Zahra's Paradise... قصص تصوّر عذاب الإيرانيين

نشر في 23-04-2010 | 00:01
آخر تحديث 23-04-2010 | 00:01
No Image Caption
تقبّل إحدى الأمهات ابنها المتوفي البالغ 19 عاماً، وتندبه، وتعانقه للمرة الأخيرة. يجتاحها الحزن بينما تُنزّل جثّته في القبر. إنه ضحية أخرى من ضحايا الاحتجاجات التي اندلعت عقب الانتخابات الرئاسية في إيران في العام الفائت.
 أثّر الشريط المصوّر الصادم الذي عُرض على موقع YouTube لمقبرة بالقرب من طهران في نفس كاتب قرّر القيام بشيء ما في هذا الصدد.

يقول أمير، كاتب إيراني يرفض الإعلان عن شهرته لأسباب متعلقة بسلامته الشخصية: {كان من الصعب علي مشاهدة أحلام جيل آخر تتلاشى، ومشاهدة أبناء إيران يُدفنون في الأرض. الأمر أشبه بالتعرّض لصدمة كهربائية توقظ فيك الإحساس بأن هذا يكفي}.

حوّل أمير غضبه إلى رواية عنوانها {جنّة زهراء} Zahra's Paradise. صُممت هذه الرواية المصوّرة بالأبيض والأسود على شاكلة قصص مصورة واقعية تستهدف جمهوراً أكثر نضجاً مثل كتاب {برسيبوليس} Persepolis لمرجان ساترابي و{الفأرة} Maus لآرت شبيغلمان. تلك الرواية أحدث نوع من الاحتجاجات ضد أفعال النظام الديني في إيران.

نُشرت الرواية، التي ابتكر رسومها فنان آخر يُدعى خليل، على شبكة الإنترنت وستُنشر على شكل كتاب لاحقاً. تروي قصةّ أم تُدعى زهراء تبحث عن ابنها الذي فُقد بعد قيام تظاهرة في العاصمة الإيرانية. يجري بحثها أمام خلفية من الفوضى السياسية، ملقياً بالتزامن الضوء على حياة الإيرانيين العاديين الذين انتفضوا ضد عملية إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد المتنازع عليها.   

منذ بدء الاحتجاجات في يونيو (حزيران) الفائت، اعتُقل نحو خمسة آلاف شخص وأُطلق سراح كثيرين لاحقاً، بحسب السلطات الإيرانية. وبحسب المصادر عينها، قُتل نحو 44 شخصاً وأُعدم اثنان. لكن جمعيات حقوق الإنسان تقول إن حصيلة الضحايا توازي ضعف ذلك العدد على الأقل.

يشير العنوان {جنّة زهراء} إلى اسم بطلة الرواية وإلى مقبرة خارج طهران حيث دُفن بعض المحتجين المعارضين. يعقّب مارك سيغل، مدير التحرير في First Second، دار نشر قصص مصوّرة تشكّل جزءاً من مجموعة ماكميلان وتعتزم نشر الكتاب في صيف عام 2011 المقبل، بأنها {قصة إيرانية بكل معنى الكلمة}.

بحسب سيغل، الرواية موجّهة أيضاً إلى جمهور عالمي لأنها تعالج مواضيع شاملة مثل عاطفة الأمومة، البحث عن عزيز مفقود، والقمع. تتوافر بالتالي على الإنترنت في ثماني لغات بما فيها الفارسية، الكورية، الهولندية، والعربية، فضلاً عن لغات أُخرى ستُضاف عمّا قريب. وقد استقبل الموقع 40 ألف زائر في شهره الأول.  

يضيف سيغل أن الرواية تسعى إلى عرض {لوحة متعددة المركّبات} عن طهران بعيداً عن الرؤية الساذجة التي يصوّرها السياسيون الأميركيون وإلى تركيز الخطاب في إيران على حقوق الإنسان. يقول: {يحاول النظام الإيراني بالشكل الذي يناسبه مواصلة التركيز على برنامجه النووي والتملّص من مسألة حقوق الإنسان}. فإن استطاع الكتاب {إضفاء الطابع الإنساني على إيران، سيكون من الصعب أكثر فأكثر الانخداع بالخطاب الذي نسمعه اليوم في واشنطن}.

يلفت سيغل إلى أن القصة ترُوى بشكل شبه حي مع تكشف الأحداث في إيران، ذلك عبر عرض صفحة واحدة ثلاث مرات أسبوعياً على الإنترنت.

يُذكَر أن أمير كتب في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن إحدى الحلقات، المستوحاة من الاتهامات التي أطلقها زعيم المعارضة مهدي كرويس بشأن تعرض معتقلين للاغتصاب خلال احتجازهم في أحد السجون، دفعت بأصوات إلى المطالبة بإجراء بحث قضائي.

يعيش أمير اليوم في الولايات المتحدة ويستوحي أفكاره من إيران التي يعرفها ويستقي الأخبار من البلاد، بما فيها الروايات، الصور، والأشرطة المصورة المباشرة والمعروضة على الإنترنت. يوضح: {أشاهد ما يحدث في إيران، وأسمع أخباراً من الأصدقاء والعائلة، وأتحدث إليهم، فتنطبع بعض الأمور في ذهني}.

back to top