الإعلامي طارق سويد: البرامج التلفزيونيّة حلقات كذب وتجريح بالضيوف

نشر في 24-06-2010 | 00:00
آخر تحديث 24-06-2010 | 00:00
تميّز بأدواره المركّبة على رغم أنه لم يؤدِّ دوراً بطولياً. نجح في تقديم برنامج «لألأة» فتعرّف الجمهور اللبناني والعربي إلى شخصيته المرحة والعفوية. جرّب الكتابة الكوميدية ونجح في عمله الأول «مثل الكذب» وفي باله الكتابة المسرحية أيضاً.

ممثل، كاتب، مقدّم برامج، معدّ ومنفذ إنتاج، صفات تجتمع بشخص طارق سويد. عن أعماله ومشاريعه كان اللقاء التالي معه.

ما جديدك الذي تعمل عليه راهناً؟

أنهينا تصوير «مثل الكذب» الذي يتناول خيانة امرأة لزوجها مع شقيقه، وهو من إنتاج «فور برودكشن». حظي المسلسل بترحيب محطات عدة الا أننا لم نقرر بعد على أي شاشة سنعرضه. يشارك فيه: طلال الجردي، ماغي بو غصن، إليسار حموش، وجيه صقر، نيكولا معوض، جويل حمصي، مي سحاب، رنده كعدي، نعمة عساف وعلي سعد...

كذلك، أصوّر مع المنتج إيلي سمير معلوف عملاً دراميًا، على رغم أنني سأُنتقد على دوري فيه لأنه ليس بطوليًا، إلا أنني أعتبره بمثابة التعاون الأول الذي يؤسس لتعاون مستقبلي مع معلوف، فأنا ارتحت كثيرًا إلى أسلوب عمله وكيفية تعاطيه مع الممثلين.

على صعيد التلفزيون، أستمر في برنامج «لألأة « لغاية رمضان، ومع بداية الشهر الفضيل سأتولى إعداد برنامج «أحلى جَمعا»، على شاشة الـ «أو تي في» اللبنانية، وهو فكرتي وتقديم وسام صباغ. أخيراً، أكتب مسلسل «ناي» الذي يتناول قصة حقيقية وواقعية.

ما سبب تركيزك على الواقعية؟

لأن أعمالنا الدرامية بعيدة عن الواقعية للأسف فيما مجتمعنا زاخر بمواضيع يجب معالجتها بهدف إيجاد الحلول لها.

أنت ممثل وكاتب، هل تتكامل الصفتان لديك؟

لا، إنما يتمتع الممثل بقدرة أكبر على تفعيل خياله وتفكيره في كتابة الدراما، لأنه يتفاعل أكثر مع الأمور ويشعر بها، بالإضافة إلى أننا تعلّمنا في دراستنا الجامعية كيفية تركيب السيناريو.

كيف بدأت الكتابة؟

صدفة. عندما أنهينا تصوير مسلسل «الطاغية»، فكّرت مع الممثل طلال الجردي في تحضير عمل خاص بنا، فاستوحيت فكرة «نفرح منك» من واقع طلال، فهو شاب وحيد بين ثلاث فتيات يعملن على تزويجه بالقوة. انطلقت من هذه القصة التي تضحكني كثيرًا وأضفت إليها أموراً، هكذا اكتشفت موهبة الكتابة لدي.

هل شجّعك النجاح الذي حققته على الاستمرار؟

طبعًا. فلو لم تقبل شركات إنتاج عدّة بهذا السيناريو، لما اندفعت إلى تكرار التجربة.

هل من معيار معيّن تعتمده في الكتابة؟

أكتب الأدوار المركبة التي لم يفسح في المجال أمامي لأدائها. أكتب راهناً، دورًا أرغب في طرحه على الممثلة ورد الخال.

كيف تقيّم الكتابة الدرامية في لبنان؟

أنظر إلى الأمور بإيجابية ولا أحبّذ الانتقاد، لكن لا يمنعني هذا الأمر من إبداء ملاحظة واقعية وهي أن البعض يكتب بعقلية التجار ويقدّم أكثر من عمل سنوياً، لذلك يختلف مستوى عمله من مسلسل إلى آخر.

