مجلس العلاقات العربية والدولية يختار الكويت مقراً

نشر في 17-02-2010 | 00:01
آخر تحديث 17-02-2010 | 00:01
• الصقر: عون للدول العربية لا خصم لها

• علاوي: نسعى إلى تأسيس علاقات جيدة بين دول المنطقة

• السنيورة: قيمة مضافة على صعيد العمل العربي
استقبل سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد بقصر بيان أمس رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية رئيس البرلمان العربي السابق محمد جاسم الصقر ورئيس وزراء الجمهورية اللبنانية السابق فؤاد السنيورة ورئيس وزراء الجمهورية العراقية السابق الدكتور اياد علاوي ورئيس وزراء المملكة الاردنية الهاشمية السابق طاهر المصري ووزير خارجية المملكة المغربية السابق محمد بن عيسى واعضاء المجلس وذلك بمناسبة انعقاد الاجتماع الثاني للمجلس بالكويت.

كما استقبل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد رئيس واعضاء مجلس العلاقات العربية والدولية.

واستقبل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس واعضاء المجلس.

حضرالمقابلة وكيل ديوان رئيس مجلس الوزراء الشيخة اعتماد الخالد.

من جهته، اعتمد مجلس العلاقات العربية والدولية نظامه الأساسي بشكل نهائي أمس، بعد اجتماعات استمرت يومين، وأحاله الى مجلس الوزراء للحصول على موافقة الكويت بأن تكون مقرا دائما.

وأوضح رئيس المجلس محمد الصقر في مؤتمر صحافي في فندق الشيراتون أمس ان الاجتماعات انصبت خلال اليومين الماضيين على مناقشة النظام الأساسي للمجلس، الذي تم الاعلان عن تشكيله في اغسطس الماضي، مشيرا الى ان المجلس "هو مؤسسة مجتمع مدني عربي تعنى بالعلاقات العربية - العربية وايضا العلاقات العربية الخارجية".

وكشف الصقر انه تم اخذ موافقة مبدئية من قبل الحكومة الكويتية على ان تكون الكويت دولة المقر، شريطة الاطلاع على النظام الاساسي للمجلس، مشيرا الى ان هذه الاجراءات شكلية، وأضاف "ستكون الكويت المقر الرئيسي للمجلس، الذي سيعقد اجتماعاته بشكل دوري بواقع ثلاثة اجتماعات كحد ادنى سنويا في الكويت، إلا انه في حال أبدت اي دولة عربية رغبتها في استضافة اجتماعات مجلس العلاقات العربية والدولية فبإمكانها ذلك"، مبينا ان "الاسم السابق للمجلس أقر على عجالة، والاعضاء ارتأوا تغيير مسماه من المجلس العربي للشؤون الاقليمية والدولية ليصبح مجلس العلاقات العربية والدولية".

وأكد الصقر انه لا يوجد خلافات بين المجلس والدول العربية، وقال "سيكون مجلسنا عونا للحكومات العربية"، مشيرا الى ان من اهداف المجلس الأساسية الدفاع عن العرب وتحسين العلاقات العربية - العربية واعتماد المنظور القومي المنفتح واستيعاب كل المكونات القومية والثقافية بما يعزز الأمن السلمي ودعم قدرة العرب في الدفاع عن قضاياهم ومصالحهم على الصعيد الدولي ومساندة جهود وأهداف المنظمات العربية المشتركة، وان المجلس سيكون طرفا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة والمتخاصمة.

وقال ان العلاقات العربية - العربية مليئة بالخلافات والصراعات والحروب، وأعطى مثالا على "ما يعانيه الوضع الفلسطيني - الفلسطيني والخلاف بين حركتي فتح وحماس، الأمر الذي يجعل المجلس الوزاري التابع لجامعة الدول العربية غير قادر على حل هذا الخلاف بسبب اختلاف رؤية وزراء خارجية الدول العربية"، وأردف قائلا "أعتقد أن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى كان صادقا في علاج هذا الموضوع في كل مبادراته، غير أن الدول العربية منها من يؤيد حماس والآخر يؤيد فتح، ما خلق صعوبة في اتخاذ موقف محايد".

