المخرج أحمد مدحت: ظروف تصفيات كأس العالم خدمت العالمي

نشر في 20-07-2009 | 00:00
آخر تحديث 20-07-2009 | 00:00
لاعب الكرة كائن يخرج من قلب المجتمع، ويتأثر بظروفه الاجتماعية والاقتصادية، كما أي شخص آخر، هذا ما حاول تأكيده المخرج أحمد مدحت من خلال فيلمه «العالمي» الذي يتناول حياة لاعب كرة موهوب منذ طفولته أصبح لاعباً دولياً محترفاً في أحد أكبر الأندية العالمية.

هل كان حبّك لكرة القدم الدافع وراء إخراج «العالمي»؟

أنا فعلاً عاشق لكرة القدم، ولكن الدافع في البداية كان السيناريو الذي جذبني بشدة، وتعاملت مع الفيلم باعتباره فيلماً درامياً وليس فيلماً رياضياً، فهو يحكي قصة نجاح شخص وبالصدفة هو لاعب كرة، فيما كان بالإمكان أن يكون بطل الفيلم طبيباً أو مهندساً أو غير ذلك، لذا اجتهدت أن يكون التركيز على الجانب الدرامي، حتى الشخصيات الرياضية التي تظهر في الفيلم تخدم الدراما.

قدمت الفيلم بطريقة السرد المتوازي وهو أسلوب ليس متبعاً في السينما المصرية، فهل كان السيناريو مكتوباً بهذا الشكل أم هي بصمتك الخاصة كمخرج؟

السيناريو من البداية مكتوب بهذه الطريقة، وقد أعجبني هذا الشكل لأنني رأيته مناسباً تماماً لقصة «العالمي»، ولو كان الفيلم قدِّم بطريقة السرد العادية لأصيب المشاهد بالملل.

لكن هذا الأداء أحدث حالة من الالتباس على المشاهدين في بعض المشاهد؟

أوافقك الرأي، لكن الالتباس حدث للوهلة الأولى فحسب في مشاهد قليلة جداً، ومن يشاهد الفيلم مرة أخرى سيتأكد أن ثمة تفاصيل يتّضح تماماً أنها «فلاش باك», بالإضافة إلى أن هذه المشاهد لم تخلّ بدراما الفيلم.

ما أصعب المراحل التي واجهتك؟

فترة التحضير، إذ كان اختيار الممثلين صعباً ليكونوا مناسبين تماماً لأدوارهم، كذلك إقناع هذا العدد من اللاعبين الذين ظهروا بالفيلم بأننا نقدم فيلماً جيداً وليس مجرد تهريج، فكان ثمة لاعبون يظهرون لأداء ركلة واحدة مثل سيد معوض، الذي اقتنع بأن يظهر في الفيلم ليسدد كرة خارج المرمى، كذلك استقطاع وقت من تدريب النادي الأهلي والمنتخب على رغم أهمية هذا الوقت وحساسيته، وكان أيضاً الاتفاق مع نادي «فالنسيا» من الأمور المرهقة نظراً الى تكرار السفر مراراً لترتيب مواعيد التصوير مع أوقات التدريب.

لماذا استعنت باللاعب إبراهيم سعيد في مشهد تناول الخمور؟

هذا المشهد يأتي في إطار الدراما، وكان لا بد من أن يصدقه الناس، فلم يكن مقنعاً مثلاً أن يتناول محمد أبو تريكة الخمور.

وهل وافق سعيد بسهولة على أداء هذا المشهد؟

لم يوافق بسهولة لكنه اقتنع في النهاية أن هذا تمثيل وليس واقعاً وأن الجمهور واع بشكل كاف للتفرقة بين الدراما والواقع.

الفيلم أول بطولة مطلقة ليوسف الشريف، فهل أنت رشَّحته لهذا الدور؟

أخبرني محمد حفظي، منتج الفيلم، بأنه متعاقد مع يوسف شريف على بطولة فيلم وليس «العالمي» تحديداً, فعقدت جلسات معه ووجدت فيه مواصفات شجعتني بشدة، أولها أنه كان لاعب كرة في الأهلي حتى سن الـ 19، وبالتالي سيقنع الجمهور، كذلك لاحظت أنه مهتم جداً بالنواحي الدرامية، وبالفعل قدم دوراً متميزاً، وأثبت من خلال هذا الفيلم أنه ممثل رائع يملك إمكانات هائلة.

لاحظنا أن أروى وفرح قدمتا دورين متميزين جداً، فكيف تمّ اختيارهما؟

من الأمور الجميلة في هذا الفيلم أن اختيارات الممثلين الأولى كانت هي الاختيارات النهائية، وكنت شاهدت أروى في فيلم «زي النهارده» حيث قامت بدور المدمنة وأدته بشكل جيد، كذلك اخترت رحمة لأنني كنت أبحث عن فتاة تشعر معها أنها ملاك كي يؤثر اختفاؤها، ورأيت أنها قد تكون مناسبة للدور فعقدت جلسات عمل معها وحصلت بروفات طويلة تأكدت من خلالها أن رحمة ستؤدي الدور بشكل جيد, وبالفعل كانت مقنعة جداً.

كان رفض الأب الشديد احتراف ابنه مالك كرة القدم غير مبرر درامياً، خصوصاً خلال هذه الأيام التي يتمنى فيها جميع الأهالي أن يحترف أبناؤهم كرة القدم لما تدرُّه من ثروة؟

درامياً، الأب في الفيلم رافض لكل جديد فهو شخصية نمطية جداً, حتى أنه رفض تطوير المطبعة التي ورثها عن والده، ويرى أنها مستقبله وهي الحياة بالنسبة إليه، ويتمنى من ابنه مالك أن يعيد إليه هذه الحياة، كذلك سبّب له إدمانه الخمر خللاً نفسياً.

لماذا كان اختيار فريق الجزائر بالذات لتكون معه المباراة النهائية، هل هو تماشٍ مع الأحداث الراهنة؟

انتهت كتابة الفيلم وتصويره قبل مباراة الجزائر الأخيرة، وقبل أحداث التصفيات، وقد تحوّل الخيال إلى واقع، إذ جرت الأمور بالشكل الذي توقعه الفيلم، ما خدمه بشدة.

تصوير كرة القدم مختلف بطبيعة الحال عن التصوير العادي، فكيف أتقنت طريقة تصوير المباريات؟

شاهدت تصوير مباريات كثيرة، وعرفت أين تركَّز الكاميرات، ووضعتها في أماكن معاكسة، وبزوايا مختلفة ليشعر المشاهد بأنه يتابع المباراة من الداخل وليس من الخارج.

لماذا جاءت نهاية الفيلم تقليدية وهي النهاية السعيدة؟

لا أراها نهاية سعيدة بشكل مبالغ فيه، بل كانت منطقية جداً، إذ جاء هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، وبعد طرد لاعب من الفريق المنافس.

كيف ترى رد الفعل، نقدياً وجماهيرياً، على الفيلم؟

أنا راض جداً عن ردود الأفعال النقدية، إذ رأى كثير من النقاد أن الفيلم جيد، كذلك استقبله الجمهور بشكل مشجع، وتفاعل معه، وهو ما لمسته عبر حضوري عروضاً مختلفة من دون أن يعرفني الجمهور، وشاهدت بنفسي إعجاب الناس بالفيلم، والتصفيق الحاد في نهايته.

back to top