فهد السالم على خطى أحمد الفهد... هل ينجح؟

نشر في 05-02-2010
آخر تحديث 05-02-2010 | 00:01
 فالح ماجد المطيري يمثل المشوار السياسي الذي انتهجه الشيخ أحمد الفهد لنفسه- رغم محطات النجاح والفشل التي اعترت مسيرته وتمكنه من الوصول إلى "جزء أو بعض" مما يطمح إليه سياسياً- نموذجاً جاذباً للعديد من أبناء الأسرة الحاكمة، فها هو الشيخ فهد سالم العلي يبرز على الساحة السياسية عبر العديد من المقالات المتميزة بالدعوة إلى التمسك بالدستور، إضافة إلى حراكه على المستوى الاجتماعي عبر تلبيته العديد من الدعوات الشعبية.

الشيخ أحمد الفهد، وإن بدأ تحركه أولاً جماعياً ضمن عدد من الشيوخ الموقعين على وثيقة "الأحد عشر بنداً" الشهيرة في صيف 1992، فإنه واصل بعد ذلك تحركاً فردياً مرسوماً بدقة، محدداً ما يريد أن يصل إليه، بعد أن ورث عن والده الشهيد شعبية جارفة ومحبة تختلط بالتقدير من عموم الكويتيين إلى جانب الكثير من المناصب الرياضية محلياً ودوليا.

وقد وظف بذكاء هذين العاملين لمصلحته لتحقيق شعبية لنفسه لصعود السلم السياسي بعيداً عن جلباب والده، فتم تسريب "نيته" خوض الانتخابات البرلمانية بعد شعوره بأن بعض المراجع في الأسرة لن تتيح له فرصة تحقيق أحلامه.

وقد كانت حركته تلك، بغض النظر عن مدى جديتها، "ضربة معلم" في ذلك الوقت، فقد وضع الأسرة في موقف حرج للغاية؛ فإن نجح فسيقال إنه نجح باسم أسرته أو بتدخل من قبل السلطة، أو وفق معطيات أخرى، لاسيما أن التسريب عن ترشحه كان قد حدد الدائرة "18" وفق تقسيمة الدوائر الخمس والعشرين، وهي دائرة كانت تحكمها الكثير من المؤثرات.  وإن لم يحالفه الحظ فسيفسر البعض عدم نجاحه على أنه استفتاء شعبي على الأسرة... وقد آتت حركته تلك أُكلها بعد فترة، فتم تعيينه وزيراً للإعلام، وبدأ نجمه السياسي يلمع بقوة، فأصبح نموذجاً ومثالاً لكل طامح من أبناء الأسرة.

وبالنسبة للشيخ فهد سالم العلي، وبعد الاستقبال الشعبي الجارف والمستحق لوالده والأثر الجيد الذي خلقته مقالاته الأخيرة شعبياً ونخبوياً، فهو يملك أن يوظف هذه الشعبية وهذا القبول في الاتجاه الذي يخدم أهدافه المشروعة لصعود السلم السياسي وتبوء مركز يحقق طموحه.

فإضافة إلى ما سبق فهو سليل مبارك الكبير، الذي حصر الحكم بذريته "دستوريا"، وهو أحد أبرز شباب فرع السالم الذي "جرى العرف" أن يكون مشاركاً في السلطة، ولكن هل يملك فهد السالم الصبر والجلد وطول النفس الذي تميز به أحمد الفهد؟

فرغم البروز القوي لأحمد الفهد كما أشرت سابقاً، فإن مشواره لم يكن مزروعاً بالورود على طول الطريق، بل إنه تعرض للكثير من الأشواك التي جرحته وأدمته، وصُنف قبل سنوات قليلة بأنه وزير "تأزيم"، وأصبح إخراجه من التشكيلة الحكومية مطلباً شعبياً، لكنه صبر وثابر وابتعد عن "ساحة اللعب"، ولم يبتعد عن "الملعب" وعاد أقوى مما كان.

اللافت للنظر وما يبعث على التفاؤل أن التحرك السياسي لشباب أسرة الحكم الكريمة، خصوصاً في حالة فهد سالم العلي، يتخذ من الدعوة للتمسك بالدستور وعدم الخروج عنه، بالإضافة إلى التواصل الشعبي أسلوباً ومنهجاً، في وقت يعتقد فيه الكثير من المتزلفين و"طالبي القرب" أن المطالبة بتعليق الحياة البرلمانية وتعطيل الدستور هما أفضل الوسائل لكسب محبة الشيوخ ورضاهم.

back to top