عميد كلية أدبية يقود محاولة انقلاب فاشلة على مدير الجامعة
دعا عمداء الكليات إلى اجتماع سري في فندق لمناقشة «أجندة غريبة»
رفض معظم عمداء كليات جامعة الكويت تلبية دعوة أحد عمداء الكليات الأدبية لعقد اجتماع يناقش أوضاع الجامعة، مستنكرين الخروج عن أسوار الجامعة مع وجود لجنة خاصة لاجتماع العمداء.
فشل أحد عمداء الكليات الأدبية في جامعة الكويت في تنظيم انقلاب مبكر على مدير جامعة الكويت د.عبدالله الفهيد، بعد أن رفض عمداء كليات الجامعة تلبية دعوته لاجتماع خارج أسوار الجامعة كان ينوي –حسب ما أكدته مصادر موثوقة في الجامعة- استغلاله للتسويق وطرح نفسه مديرا مستقبليا للجامعة نهاية العام الحالي، فضلا عن نيته تشكيل جبهة معارضة ترفض التجديد للفهيد وتزج باسم العميد كاختيار أوحد لإدارة الجامعة، نظرا إلى أن فترة الفهيد ستنتهي سبتمبر المقبل.وقالت المصادر لـ"الجريدة" إن عميد الكلية الأدبية دعا جميع عمداء كليات الجامعة إلى اجتماع بأحد الفنادق قبل اسبوعين فضلا عن إقامة حفل عشاء على شرفهم، لمناقشة بعض القضايا الأكاديمية، التي يجدها "جديرة بالمناقشة بعيدا عن اجتماع لجنة العمداء المقرر عقده نهاية الشهر الجاري".وأكدت أن العمداء رفضوا تلبية الدعوة إلا عميدا واحدا من احدى الكليات العلمية، مستنكرين عقد اجتماع خارج أسوار الجامعة لمناقشة قضايا أكاديمية لها مكان واجراء رسميان في الجامعة ومن خلال لجنة العمداء، لافتة إلى أن أبرز أسباب رفض معظم العمداء تلبية الدعوة هو الشك في نوايا العميد، خصوصا أن الاجتماع كان خارج أسوار الجامعة ودون وجود مدير الجامعة أو أمينها العام د. أنور اليتامى أو نواب المدير، معتبرين إياه "خطوة مريبة ولا يهدف العميد الداعي إليها من خلالها إلا تكوين جبهة انقلاب ضد مدير الجامعة أو التسويق لنفسه أمام العمداء لدعمه وطرح اسمه لاختياره مديرا للجامعة نهاية العام الحالي". وقال أحد العمداء لـ"الجريدة" "إنني تلقيت اتصالا مفاجئا من عميد كلية أدبية قبل أكثر من 10 أيام لدعوتي إلى اجتماع في أحد الفنادق مع باقي العمداء، ورفضت تلبية الدعوة، واتصلت مباشرة بمدير الجامعة الذي لم يبد أي رأي حيال الدعوة سوى تأكيده أن هناك قنوات رسمية ومحددة لاجتماع العمداء، وطالبني بالتعامل مع الموضوع بود وكأن شيئا لم يكن".وتابع العميد "إن العميد الداعي أصر على حضوري الاجتماع، وطالبني بعدم إبلاغ كائن من كان بأسباب الدعوة أو حتى مكانها"، مشيرا إلى أنه أي العميد الداعي كان قد انتهى من أجندة كاملة لمناقشتها في الاجتماع، من بينها مناقشة نظرة كاملة وشمولية للتعليم في الجامعة، ودراسة وإيجاد حلول لقلة أعداد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، بالإضافة إلى بحث حاجات الكليات للمرحلة المقبلة من مبان ومخصصات مختلفة".وأعرب العميد عن استنكاره "أسباب الدعوة التي تحتاج إلى أكثر من طرف مختص كان يجب ضمه إلى الاجتماع لمناقشة تلك الأجندة"، قائلا "لو غضضنا الطرف عن آلية ومكان الاجتماع كيف لنا أن نناقش مستقبل التعليم بشكل شامل دون أن يوجد مدير الجامعة؟ وكيف لنا أن نتحدث عن المباني أو حاجاتنا الإدارية دون وجود أمين عام الجامعة؟ والأمر ينطبق كذلك على باقي أسباب الاجتماع التي تحتاج إلى جميع نواب المدير لأن التباحث في حاجات الكليات المتعددة والمختلفة تندرج بطبيعة الحال تحت اختصاصات ومهمات النواب؟".ولفت العميد إلى أن "الجامعة عادة ما تعيش أجواء متوترة بعض الشيء بمجرد قرب موعد اختيار مدير الجامعة، وتكثر الاشاعات من هنا وهناك، لكن لم يسبق للجامعة أن تشهد دعوة أحد العمداء لأقرانه بهذا الشكل المثير للشك والريبة"، متمنيا أن "تسير عملية اختيار مدير الجامعة بشكل سلس".يذكر أن تشكيل لجنة لاختيار مدير جامعة جديد أو التجديد للفهيد تأخرت بعض الشيء، رغم أن العرف جرى على أن تشكل لجنة قبل انتهاء مدة المدير العام بستة أشهر، حيث إن الموعد المقرر لانتهاء مدة الفهيد رسميا في إدارة جامعة الكويت هو سبتمبر المقبل، بعد أربع سنوات قضاها مديرا للجامعة إذ تولى منصبه منذ 2006.