تسعة مرشحين يتنافسون على مقاعد رابطة الأدباء اليوم... هل ينجح المجلس الجديد في رأب الصدع وتجاوز أزمة «الحريات»؟

نشر في 10-01-2010 | 00:01
آخر تحديث 10-01-2010 | 00:01
أعدت قائمة الأديب الكويتي وقائمة القائمة المستقلة برنامجيهما الانتخابيين وفقاً لرؤاهما المستقبلية للمشهد الثقافي في الكويت. ويأمل أعضاء هاتين القائمتين الظفر بالمقاعد السبعة في مجلس إدارة رابطة الأدباء.
تعقد الجمعية العمومية لرابطة الأدباء اجتماعها غير العادي مساء اليوم، في مقر رابطة الأدباء بمنطقة العديلية، بحضور ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تُجرى عملية الاقتراع، وسيقوم أعضاء الرابطة الذين استوفوا شروط الانتخابات بالإدلاء بأصواتهم، وعقب إغلاق باب التصويت تُجرى عملية الفرز، ثم تعلن النتائج وأسماء الفائزين بالانتخابات الاستثنائية.

انقسام فكري

جاءت الانتخابات الاستثنائية نتيجة استقالة مجموعة من أعضاء المجلس السابق لإدارة رابطة الأدباء على أثر انقسام فكري أيديولوجي أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين أعضاء الرابطة بسبب آلية عمل لجنة الحريات التي أنشأها المجلس الجديد حينئذ، وتحديداً في شهر يونيو 2009، ما أدى إلى اعتراض بعض أعضاء رابطة الأدباء على إنشاء لجنة منبثقة من الرابطة ويشارك في عضويتها أفراد ليسوا أعضاء في رابطة الأدباء، وتصدر بيانات لا تنسجم مع آراء غالبية أعضاء الرابطة وفقاً لكتاب الاعتراض الذي تقدم به مجموعة من أعضاء الرابطة، يطالبون بإعادة النظر في مشروعية لجنة الحريات وآلية عملها.

كما استند الرافضون لكيان لجنة الحريات إلى عدم الحصول على موافقة أعضاء رابطة الأدباء على إنشاء هذه اللجنة، وعلى أثر هذا الخلاف الفكري تكونت مجموعات أخرى تتبنى وجهات نظر مختلفة عن آراء الفريقين المتخاصمين فكرياً والمتنافرين أيديولوجيا، وأفرز هذا التصدع الثقافي تعطيل النشاط في رابطة الأدباء، وذهبت أجندة الفعاليات التي أعدها المجلس "المستقيل" أدراج الرياح... والاكتفاء بمحاضرات احتضنتها الرابطة لمجرد إثبات الوجود وحسب، وفي خضم هذه الأجواء غير الصحية التي خلفتها أزمة لجنة الحريات، وبغض النظر عمن هو المتسبب في التوتر والتنافر بين أصحاب الرأي والرأي الآخر، لابد من القول إن ثمة اجتهادات وسلوكيات فردية أو جماعية دفعت الأمور إلى هذا الوضع المتأزم، لكن الرابطة ورغم ذلك مضت في اتجاه ترميم بيت المؤسسة الثقافية لعودة الحراك الثقافي من جديد.

مهام الثقافة

وعلى صعيد متصل، قال وزير الإعلام وزير النفط الشيخ أحمد العبدالله قبل أيام في مفتتح مهرجان القرين السادس إن من أولى مهام الثقافة، على مستوى الدولة والمجتمع، أن تجمع وتوحد فتدفعنا إلى التلاحم والتآزر، مشدداً على أن الثقافة معنية أكثر من أي وقت مضى بالعمل الحثيث حتى لا تكون مجتمعاتنا تحت رحمة مؤثرات الفتنة البغيضة، والإشاعات المريضة، والغرائز الفئوية الضيقة، كما أشار الوزير إلى ضرورة مواجهة خطر الفرقة أو الإلغاء أو التعصب والتطرف بكل أشكاله، مؤكداً أن الثقافة لا يمكن أن تكون رافعة للتنمية إذا لم تتصد للمخاطر والأمراض التي تقف سداً قوياً في وجه عملية التنمية أو إذا كانت منفصلة عن قضايا بيئتها ومجتمعها وأمتها.حديث الوزير جاء منسجماً مع مرتكزات الفلسفة العالمية للتنمية الثقافية التي تحرص على الترابط بين الثقافة والتنمية بعدما اتضحت أهمية العنصر الثقافي في كل عمل إنمائي إلى جانب حوار ثقافي قائم بين الشعوب يحترم مقومات الهوية الثقافية يراعي التنوع والتكامل بين الأيديولوجيات الثقافية.

وعلى تلك الخلفية، يتوقف نجاح التجربة الجديدة على مجموعة أسس يجب تكريسها وبشكل مكثف وأبرزها الانفتاح على الآخر وعدم تضييق أفق أفكارنا ضمن مسار يرفض الاستماع للرأي والرأي الآخر وينظر إليه نظرة ريبة، كما يجب أن يتحلى المشهد الثقافي بالتنوع، كما هو حاصل في النص المسرحي، إذ تقوم بنية النص على صاحب القضية والخصم الآخر بمعنى أن يكون ثمة صراع بينهما، لكن هذا الصراع لا يسمح بإلغاء الآخر أو الحجر على رأيه أو إقصائه من المضمار الثقافي، كما أن قبول الآخر بغض النظر عن توجهاته تعد سنة كونية، والتنوع أمر محمود، ومن الضروري أن يتسم الحراك الثقافي بالندية والحوار وعدم الإقصاء وهذه الأمور مجتمعة كلها، تنبع من أسس ثقافية فللحوار ثقافة وللندية ثقافة وهكذا.

برامج انتخابية

وانتقالاً إلى أجواء المنافسة، يخوض الانتخابات الحالية تسعة مرشحين منهم أربع نساء، ويتنافس في هذه الدورة الانتخابية الاستثنائية قائمتان الأولى  قائمة "الأديب الكويتي" مكونة من سبعة مرشحين والأخرى "القائمة المستقلة" قوامها مرشحتان اثنتان، وتركز قائمة الأديب الكويتي على إرساء قواعد استراتيجية عمل للتنمية الثقافية لا تتأثر باختلاف وجهات النظر، وتسير في مركب رابطة الأدباء باتجاه خدمة الأديب الكويتي، ومنحه حقوقه كافة عبر تفعيل دور رابطة الأدباء بالمؤسسات الحكومية والخاصة بما يعود بالنفع على المشهد الثقافي المحلي، بينما تركز القائمة المستقلة على مجموعة أهداف ترمي إلى تحقيقها منها الالتزام بجدية العمل الثقافي التطوعي وتكريس العمل الجماعي مع المحافظة على أمانة التكليف في دعم وتمثيل الأدب الكويتي محلياً وخارجياً، والاهتمام بالأديب الكويتي بكافة أنواعه وتجاربه وإبداعاته وتفعيل حماية الحقوق الفكرية والأدبية.

المرشحون

أعضاء قائمة "الأديب الكويتي": الدكتور خالد الشايجي، والدكتور عادل العبدالمغني، والقاص والمسرحي سليمان الحزامي، والدكتورة ليلى السبعان، والدكتورة نورة المليفي، وصالح المسباح، وطلال الرميضي.

أعضاء "القائمة المستقلة": أمل الرندي والدكتورة جميلة سيد علي.

back to top