الرومي: قصائد الأيوبي ليس لها علاقة بالصوفية

نشر في 19-03-2010 | 00:01
آخر تحديث 19-03-2010 | 00:01
No Image Caption
وقفة وفاء في رابطة الأدباء
أسِفت د. نورية الرومي لعدم اهتمام الدارسين بما أنجزه الشاعر محمود شوقي الأيوبي، مشيرة إلى ضرورة تناول هذا الإرث بنظرة تحليلية أكاديمية، عرفانا بأهمية هذا التراث الشعري.

أقامت رابطة الأدباء محاضرة بعنوان "ظواهر فنية في شعر محمود شوقي الأيوبي"، تطرقت فيها المحاضرة د. نورية الرومي إلى تفاصيل واسعة من حياة الشاعر الأيوبي واسلوبه وتراثه الشعري.

في مستهل الأمسية، قدّم مدير الجلسة د. عادل عبدالمغني لمحة ذاتيةـ عــن الضيفة، ثم قــالـت

 د. نورية الرومي: "رغم كثرة ما أنتجه الشاعر محمود الأيوبي من أشعار جعلت له مكانة مهمة في حركة الشعر الحديث في الكويت، فإنه لم يحظَ باهتمام الدارسين، إذ ما كُتب عنه لا يتناسب مع هذا النتاج الشعري الغزير، فحياته الممتدة من عام 1903 إلى عام 1966، كانت حافلة بالأحداث والتجارب الإنسانية، والمواقف الوطنية والقومية، وهو ما لم يتعرض أحد إليه بالدراسة المفصلة التي تكشف عن التطور النفسي لهذا الشاعر، واتصاله بالأحداث التي عمّت البيئة العربية، وأثر ذلك في نتاجه الشعري منذ أوائل القرن العشرين حتى وفاته".

وأكدت د. نورية الرومي أن ثمة نتاجا شعريا للشاعر الأيوبي لم تجمعه دفتا ديوان، مشيرة إلى أن قصائده تعاني الإهمال وهناك أوراق مبعثرة ومخطوطات كثيرة يجب أن يجمعها إصدار يوثق تراث هذا الراحل الكبير، الذي تميز بالنّتاج الغزير، إذ طبع له حتى الآن ستة دواوين.

كما أشارت الرومي إلى أن الأيوبي ترك بصمة واضحة في عالم الشعر الخليجي، ويعتبر من أبرز شعراء المنطقة، مقدماً تيارات شعرية متنوعة من خلال إرثه في الشعر، مؤكدة أنه نهل من مصدرين ثقافيين مختلفين، مبينة أثرهما في صقل موهبته الشعرية، قائلة: "النوع الأول كان الشخصيات المعروفة التي اجتمع بها خلال وجوده في الكويت أو خارجها أثناء سفره، أما النوع الثاني فكان مجموعة من شعراء وأدباء من القدماء والمحدثين كالمتنبي وأحمد شوقي وعلي محمود طه وإيليا أبوماضي والمازني وسواهم".

رحيق الأرواح

ثم أشارت إلى أن بعض دواوين الأيوبي تحتوي على شعر المناسبات أو المديح، والشعر التعليمي، وكذلك قصائد الأوراد الدينية، مبينة أنها تخالف آراء الذين صنّفوا ديوان "رحيق الأرواح" ضمن قائمة الشعر الصوفي، مؤكدة أن قصائد الأيوبي ليس لها علاقة بالصوفية، إنما كانت تتضمن وصفاً دقيقاً للاضطراب الذي أصاب الشاعر عقب الحرب العالمية الثانية التي اشتعلت على إثرها حرب في أندونيسيا التي كان يقيم فيها خلال تلك الفترة، إذ كان الشاعر يصف حالة الدمار معبراً من خلال قصائده عن محنته التي فضّل أن تكون غامضة.

وتناولت الرومي أيضا قصائد المدح في نتاج الأيوبي، مشيرة إلى أن مدائحه تمركزت في اثنين من آل الصباح هما أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم والشيخ عبدالله الجابر الصباح، وترى أن الرؤية المستقبلية لدى الأيوبي هي ذاتها الت يتحلى بها الشاعر فهد العسكر، لاسيما في مسألة مستقبل الكويت والحياة الديمقراطية في عهد الشيخ عبدالله السالم.

وفي سياق متصل، تحدثت عن شعر الإخوانيات لدى الأيوبي التي يرسلها إلى الأصدقاء والأهل والأقارب، مبينة أنه استخدم لغة صعبة في الملاحم ولغة مبسطة في النظم الشعري، واستثمر الأيوبي حنكته في انتقاء المعاني والألفاظ القديمة والجديدة وغيرها من الظواهر.

شعر تربوي

عقب ذلك تم فتح باب النقاش، إذ أثارت المحاضرة أسئلة كثيرة تمحورت حول ضرورة الاهتمام برموز الثقافة في الكويت الذين أسسوا لحركة الأدب المحلي، مشيرين إلى أهمية توثيق نتاجهم الأدبي تفعيلاً لأواصر العلاقة بين جيل الشباب والأدباء الأوائل. من جانبه أكد د. سليمان الشطي أن الأيوبي اهتم كثيراً بتنمية الذوق الشعري تربوياً، مشيراً إلى أن قصائده ليست صوفية إنما شعر بنزعة دينية.

بدورها تمنت الأديبة ليلى العثمان قيام إحدى الجهات والمؤسسات بطباعة أشعار الأيوبي التي لم تحتوِها دفتا كتاب.

back to top