سلمان الحمود... «الحي يقلب»

نشر في 18-03-2010
آخر تحديث 18-03-2010 | 00:02
No Image Caption
بعد تصريحات مفاجئة للشيخ سلمان الحمود رئيس اللجنة الانتقالية لإدارة شؤون النادي العربي المُعيّن من الهيئة العامة للشباب والرياضة، ارتأينا أن نبيّن مدى التناقض الذي أصبح فيه الرجل بعد طول سنين.
فاجأ الشيخ سلمان الحمود رئيس اللجنة الانتقالية لإدارة شؤون النادي العربي المُعيّن من الهيئة العامة للشباب والرياضة، الشارعَ الرياضي بجميع أطيافه بتصريحات نارية غير مألوفة منه شخصياً، هاجم فيها بشكل مباشر الهيئة العامة للشباب والرياضة، وملمحاً في بعضٍ منها إلى مجلس الأمة والقوانين الرياضية، ومدافعاً بشراسة عن أبناء الشهيد فهد الأحمد، معتبراً إياهم ضحايا للخلافات الشخصية.

وللأمانة عندما عُيّن الشيخ سلمان الحمود على رأس اللجنة الانتقالية لإدارة شؤون النادي النادي العربي في 23 فبراير الماضي فإننا كحال الكثيرين استبشرنا خيراً، وكتبنا أنه ليس هناك أنسب من الشيخ سلمان الحمود في هذا الوقت لإصلاح الوضع وتقريب الفرقاء، لاعتقادنا أنه مازال ذلك الذي نظن صاحب المواقف الجريئة والواضحة، الذي لم تلوثه الكراسي، لكن يبدو أن ما ذهبنا إليه لم يكن سوى سراب، ومَن عينته "الهيئة" لم يكن سوى خيال وظل لتلك الشخصية التي دفعت تصريحاتها عن أبناء الأسرة ومناشدتهم الابتعاد عن الرياضة يوماً ما الكاتبَ المعروف الأستاذ عبداللطيف الدعيج إلى إطلاق تسميته المعروفة لأبناء الأسرة الحاكمة "بعيال عم الشيخ سلمان" في مقالة شهيرة له في عام 1991.

ولأننا لا نريد أن نكتب من بنات أفكارنا حتى لا نُتهم بالتجني على الرجل، الذي يبدو أنه فضَّل العمل بمبدأ "آنا وأخوي على ولد عمي وآنا وولد عمي على الغريب" سنستشهد بما قاله هو في بعض التصريحات الصحافية له التي تمتد منذ عام 1991 لنبيّن مدى التناقض الذي أصبح فيه الرجل بعد طول سنين كان هو من أكثر وأشرس مَن ينتقد الوضع الرياضي بسبب مَن يدافع عنهم اليوم، وسنقول له: "من فمك أدينك" وسنحاول أن نفنّد ونرد على بعض ما قاله وما جاء على لسانه في ما مضى وفي تصريحه الذي نُشِر أمس.

 النيل من أبناء الشهيد

ونبدأ بقوله: "إن ما يحصل على الساحة الرياضية ما هو إلا جزء يسعى فيه البعض للنيل من الشهيد فهد الأحمد رحمه الله وأبنائه والذين لا يخفى دورهم على أحد في تقدم وتطور الرياضة الكويتية".

وهو عكس ما جاء على لسانه للزميلة "القبس" في  10 يونيو 1991، إذ قال: "أوجه النصح لأبناء عمي بتقليص أعدادهم في المناصب الرياضية وآمل أن يخدموا الوطن والمواطن في المجالات الأخرى وهي كثيرة بعيداً عن هذا المجال الشعبي"،

وأيّد رأيه السابق في تصريح لجريدة الراي في 13 يونيو 2007، وطالب بابتعاد أبناء عمومته في الأسرة الحاكمة عن الرياضة وتركها لعامة الشعب. وعن نجاح بعض شيوخ الأسرة في عملهم في بعض الأندية والاتحادات قال: "بأنها حالات استثنائية، ولكن يجب التضحية في هذا الأمر من أجل الصالح العام للرياضة والهدف المنشود".

 وفي تصريح له لجريدة الطليعة بتاريخ 22 يونيو 2005 يقول: "أبناء الشهيد فهد الأحمد يتحملون الجزء الأكبر من تدهور الحركة الرياضية بسبب أسلوبهم (التنفيع) في التعامل مع معظم رؤساء الأندية، وبالتالي أصبحت رياضتنا في موقف سيئ للغاية بعد أن كنا بالمقدمة".