ورأى الصقر ان ما يميز مجلس العلاقات العربية والدولية حياديته، إذ يستطيع اتخاذ التوصيات بعيدا عن أية ضغوط، مشددا على ضرورة ان يُفتح باب الحوار العربي - الايراني والعربي - التركي، وبحث قضية الصحراء العربية بين المغرب والجزائر والملف الصومالي واليمن، مستدركا "حتى ما حدث بين الشعبين المصري والجزائري على خلفية مباراة لكرة القدم بالامكان مناقشته"، واشار الى ان العالم العربي غني بالمشكلات، وان المجلس قادر على الإسهام في معالجتها.

شخصيات عربية

وذكر الصقر ان المجلس ناقش في اجتماعاته انضمام شخصيات عربية، لافتا الى انه تم تأجيل البت فيها لحين اقرار النظام الاساسي من قبل الحكومة الكويتية، مشيرا الى ان هناك مجلسين وليس مجلسا واحدا، بحيث يكون الاول مجلس الأمناء، في ما يكون المجلس الثاني هو مجلس الادارة، "ونحن بحاجة الى كل جهد عربي له تاريخه ويمثل اضافة للمجلس"، مشددا على ان أي عضو من أعضاء المجلس سيتبوأ منصبا حكوميا لن تستمر عضويته في المجلس، وقال "اذا نجح دولة الرئيس اياد علاوي في الانتخابات العراقية فإنه يكون في قلوبنا، خاصة انه من المؤسسين".

واعرب عن تمنياته في ان يكون هناك تناغم بين المجلس والجامعة، مضيفا "ان قراراتنا لن تكون بالضرورة متطابقة، وان المجلس لن يكون خصما للجامعة وانما مكمل لها"، لافتا الى ان المجلس سيكون مسجلا في جامعة الدول العربية وان أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى عضو في مجلس العلاقات العربية والدولية.

قيمة مضافة

بدوره، أكد رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة ان دور مجلس العلاقات العربية والدولية لا يتعارض مع ما يقوم به الآخرون ولا يحاول ان ينال من حريتهم شيئا، وقال "ان المجلس سيمثل قيمة مضافة على صعيد العمل العربي العام"، لافتا الى انه يهدف الى تقريب وجهات النظر بين الدول العربية والانفتاح على الدول الاجنبية بما يساهم في خدمة القضايا العربية.

وأوضح السنيوره ان الاعضاء المؤسسين للمجلس لهم باعٍ كبير في العمل السياسي وبالتالي ستساهم تلك الخبرة في خدمة القضايا العربية، مشيرا الى ان المجلس يرحب بانضمام أي عضو يساهم في اصدار توصيات تصب في خدمة الدول العربية.

وفي ما يخص الشأن اللبناني، أكد السنيورة ان خطابه الذي ألقاه في الذكرى الخامسة لاغتيال رفيق الحريري يؤكد الأساسيات والمبادئ ذات النفس القومي، وقال "اعتمدت لغة الحوار والانفتاح والبعد عن استعمال العنف الكلامي من أجل مصلحة وتلاحم لبنان الذي يصب في تسهيل عملية العبور الى بناء الدولة وتأكيد النظرية الاستقلالية للبنان ووحدته وسيادته".

وحول تغير نبرة الخطاب اللبناني تجاه سورية، استشهد  السنيورة ببيت من الشعر "احوال الزمان عليك شتى، وحالك واحد في كل حال"، موضحا ان لهجته ومنطلقاته وحواراته لم تتغير على الاطلاق، ومازال من أشد المؤمنين باستقلال لبنان وسيادته وعروبته ودوره في العالم العربي، مشددا على اهمية العمل العربي المشترك على جميع الصعد بما يخدم القضايا العربية، وأضاف "ان المسار الذي نسير عليه لن يتغير ولن ينحرف على الاطلاق".

وبشأن اللقاء الذي جمع وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله، أوضح السنيورة انه مع كل انفتاح يساهم في مواجهة التحديات، لافتا الى ان هناك تأييدا كاملا لكل عمل وانفتاح بين الفرقاء على بعضهم البعض، وانه ليس في موقع السلطة التنفيذية، غير انه باعتباره رئيسا لكتلة المستقبل ونائبا فإنه سيساهم في دعم الشأن العام بالتعاون مع رئيس الوزراء سعدالدين الحريري بما يؤدي الى التقدم على جميع المسارات بتمكين لبنان من التعامل مع المسائل والقضايا الشائكة المعقدة سواء كانت في لبنان أو في العالم العربي وتداعيات ذلك على بلده.

