عندما يتحول الطاووس إلى نعامة!
كلنا يعلم أن الطاووس من الكائنات المغرورة إلى أبعد حد، فهو يتباهى ويتفاخر بريشه الطويل المزخرف بشكل جميل أنعم الله تعالى به عليه، وكما في الطبيعة طواويس فإن لدينا في الكويت طواويس من بني البشر تنظر إلى العامة من برج عاجي، وتتعامل مع المواطن العادي من طرف أنفها، وترفع رأسها حتى تكاد أن تنفصل عن جسدها. هذا لا ينطبق على الشكل الخارجي العام لطواويس الكويت فقط، إنما نجده في معظم تصرفاتهم المعلنة وغير المعلنة أيضاً.طواويس الكويت كانوا يهنَؤون بهذه النظرة المتعالية للشعب البسيط، وكانوا سعداء بوضع الحواجز بينهم وبين المواطن العادي، وصوروا أنفسهم كصفوة اختارها الله ليميزها عن كل البشر إلى أن أتاهم الشاب الجريء الشجاع ذو اللون القمحي، الذي خرج من دائرة انعدمت فيها الطواويس، ليزعجهم في مضاجعهم ويكشف حقيقتهم، وكم أنهم مزيفون حاولوا خداعنا بأنهم فوق الجميع وأفضل من الجميع.الفارس ذو اللون القمحي أزعج الطواويس ولاحقهم وفوَّت عليهم فرصاً أخرى للسطو على المال العام، واستباحتهم لثروات الشعب، وكشف حقيقة زيف الريش الطويل المزخرف، فتنازل الطواويس عن كبريائهم وحاولوا استمالة الشاب العنيد في الحق؛ تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب علّه يدخل تحت عباءتهم، ولمّا لم يفلحوا أشار عليهم مستشاروهم بأن يخلعوا ثوب الطاووس ليلبسوا ثياب الأسد علّهم يستطيعون الفتك بصائد المخالفات وكاشف حقائق المؤامرات في المناقصات، فنزلوا من البرج العاجي إلى ساحة المعركة، لكنهم صُدموا من صلابة الشاب الكويتي الأصيل الذي قارعهم بالحجة، وجميعنا شاهد ذلك في السجال الذي دار قبل فترة بين الطاووس المستأسد والفارس الشجاع. الطواويس الله يهديهم عندما فشلوا في لعب دور الأسود، بدّلوا جلدهم مرة أخرى وارتدوا ثوباً جديداً، ولكنه كان مناسباً لهم في هذه المرة... فكان ثوب النعامة بعدما لم يستطيعوا المواجهة، لكنهم ظلوا على طباعهم المتآمرة فسلطوا كائنات هلامية لمحاولة التطاول على الفارس الشجاع الذي أزعجهم في مضاجعهم، وكان من بين المأجورين كتّابٌ وأصحاب قنوات وجهلاء، أشاعوا أن الفارس لو خرج من دائرته لما نال أي ترحيب، لكنهم صدموا بالواقع المرير في موقعة العقيلة عندما رفع أهل دائرة أخرى وأهل الكويت جميعهم ذلك الفارس على الأعناق وهتفوا باسمه، فزادوا بذلك من جراح الطواويس وأصَّلوا لديهم «فوبيا» مسلم البراك الذي هو صوت الشعب وضمير الأمة.*خارج نطاق الموضوع:عندما تكتب عن مبدأ أو شخص وأنت مقتنع به لما يحمله من صفات، تجد القلم ينساب ليكتب بكل سهولة أجمل العبارات النابعة من القلب التي ستدخل إلى القلب حتماً، أما هؤلاء الذين يكتبون عن الطواويس من أجل «التمصلح» ويصفونهم بصفات هي ليست فيهم فإنك تجد عباراتهم كم هي ثقيلة على القلب ولا تقنع حتى الطفل الصغير، بل حتى الكلمة التي يخطونها بحبر قلمهم المأجور تجدها تسخر منهم وتطل برأسها من الورق معربة عن استيائها الشديد منهم.