استقالة إدارة «الهيئة»

 

 وطالب الحمود إدارة الهيئة بتقديم استقالتها بقوله: "إن كانت الهيئة العامة للشباب والرياضة غير قادرة على اتخاذ قرار عودة الأندية، فإنه من الأفضل لها أن تقدم استقالتها حفظاً لماء وجهها وعزتها وكرامتها التي تلوثت بالمحسوبيات والعمل لمصالح شخصية مبنية على أسس وأهداف غير سليمة سواء في نواياها أو في كيفية تطبيقها".

رغم أنه كان قد قال عن إدارة الهيئة السابقة في تصريح لجريدة الرؤية في فبراير2007: "إن الشيخ احمد الفهد وشقيقه طلال هما من شكل مجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة، وهما مَن رشحا ودعما د. فؤاد الفلاح لترؤس الهيئة، لتكون تحت سيطرتهما وتقريب وتعيين مَن هو مستعد لحمل بشتهما".

 

 الحكومة الرشيدة

وفي مكان آخر من التصريح يقول: "إننا دولة محسودة على مبادئ الديمقراطية التي تنتهجها حكومتنا الرشيدة، وبدلاً من أن نحمد الله على هذه النعمة فإن البعض يأبى إلا أن يحاول ضرب هذا النهج بأساليب متعرجة ويستغله استغلالات فاضحة، ويسعى أن يبني نجاحاته على استنزاف طاقات الآخرين والإضرار بهم وتجاهل إنجازاتهم وأعمالهم بطرق سقيمة وغير محبذة إلا انه فات البعض أن يتذكر أنه من حفر حفرة لأخيه وقع فيها".

 وهو عكس ما جاء على لسانه في تصريحات لجريدة الراي 13 يونيو 2007، والتي كشف فيها عن انزعاجه للحالة التي وصلت اليها الرياضة في البلد والتي جاءت بسبب إبعاد الكفاءات الرياضية وجلب أشخاص موالين ومحسوبين على مراكز القوى التي تسيطر على أغلبية الأندية الرياضية، وتسليمهم أمور إدارة التنظيمات والهيئات الرياضية المختلفة، وهم بعيدون عن معرفة حقيقة وحاجة الرياضة إلى الابداع والتطوير والتخطيط والرؤية الجادة والواعية، وعليه فإنه لا عجب أن تعيش الرياضة ومنذ سنوات طويلة في حالة من التدهور والتراجع إداريا وفنيا.

وفي نفس الجريدة في 4 نوفمبر 2007 "أشار إلى انه يحمّل الحكومة كامل المسؤولية بل إنها شريك اساسي ومساهم ومتواطئ بشكل مباشر في السماح لفئة رياضية ضالة للتحكم في مصير الرياضة الكويتية تحت سمعها وموافقتها فإذا كان "القاضي راضيا" فكيف سيكون القرار الأخير".

أحمد السعدون وتجنيد الشباب

 وهاجم الشيخ سلمان النائب أحمد السعدون بقوله: "إن النائب أحمد السعدون ومنذ ابتعاده عن المجال الرياضي إلا انه دأب على تجنيد العديد من الشباب ممَن لا يفقهون في الرياضة شيئا، وهذا ما أدى إلى استفحال الأمور وتدخلهم السافر في إرادات الجمعيات العمومية، والتي لولاها لما عرفهم الشعب الكويتي من خلال مجلس الأمة".

وفي تصريحه للطليعة بتاريخ 22 يونيو 2005  يقول: "كنا بالمقدمة سنوات عدة نتيجة التخطيط الجيد الذي رسمه القادة آنذاك عندما كان أحمد السعدون مع بقية زملائه مسؤولين عن الرياضة حيث خططوا لها أحسن تخطيط إلى أن جاء تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم عام 1982 الذي كان هو ثمرة ذاك الجهد، ولكن للأسف بعد ذلك نسب هذا الإنجاز لأشخاص آخرين"·

وفي نفس التصريح  قال: "رياضتنا انهارت تماما عام 1976 عندما تآمر "البعض" على الرياضي المخضرم أحمد السعدون وأبعدوه عن القيادة إلى أن جاء الشهيد فهد الأحمد بعد ذلك مع بعض الرياضيين وتسلّموا الرياضة وتم بعد ذلك توارث القيادة إلى أن جاء الآن دور أبنائه الذين خسفوا بها إلى الهاوية دون حسيب أو رقيب من أحد"·

كما طالب التصريح المنشور له في جريدة الراي بتاريخ 4 نوفمبر 2007 النائب أحمد السعدون بالخروج إلى الشارع الرياضي الكويتي وهو المطلع على اللوائح والقوانين الدولية والعارف بخبايا الأمور ليكشف للشعب الكويتي تزوير وكذب ادعاءات المتنفذين في الرياضة الكويتية، كما طالب الحمود مجلس الأمة أن يصمد ويستمر في نهجه الإصلاحي للرياضة!

