أحمد الجندي: المخرج الجيّد يستطيع تقديم جميع النوعيّات

نشر في 03-08-2009 | 00:00
آخر تحديث 03-08-2009 | 00:00
مع ثالث أفلامه «طير انت» نجح المخرج أحمد الجندي في أن يقتنص موقعاً خاصاً على خريطة السينما الكوميدية، لإيمانه بأنها لا تقل أهمية عن أي نوعيات أخرى من الدراما إن لم تكن أكثرها صعوبة.

عن تجربته الثانية مع أحمد مكي وإمكان استمرار التعاون المستقبلي بينهما كان الحوار التالي.

على رغم أن «طير انت» مقتبس عن فيلم أجنبي، فهل كان يستحق أن يتشارك ثلاثة أشخاص في كتابته؟

وجود ثلاث رؤى في فيلم واحد مفيد للفكرة، ويجعلها تخرج بشكل أفضل، وهي طريقة متبعة في كل العالم المتقدّم وليست بدعة، ولا فرق في أن يكون الفيلم مقتبساً أم لا، إذ يجب كتابة سيناريو مناسب في كل الأحوال.

من كان صاحب فكرة الاقتباس؟

الفكرة جاءتني أثناء عملنا في فيلم «إتش دبور»، حيث أعجبتني القصة وفكرت في تمصيرها منذ شاهدت الفيلم الأجنبي قبل عامين، وبالفعل عرضت الفكرة على مكي وعمر الطاهر اللذين أعجبا بها وتحمسا لها وبالفعل تشاركنا في كتابتها، حتى خرجت بهذا الشكل.

منذ أول أفلامك «حوش اللي وقع منك» وأنت تقدم أفلاماً كوميدية فحسب، فهل تصنّف نفسك كمخرج كوميدي؟

لا أحب التصنيفات والمخرج الجيد من وجهة نظري يستطيع تقديم جميع النوعيات، وكل ما أحاول فعله هو أن أقدم أفلاماً متميزة وأن يكون الموضوع جيداً.

يرى البعض أن الاستسهال هو الدافع وراء اختيار المخرج الأفلام الكوميدية بوصفها الأسهل إخراجياً؟

للأسف، الخطأ الشائع أن الكوميديا هي الأسهل إخراجياً، على رغم أن القدرة على الإضحاك من الأمور الصعبة، التي تحتاج الى مهارات وقدرات خاصة.

ولماذا التعامل للمرة الثانية مع أحمد مكي؟

مكي ممثل موهوب وأرى أنه ممثل من طراز رفيع، بالإضافة إلى أننا على درجة كبيرة من التفاهم، والنجاح الكبير الذي حظي به تعاملنا الأول في «إتش دبور» على المستوى الجماهيري شجعنا على التعامل مرة أخرى، حيث لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً وحقق إيرادات عالية.

وما الذي يميز مكي عن ممثلي الكوميديا الموجودين برأيك؟

يتميز بذكائه، بالإضافة إلى موهبته وقدرته على إضحاك الجمهور بشكل مختلف وبعيد عن الأشكال السائدة.

هل اختلف أسلوب التعامل مع مكي بين فيلميه الأول والثاني خصوصاً بعدما حقق قدراً من النجومية؟

كلا، فبالإضافة إلى التعامل المهني بيننا، نحن أصدقاء منذ أيام الدراسة في معهد السينما، حيث كنا دفعة واحدة ولنا أصدقاء مشتركون، كذلك نمتلك رؤية مشتركة.

وهل ستكرر تجربة العمل معه مرة ثالثة؟

بالتأكيد، لأننا قدمنا معاً أعمالاً ناجحة، وهذا في حد ذاته مشجع لتكرار التعاون مرة أخرى، وبالفعل ثمة مشروع نسعى الى تحضيره، ولكن ملامحه لم تتضح بعد.

دنيا سمير غانم كانت متميّزة في دورها في «طير انت» فمن الذي اختارها؟

كان اختيارها مشتركاً بيني وبين مكي، إذ رأيناها في أكثر من عمل ولفتت نظرنا بشدة ورأيناها مناسبة للدور.

ذكرت دنيا في أحد الحوارات أن سيناريو الفيلم الأصلي لم يكن فيه تحوّلات بشخصية البطلة، وأنها طلبت هذا التعديل ليتوافق مع الأحداث، فما ردك؟

هذا لم يحدث مطلقاً، فالقصة منذ كتابتها وقبل ترشيح دنيا كانت مكتوبة بحيث تتحول شخصية البطلة مع كل تحوّل لشخصية البطل في الفيلم، نظراً الى أنها محور مهم جداً، وليست مجرد سنيدة للبطل، كما يحدث في كثير من الأفلام الكوميدية.

هل شهد الفيلم أي مشاكل رقابية؟

حذفت الرقابة ثلاث ثوان فقط من الفيلم كانت عبارة عن أغنية تغنيها المجموعة، ولأن ذلك حدث قبل موعد العرض الخاص بثلاث ساعات فقط لم نتمكن من المناقشة وعرض وجهة نظرنا.

ولماذا حُذفت هذه الأغنية برأيك؟

لأنها كانت تحمل مغزى سياسياً، إذ رأت الرقابة أنها غير مناسبة، لكن لم يؤثر الحذف على مسار الفيلم حيث كانت مدته قصيرة جداً.

ساعدت عدداً من المخرجين قبل أن تخرج فيلمك الأول، فمن أكثر مخرج تأثرت به؟

تأثرت بجميع المخرجين الذين تعاملت معهم فلكل منهم ما يميزه ومنهم: جمال عبد الحميد، وعمرو عرفة، وطارق العريان وساندرا نشأت.

وما رأيك في المخرجين الجدد الذين يخوضون تجربة الإخراج من دون المرور بهذه الخبرة؟

أنا لست ضد أي مخرج يرى في نفسه القدرة على تقديم فن جيد ويقوم بتجربته، وإن كنت أرى أن تدريب المخرج بمساعدته لمخرجين كبار يساهم في صقل موهبته، ويعطيه قدرات إخراجية عالية.

كيف ترى حال النقد الفني في مصر؟

ثمة نقاد يتعاملون بموضوعية وحيادية مع الأفلام وينتقدونها نقداً مدروساً، في حين نجد البعض منهم لا يتعامل بنزاهة، ويحكم على الفيلم بالفشل، ويدعو الجمهور الى عدم مشاهدته، وهذا في تصوّري ليس دور الناقد، لأن عليه مناقشة الفيلم بشكل فني فحسب.

كيف تنظر إلى الواقع السينمائي المصري في الفترة المقبلة؟

أرى أن السينما تتقدم إلى الأفضل، فثمة عدد كبير من الأفلام يُنتج خلال العام الواحد قد يصل إلى أكثر من أربعين أو خمسين فيلماً، ومعنى ذلك أنه في النهاية يمكننا انتقاء عدد من الأفلام الجيدة قد يصل إلى عشرة أفلام على الأقل، بعد أن ظلت السينما لفترة طويلة تنتج عدداً قليلاً جداً من الأفلام في العام، وصل في بعض الأعوام إلى خمسة أفلام، وهذا يعني أن فرصة انتقاء فيلم جيد تكون معدومة أو نادرة, هذا بالإضافة إلى الأزمة المالية الأخيرة، التي جعلت العائد غير مضمون، فكان لا بد للمنتجين الذين يتصدون للإنتاج من أن يحرصوا على تقديم فيلم جيد ليضمنوا استرداد الأموال التي أنفقوها، وتحقيق نسبة معقولة من الربح.

back to top