استقلالية المجلس

من جانبه، اكد رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي استقلالية مجلس العلاقات العربية والدولية الكاملة في جميع توجهاته وتوصياته ومقترحاته بالاضافة الى تأسيسه لعلاقات بين دول المنطقة والدول العربية في اطار من التعاون والتفاهم المشترك، مشيرا الى ان المجلس يضم اعضاء وشخصيات وصفها بالمهمة وتستطيع إزالة التوترات والاحتقان الذي تعانيه الدول العربية.

وبين ان المجلس يسعى الى تأسيس علاقات جيدة بين دول المنطقة، بما يخدم المصالح العليا، مؤكدا ان المجلس لا يتبع أية جهة حكومية ما يعطيه حيادية كاملة في اصدار توصياته، وانه سيبحث في جميع المشكلات للخروج بحلول لها.

وعن الشأن العراقي أكد علاوي ان قائمته لم تنسحب من انتخابات مجلس النواب العراقي، "علقنا خوضنا الانتخابات وطلبنا عقد اجتماعات للرئاسات الثلاث في الدولة، رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب"، لافتا الى ان هناك اجابات من رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب وصلت وانه بانتظار جواب رئاسة الوزراء لمناقشة مختلف الامور والخروج من الوضع الحالي المتأزم على الساحة العراقية استعدادا للانتخابات.

وقال انه "لا توجد اجواء طبيعية ومريحة لإجراء الانتخابات النيابية في العراق، في ظل وجود اعتقالات عشوائية وابعاد عشوائي وتصاعد النشاطات الارهابية"، لافتا الى ان كل ذلك يستدعي ضرورة اجتماع القيادات الرئيسية للدولة ومناقشة متطلبات علاج هذه الاوضاع، وأردف قائلا "من المتوقع اجتماع رئاسات الدولة اليوم (امس) أو غدا (اليوم) الا ان رئاسة الوزراء لم تجب علينا حتى الان"، مشددا على ضرورة تصفية الاجواء السياسية وخلق المناخ الصحي والظروف الموضوعية لإجراء انتخابات نزيهة وحرة في العراق، مبينا ان الاجواء الحالية لاتزال تتسم بالخوف والترويع والابعاد والاعتقال "وهذه ليست اجواء انتخابات سليمة ومن ثم نأمل استجابة الرئاسات لذلك".

واوضح علاوي ان مسؤولية الخروج من الازمة الحالية في العراق يتحملها الجميع "ونأمل استجابة كل الاطراف لهذا المطلب بشكل ايجابي"، مشيرا الى ان هدفه هو سلامة العملية السياسية وشموليتها بحيث تضم كل العراقيين باستثناء القتلة والارهابيين، لافتا الى انه ليس مع تأجيل الانتخابات البرلمانية، بل مع خلق ظروف صحية وموضوعية وصحيحة لإجراء انتخابات سليمة في العراق، "والانتخابات الماضية في 2005 اتسمت بالعنف والقتل والتهميش والاقصاء ويجب ألا تتكرر هذه الاوضاع لان الانتخابات الحالية ستكون مفصلية ومهمة في مسار ومستقبل العراق اذ تحدث في ظروف تتسم بالتراجع الاميركي وخروج اميركا من العراق وايضا تحاط هذه الانتخابات باستحقاقات دستورية مهمة وتوترات كبيرة في المنطقة ما يجعل الانتخابات العراقية بالفعل مهمة ومركزية واساسية".

منظمة أهلية

من ناحيته، أكد رئيس مجلس الأعيان الأردني السابق طاهر المصري ان المجلس العربي هو "منظمة أهلية مكونة من شخصيات عربية، مارست العمل السياسي الرسمي بشكل او باخر، وعلى دراية بكل ما يحدث في العالم العربي وبخباياه، ونحن الان لسنا على رأس السلطة الا اننا وجدنا أنه من الممكن انشاء هذا المجلس من اجل المساهمة في حل الخلافات العربية، ومازلنا في طور التكوين، وهناك خطة عمل ستوضع في القريب العاجل ننطلق من خلالها، حتى يحقق اهدافه".