تعديل القوانين

وفي مكان آخر من تصريحه يطالب الوزير "بتعديل القوانين وعودة الأندية العشرة المنحلة حسبما دعت اللجنة الأولمبية الدولية"

إلا أنه في "الراي" في 2007 أكد "أن هناك قوانين رياضية من حزمة القوانين الإصلاحية التي صدرت من مجلس الأمة تتعارض مع تطلعات مراكز القوى الرياضية وتقلص من صلاحياتهم وتقصص من أجنحتهم... وتقلّم أظافرهم وتضعف نفوذهم وتسحب بساط السطوة والسيطرة من تحتهم"، كما طالب الحمود مجلس الامة بأن يصمد ويستمر في نهجه الاصلاحي للرياضة.

كما طالب في التصريح ذاته مجلس الأمة بوقفة شجاعة لكشف الحقائق ومحاسبة المقصرين، ومن أساء وتحرك لإيقاف النشاط الكروي.

وأشار في تصريح آخر لنفس الجريدة في 13 يونيو 2007 إلى الدور الذي يمكن أن يقوم به مجلس الأمة لإصلاح الرياضة ووضع القوانين والتشريعات التي تنقذ الوضع الرياضي المتردي في البلاد.

 الأنظمة الدولية

 ويقول الحمود في التصريح المفاجئ: "إن الكويت جزء لا يتجزأ من المجتمع الدولي بحيث من الغرابة أن تلتزم بكافة المنظمات والهيئات الدولية وقوانينها في مختلف المجالات فيما عدا الرياضة"، إلا أنه كان قد أكد من قبل للزميلة "الراي" وفي ذات التواريخ المذكورة "عدم تدخل الاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية في تنظيم داخلي لكل دولة، ما لم يتم ايصال معلومات مغلوطة وخاطئة لها تحركات مريبة من داخل الكويت"، واستشهد على ذلك بتعيين وزير الشؤون في عام 88 لمجلس ادارة اللجنة الأولمبية التي أسندت رئاستها له شخصيا، وقال: "لقد شاركنا في دورة الألعاب الاولمبية في سيؤول ورغم ذلك لم تقم اللجنة الاولمبية الدولية بتعليق عضوية اللجنة الاولمبية الكويتية، واستمر المجلس يقوم بدوره لمدة سنتين".

ودعا الحمود إلى أن يكف البعض عن مطالبة الشيخ أحمد الفهد بإصلاح الوضع الرياضي، لأنه في النهاية عود من حزمة في التشكيل الرياضي، الذي أصبح ركيكا نتيجة وجود دخلاء على الرياضة الكويتية شغلهم الشاغل إرضاء طرف على حساب الآخر،

رغم أن الحمود قد دعا الفهد في الزميلة "القبس" في 10 يونيو 1991 إلى ترك الرياضة، موجهاً له الحديث التالي: "الشيخ أحمد الفهد نصيحتي من أب لابنه أن يترك الساحة الرياضية لمؤسسي الرياضة وأهل هذا المجال بالبلد".

وأخيراً بقي أن نؤكد أن الشيخ سلمان الحمود الذي طالب بعودة الأندية العشرة المنحلة من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة لمخالفتها قوانين الدولة كان قد وصف هذه الأندية في جريدة "الراي" في نوفمبر 2007 بالتالي: "من سعوا ونجحوا في العمل ضد مصلحة بلدهم وإصدار قرار من الفيفا لإيقاف نشاطها الكروي... وتساءل الشيخ سلمان الحمود هل مشاركة كل الأندية الكويتية في إدارة اتحاد الكرة هي جريمة في حق الكرة الكويتية... وهل مشاركة 14 ناديا في عضوية الاتحاد يستدعي كل هذه المؤامرات من المُمسكين في رقبة الكرة في البلد ومن يدور في فلكهم لكي تبعد أندية لها تاريخها الرياضي المشرف؟".

وكذلك "ان التاريخ يعيد نفسه فكما حدث في عام 86 من خلال تحرك كويتي صرف لتعليق عضوية اتحاد الكرة المعين حينها، وها هو السيناريو يتكرر مع كامل الأسف بواسطة أحد أبناء الكويت".

والسؤال مَن هو ابن الكويت الذي تسبب في كل ذلك، ومن ناصره ومن كان معه؟ سؤال نتركه لسعادة الشيخ سلمان الحمود... والحي يقلب.

back to top