بطلة تلك الأيام ليلى سامي: محمود حميدة يضاعف طاقة الممثّل
ليلى سامي ممثلة ومغنية شابة، نجحت في لفت الأنظار الى موهبتها من خلال فيلم {تلك الأيام}، الذي كتبت عبره شهادة ميلادها كبطلة جديدة كسبتها السينما المصرية. وكانت قدمت أوراق اعتمادها كممثلة عبر مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة، قبل أن يرشحها المخرج يسري نصر الله للمشاركة بدور صغير لكنه لافت في فيلمه {جنينة الأسماك}.عن تجربتها الأولى في عالم البطولات، {تلك الأيام}، وأمور أخرى كانت الدردشة التالية.
كيف جاء اختيارك لفيلم {تلك الأيام}، أول بطولة سينمائية لك؟درست في معهد السينما وبدأت التمثيل في فرقة الورشة المسرحية وكان أول ظهور لي في فيلمَي {عمارة يعقوبيان} و{جنينة الأسماك} بدورين صغيرين، ومن خلالهما رشّحني المنتج محمد العدل لـ{تلك الأيام}، خصوصاً أن ابنه المخرج كريم العدل كان زميلي في معهد السينما. هل أدى الحظ دوراً في صعودك سريعاً الى البطولة؟نعم. فالوقوف أمام فنان كبير مثل محمود حميدة يجسّد دوره بشكل محترف جداً، يعطي طاقة كبيرة لأي ممثل فما بالك بوجه جديد ما زال يشق طريقه وفي داخله توتّر وقلق، وهذا ما حرص حميدة على إزالته من داخلي. كذلك، استفدت كثيراً من الممثل أحمد الفيشاوي، فضلاً عن كوني الشخصية النسائية الوحيدة في {تلك الأيام}، لأن الفنانتين صفية العمري وسمية الألفي تظهران كضيفتَي شرف، ما يعني أن الضوء كلّه كان مسلطاً عليَّ.هل جذبك الدور أم وافقت عليه لأن الفيلم أول بطولة لك؟فكرة البطولة المطلقة أدت دوراً بالتأكيد، لكن سبب موافقتي الرئيس يتعلق بطبيعة الشخصية نفسها، ففي البداية تظهر كشخص يستحيل التعاطف معه، لكن بعد أحداث عدة نكتشف أنه مظلوم. تحتاج هذه النوعية من الشخصيات إلى مجهود كبير وإعداد نفسي كي يتمكّن الممثل من تقديمها بشكل جيد.ما هي {تلك الأيام} من وجهة نظرك؟هي الأيام التي مضت من دون الاستفادة منها، كما جاء بالفيلم، أما أنا فأراها الأيام التي نعيشها راهناً من فساد ومعاناة على المستويات كافة، وسيطرة من بيده السلطة على كل شيء. بدا مشهد اعتداء الفيشاوي عليك بالضرب حقيقياً، فماذا عنه؟بالفعل، تعرضت لإصابة حقيقية بسبب هذا المشهد على رغم أننا صورناه مرة لكن بعد بروفات عدة، نظراً الى أن الفيشاوي يجسّد دور ضابط شرطة، وهذه النوعية من الشخصيات لا تستطيع التحاور معها وعندما تفقد السيطرة على أعصابها تضرب بعنف شديد وهذا ما حدث.صرحت بأن الدور أرهقك نفسياً، هل السبب مشاهد الضرب؟بل المجهود النفسي في استحضار هذه المشاعر والصراعات والتعقيدات والمشاكل النفسية التي تمر بها الشخصية، وهذا يعتبر مجهوداً نفسياً وجسدياً أيضاً. هل غناؤك في الفيلم كان من بنات أفكارك؟كان فكرة المخرج أحمد غانم، فمن جهتي لم تكن لديَّ الرغبة في الغناء لكن غانم أقنعني بضرورته درامياً، نظراً الى أن الأغاني بمثابة ردة فعل تخدم الموقف الدرامي، مثلاً أغنية {وحشتني} في أول مشهد تظهر فيه أميرة كان الهدف منها لفت الجمهور الى أنها مدللة، أما أغنية {ساعات} فجاءت تعبيراً عن توتر العلاقة بين أميرة وزوجها فهو يشكّ فيها وفي الوقت نفسه لا يستطيع مواجهتها لأنه يخشاها كونها تعرف عنه كل شيء وقد تفضحه. ألفت الى أن الأغاني كلّها كانت من اختيار المخرج. نال صوتك استحسان الجمهور والنقاد، ماذا عن مستقبلك الغنائي؟بدأت في الغناء منذ كنت طفلة في المدرسة حتى أنني غنيت مختلف الألوان الغنائية، وأشعر الآن أنني بحاجة الى تقديم أغنيات أصنع من خلالها شخصية مختلفة تحلق بعيداً عن المألوف وتؤهلني الى الظهور على الساحة الفنية بشكل مميز.ما هي مشاريعك السينمائية المقبلة؟أصور راهناً {آخر أيام المدينة} وهو من سلسلة الأفلام المستقلة مثل {عين شمس} و{هليوبوليس}، أشارك في هذا الفيلم بهدف الدفاع عن وجود سينما بديلة عن تلك التي يتحكم فيها المنتجون، حيث نوع آخر من الأبطال والأفكار والصورة. وجودي في هذا المشروع الذي يضم أفكاراً قيّمة كان مهماً بالنسبة إلي، فالفيلم يرصد التغير الذي طرأ على الشارع المصري في الفترة الأخيرة.