الأيام السعيدة في بلدي

نشر في 13-12-2009
آخر تحديث 13-12-2009 | 00:00
 مظفّر عبدالله أول العمود: حاصر كراهيتك للغير... وضعها في حيز ضيق من عالمك الخاص.

***

عاش أهل الكويت في الأيام القليلة الماضية أياماً عصيبة وقلقة بسبب الاستجوابات، وما رافقها من أحداث سياسية محلية متسارعة انعكست على نفوس الناس ومزاجهم الذي لا ينقصه الارتباك.

في بلدنا فرص للفرح والانبساط خصوصاً في مثل هذه الأيام الجميلة، الطقس البارد والأمطار التي شحت منذ سنوات تعود لتسعد النفس، وللشتاء مذاق خاص... فالبعض يفرح باقتناء الملابس الشتوية المتنوعة الألوان، وهناك من يتبادلون التهاني بسقوط المطر، ويشعرون بسعادة لامتناهية بعد التحام الماء بحبات التراب.

في الشتاء يتغير مزاج الناس فينجذبون بشكل لا إرادي إلى الملذات، خروج للبر واستنشاق الأوكسجين النقي، والمقاهي تزدحم بمرتاديها، حتى نوعية الطعام والمشروبات تختلف بعد فصل صيف طويل وقائظ.

هذه الأيام نادرة وقليلة بالنسبة لفصول السنة الأخرى، ومن الواجب استغلالها بشكل جيد، والخروج إلى الأماكن المفتوحة مطلوب لإنعاش النفس التي تكلّ وتملّ، خصوصاً بالنسبة لأوضاعنا المحلية، حيث يسيطر التجاذب السياسي بين مجلس الأمة والحكومة على أمزجة الناس من خلال انعكاس ذلك على الصفحات الأولى للجرائد، وكأن في الكويت حروباً أهلية.

من لديه صديق قديم انقطعت صلته به منذ زمن فليبادر بالتواصل معه، وليتعاون كل زوج مع زوجه على إسعاد أبنائهما والتقرب من أحلامهم وأمانيهم في هذه الأيام السعيدة، وليبذل الأبناء بعضاً من وقتهم للالتفات إلى آبائهم وأمهاتهم من كبار السن، وليهادوهم ويحتضنوهم، فهم الخير والبركة، ودعاؤهم تيسير لنا في الدنيا.

فرحة الأطفال وابتسامتهم تكملان اللوحة السعيدة التي يأتي بها الشتاء فى الكويت، ففي الطرق المؤدية إلى أماكن التخييم الصحراوية تجد الباعة على جوانب الطريق يبيعون كل ما هو مسلٍّ: فواكه، وفحم وأخشاب للطهي وإعداد المشروبات الساخنة، وآلات موسيقية لمشاريع اللهو البريء، وأشياء أخرى لاتنتهي... وما يميز هذه الطقوس الشتوية في بلادنا أنها غير مكلفة بالنظر إلى الأثر النفسي الإيجابي الذي يعود على من يقومون بها، على عكس فصل الصيف الذي يرهق ميزانية الأسرة بالسفر، وبعضنا يرجع دون أن ينال من فوائد السفر إلا القليل.

الجمعة القادمة سأخرج إلى البر مع أسرتي الصغيرة لنلتقي الأسرة الكبيرة، وصندوق سيارتي سيحمل أطعمة ساخنة... وطائرات ورقية سأضع خيوطها في أيادي الأطفال الجميلة الباردة، وعيونهم تراقب طيرانها المتهادي في السماء الزرقاء الواسعة... أنا سعيد وأتمنى للجميع الابتسام.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top