الخصوصيات العربية

واكد وزير خارجية المغرب الأسبق محمد بن عيسى ان اجتماعات مجلس العلاقات العربية والدولية تناولت على مدى يومين القانون الاساسي للمجلس ووضعه في الاطار العربي القومي المنفتح، مشيرا الى ان القانون الاساسي شدد على جميع الخصوصيات في الوطن العربي سواء الاثنية أو غيرها.

وقال بن عيسى "ربما يكون المجلس من السباقين في العالم العربي الى التفكير بصيغة (ثنك تانك) في التعاطي مع القضايا العربية"، لافتا الى انه يضم العديد من القدرات الهائلة والكامنة لطرح القضايا ووضع الحلول الناجعة فضلا عن تنظيم دورات ودراسات بحثية لتشجيع الاخرين، خصوصا في مواقع الضغط في العالم العربي لا سيما في الزوايا الاكثر فقرا، وشدد على ان المجلس سيتعاطى مع القضايا العربية كافة لا سيما تلك التي تعنى بالجانب التنموي والاقتصادي وتعود بالنفع على الانسان العربي، معربا عن امله ان "يلعب المجلس دورا مهما في وضع الحلول الناجعة والمناسبة ونزع فتيل الخلافات العربية - العربية في شتى اصقاع الوطن العربي، فضلا عن تقريب الهوة التي تعيق الحوار بين الأخوة العرب".

ولفت بن عيسى الى انه "من المهم ان يقدم المجلس دراسات بحثية في جانب الجدوى الاقتصادية لجذب الاستثمارات العربية وكذلك الاستثمارات الخارجية الى ربوع وطننا العربي الكبير التي بالتأكيد ستنعكس على اوضاع الانسان العربي البسيط"، مطالبا بضرورة ان يعكس المجلس صورة مميزة للانسان العربي في اروقة المجتمعات الاخرى في الجوانب الحضارية والانسانية والاستراتيجية لا سيما في الظرف الحالي الذي تمر به الصورة العربية التي يشوبها العديد من الجوانب السلبية، متمنيا ان توفر هذه الاستثمارات لقمة العيش وسبل العمل وتوفير فرص عمل وحياة كريمة للمواطن العربي في شتى الاصقاع العربية.

ولفت بن عيسى الى اهمية ان يبقى المجلس للعلاقات العربية والدولية جهة مستقلة وحرة وغير رسمية في التعاطي مع مختلف المواقع الفكرية والاستراتيجية سواء الحكومية ومنظمات المجتمع المدني سواء في العالم العربي والدول الاخرى وخصوصا في الدول الغربية، واضاف ان المجلس سيركز على ان يلتمس الانسان العربي البسيط والفقير نتائج تأسيس المجلس للعلاقات العربية والدولية، داعيا الى تركيز المجلس على القضايا التي تهم الانسان العربي مثل الفقر والامية والسكن غير اللائق.

رؤساء دول

قال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر انه عادة ما يطلب مقابلة رؤساء الدول العربية خلال الزيارات الخارجية بهدف اطلاعهم على اهداف المجلس، مشيرا الى ان من بين تلك اللقاءات كانت لقاءات الرئيس اللبناني ميشال سليمان والعاهل الاردني عبدالله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، "وان هذه اللقاءات كانت منطلقة من وضعي السياسي".

لا تبرعات حكومية

لفت محمد الصقر الى ان النظام الأساسي حدد ماهية المجلس الذي يرفض قبول أي تبرع من أي حكومة عربية، مشيرا الى ان ذلك "يضمن الحيادية مع الدول العربية وألا يكون هناك مجال للضغط، وان ميزانية المجلس محددة في النظام الاساسي من تبرعات واشتراكات وهبات".

ارتباطات

أشار الصقر الى ان هناك عددا من الأعضاء لم يحضروا بسبب ارتباطاتهم المسبقة، من بينهم عمرو موسى وغسان سلامة وأحمد ماهر وجابر الأنصاري وإبراهيم دبدوب وعبدالرحمن العطية.

زيارة الحريري

كشف فؤاد السنيورة ان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري سيقوم بزيارة الكويت قريبا، مستذكرا الدور الذي لعبته الكويت على مدى السنوات الماضية في دعم لبنان في ظل الظروف التي تعيشها والمساهمة في تعميره.

back to top