المخرج علي عبد الخالق: النقد تراجع كثيراً في مصر
بدأ المخرج علي عبد الخالق مشواره السينمائي بفيلم {أغنية على الممر} تبعته عشرات الأفلام التي مثّلت مرحلة مهمة في تاريخ السينما المصرية، وسيكرَّم في الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائي الذي ستنطلق فاعلياته من 10 وحتى 20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. في الحوار التالي يعبّر عبد الخالق عن سعادته بهذا التكريم، معتبراً مهرجان القاهرة أحد أهم عشرة مهرجانات سينمائية في العالم، ما يجعل التكريم شرفاً لأي فنان وتقديراً لأعماله السينمائية.بعد غياب سنوات عدة قدمت عام 2006 فيلم {ظاظا رئيس جمهورية}، ثم ابتعدت عن الساحة مجدداً، لماذا؟
لا يمكنني تقديم سينما في مثل هذه الظروف الراهنة، لأنها اختلفت تماماً عما تعلمناه ووعينا عليه، وأصبحت شروط الإنتاج والتمثيل وحتى السيناريوهات لا تناسبني. لماذا اختلفت الظروف برأيك؟لاقتصار السينما على نوعية واحدة من الأعمال، وهي الأفلام الكوميدية التي لا تحمل أي مضمون، كذلك تغيّرت أذواق الجماهير التي أصبحت تفضّل هذهنوعية من الأفلام التي لا تجهدها.لكن ثمة أفلام كوميدية رائعة لك مثل {أربعة في مهمة رسمية} وأخيراً {ظاظا رئيس جمهورية}، ما يؤكد قدرتك على تقديم هذه النوعية؟أنا فعلاً أحب الكوميديا، وفي أفلامي كلها ثمة مسحة كوميدية تناسب الروح المصرية، ولكني أقدم الكوميديا التي تحمل مضموناً وقضية، وهو ما أحرص عليه في جميع أعمالي منذ {أغنية على الممر}، لذلك لا يمكنني تقديم نوعية من الأفلام تعتمد على {حدوتة} فحسب من دون مناقشة أي قضية أو مضمون.لكن في ظلّ هذه الظروف رأينا عودة لبعض المخرجين الكبار أمثال داوود عبد السيد ومجدي أحمد علي، فمتى سنشاهد فيلماً من إخراجك؟السينما عشقي وإذا وجدت عملاً مناسباً فلن أتردد في قبوله، وهذا ممكن لأن حال السينما في العامين الأخيرين تسير إلى الأفضل، إذ أصبحت تقدّم نوعيات مختلفة من الأفلام ولم تعد مقتصرة على الكوميديا فحسب .قدمت مع جيلك تجربة مهمة في نهاية الستينيات وهي {جماعة السينما الجديدة} فلماذا توقفت هذه التجربة على رغم أهميتها؟ توقفت لأسباب عدة أهمها أن كلاً منا انشغل بتحقيق حلمه الخاص وليس المشروع الجماعي، إضافة إلى انسحاب الدولة ممثلةً بوزارة الثقافة والتي كانت تشارك معنا في الإنتاج.برأيك، هل كان تأثير انسحاب الدولة من الإنتاج السينمائي إيجابياً أم سلبياً؟بالتأكيد كان سلبياً، على رغم أن وزارة الإعلام حاولت الحلول مكان وزارة الثقافة خصوصاً في عهد صفوت الشريف الذي كان يحاول أن تباشر الدولة عملها من خلال جهاز السينما، إلا أن هذا الجهاز لم يحقق الخطة المستهدفة وأصبحت الأفلام التي ينتجها قليلة جداً.في استفتاء أجرته مجلة {غود نيوز} أخيراً تم اختيارك كأسوأ مخرج في السنوات الأخيرة بعد أن اختيرت خمسة أفلام من إخراجك ضمن أسوأ خمسين فيلماً، كيف كان رد فعلك؟لا أهتم بمثل هذه الاستفتاءات، لأنها بلا ضابط وتتم من دون شروط الاستفتاءات العلمية، إذ أصبح من حق أي ناقد أو صحافي قول ما يشاء تحت اسم الاستفتاء، في حين أنه بعيد تماماً عن الحقيقة.كيف تقيِّم حال النقد السينمائي في مصر اليوم وهل اختلفت عن الماضي؟عندما بدأنا العمل في السينما كانت ثمة حركة نقدية رائعة، فعلى رغم قلة عدد النقاد آنذاك، إلا أنهم كانوا على قدر كبير من الدراسة والوعي والثقافة السينمائية، ووقفوا بجانب الجيل الجديد وساندوه بقوة، أما اليوم فتراجعت حركة النقد في مصر كثيراً على رغم كثرة عدد النقاد التي نتجت من زيادة أعداد المجلات والصحف بشكل كبير، إلا أن هؤلاء الكتاب والنقاد، ليس لديهم الوعي الكافي بالنقد السينمائي وغالباً ما يكتبون انطباعهم عن الأفلام فحسب ولا يستطيعون التفرقة بين الانطباع الذاتي والنقد القائم على الدراسة والفهم. كيف تنظر الى هذا الكم الكبير من المخرجين الذين يظهرون فجأة من دون أي خطوات تمهيدية ؟أرى أن هذه الحالة صحية إلى حد ما، فأنا مع ظهور مخرجين شباب جدد دائماً لأن ذلك يصب في صالح السينما المصرية التي تتجدد دماؤها بهم وتعطيهم الفرصة لإظهار موهبتهم، ثم يتم الفرز بعد ذلك. وهل أعجبك أحد من هؤلاء المخرجين الشباب؟يعجبني أحمد نادر جلال وأرى أنه موهوب ومتميز.