع قضيتهم رغم كونهم ينتمون أيضاً إلى الطائفة السنّية"، وأشاروا إلى أن "الحراس الأمنيين للمستشفيات لا يحركون ساكناً في أغلب الأحيان حين يقتحم مقاتلو القاعدة المستشفيات، وهو أمر يعزز الشكوك في قدرة العراق على مكافحة التمرّد المتراجع نسبياً مع تخفيض الولايات المتحدة قواتها في البلاد".

وقال المسؤولون: "من غير الواضح ما إذا كان الدم المسروق سيفيد الجرحى، خصوصاً إذا لم يتطابق الدم مع دم الجريح، إذ إن ذلك يشكل خطراً على حياته، لكن الأطباء العراقيين يعتقدون أن القاعدة لديها اختصاصيون يجرون عمليات نقل الدم ويعالجون الجرحى".

مولن

إلى ذلك، وصل رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن إلى العراق أمس، ليراجع خطط انسحاب القوات الأميركية، والجهود من أجل تشكيل ائتلاف حكومي.

ويعقد مولن خلال زيارته لقاءات مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وقائد القوات الأميركية الجنرال راي أوديرنو.

«العراقية» تتبرأ

قالت المتحدثة باسم قائمة "العراقية" ميسون الدملوجي في بيان تلقت "الجريدة" نسخة منه أمس، إن "القائمة تستغرب قيام نائب رئيس الوزراء السابق سلام الزوبعي بالتحدث باسم العراقية في زيارته لبعض المسؤولين ورؤساء الكيانات السياسية"، مبينة أن "الزوبعي لم يكن عضوا في القائمة أو مرشحا في الانتخابات عنها خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من مارس الماضي".

وقالت الدملوجي في البيان إن "التصريحات واللقاءات التي قام بها الزوبعي خلال الآونة الأخيرة لا تعني قائمة العراقية ولا تمثلها"، مشيرة إلى أن "القائمة لها شخصيات معيّنة تتحدث باسمها"، داعية إلى "عدم التعامل مع الزوبعي كمتحدث باسم القائمة أو كونه إحدى الشخصيات المنتمية إليها".

ويُعد تصريح الدملوجي بشأن عدم تمثيل الزوبعي قائمة "العراقية" في تصريحاته واللقاءات التي يجريها، دليلا على وجود قرار من قبل مكوناتها بإبعاده من القائمة عقب تصريحاته الأخيرة التي قلل فيها من حظوظها في تشكيل الحكومة.

كما يأتي بيان "العراقية" بعد يوم واحد من إصابته إثر التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر "العراقية" ومقر قناة "العربية" القريب من مكتب الزوبعي في بغداد.

ويشغل الزوبعي حالياً منصب الأمين العام لحركة "أبناء الرافدين"، وهو خاض الانتخابات ضمن قائمة "العراقية" وأصبح نائباً عنها.

وكان الزوبعي دعا في تصريحات صحافية السبت الماضي، "الائتلاف الوطني" بزعامة "المجلس الأعلى الإسلامي" إلى تحديد موقفه وأن يقرر هل هو مع "العراقية" أو "ائتلاف دولة القانون" بزعامة المالكي، من أجل تشكيل الحكومة، معتبراً أن علاوي والمالكي فشلا في الحوارات بينهما، مؤكداً أن فرصة قائمته في تشكيل الحكومة "متلاشية".

واعتبر الزوبعي أن "العراقية" لم تقدم أي شيء ملموس خلال محاولاتها التي بدأتها منذ شهرين في تشكيل تحالفات مع الكتل البرلمانية الفائزة، وأنه "بات واضحا أن منصب رئيس الوزراء سيكون من حصة التحالف الوطني".

(بغداد - أ ف ب، أ ب، رويترز)

back to top