كيف تطوّر نفسك ككاتب؟

أقرأ كثيرًا وأجري الأبحاث. كذلك، أنتقد نفسي بشدة بعد عرض أعمالي في التلفزيون لتحسين نوعيتها وتطويرها.

ما الشخصيات التي تستهويك الكتابة عنها؟

الشخصيات التي تعاني عقدًا نفسية.

ماذا عن الكتابة المسرحية؟

بدأت تحضير عمل مسرحي بإصرار من طلال الجردي لكني لا أجد الوقت الكافي لإتمامه.

توجّهت إلى الدراما بعد كتابة الكوميديا، لماذا؟

أنا كوميدي بطبعي، إنما لفت كثر نظري إلى أنني أستطيع النجاح في الدراما أيضًا، من هؤلاء المخرجة جنان منضور، فقررت تجربة هذا النوع من الكتابة، بالإضافة إلى ذلك لمس الممثلون الذين يشاركونني العمل الدرامي أنني أفضل في الكوميديا السوداء على رغم أنهم راضون عن أعمالي الكوميدية.

كيف تنظر الى الدراما اللبنانية؟

جيدة. ألحظ تقدمًا على صعيد الإخراج خصوصًا مع فيليب أسمر الذي أعطى منحى معينًا للصورة، ومع وليد فخر الدين الذي وافق على إخراج «مثل الكذب» على رغم أنه من الصعب أن يقبل أي نص يُعرض عليه.

إذا خُيّرت بين الكتابة والتمثيل وتقديم البرامج، أيها تختار؟

كلها سواسية بالنسبة اليّ، ولا أستطيع الاختيار بينها لأنني أحبها.

وكيف تنسّق بينها؟

أعتمد مبدأ أن دورًا جيّدًا في مسلسل واحد خلال عام يكفي.

هل تغيرت النظرة إليك كممثل عندما بدأت الكتابة؟

عندما يبدأ الممثل الكتابة، يختفي اسمه من قاموس الكتّاب الآخرين وكأنه لم يعد ممثلاً. بالنسبة إلي، لا مشكلة لدي في التمثيل عبر نصوص الآخرين ولا أعقّد الأمور في هذا السياق.

بين كتابة الدراما والكوميديا وبين أدائها، أي من الإثنين أصعب؟

أداء الدراما أصعب من كتابتها. قد أؤدي دورًا لا يتناسب مع النوع الذي أحبّ، أما عندما أكتب أتعامل مع النوع الذي أحبه وأرتاح إليه.

ما الذي يميز نصّك؟

أسعى إلى أن يكون قريبًا من الكلمات المحكيّة في حياتنا اليومية، لذا طلبت من الممثلين الذي يشاركون معي في «مثل الكذب» أن يحذفوا من النص الكلمات التي لا يستخدمونها في حياتهم اليومية.

اخترت الممثلة ماغي بو غصن لأداء بطولة عمل درامي مع أنها مطبوعة بالدور الكوميدي الذي أدّته أخيرًا في «ماتر ندى»، لماذا؟

تؤدي ماغي دورًا مركبًا وصعبًا، وأظنّ أنها إذا نجحت فيه فسيكون دور حياتها وفق ما تعتبر هي.

هل أنت راضٍ عن أداء الممثلين؟

بالطبع، فأنا اخترتهم بنفسي بناء على إعجابي بأدائهم.

معروف أن المنتج هو الذي يختار الممثلين، كيف استطعت فرض ممثّليك؟

أتفهّم سعي المنتجين إلى بيع أعمالهم، وأنا احترمهم وأتواصل معهم ولا مشكلة لدي في ذلك، لكن ثمة من يثق برأيي خصوصًا أنني أكتب الأدوار وبالتالي أعرف أكثر من غيري الشخصيات المناسبة لها.

هل تفصّل الدور على شخصية ممثل معين؟

عندما أكتب أرى الممثل المناسب لكل شخصية، ولا أعتمد على الجميلات لإنجاح العمل، كما هو رائج اليوم.

هل تحضّر دورًا بطوليًا لنفسك؟

فكّرت في ذلك، إلا أنني أنتظر إثبات تجربتي ككاتب أكثر، ثم لا أريد استغلال موهبتي لتقديم نفسي في دور بطولي.

هل أنت راضٍ عن الأدوار التي أدّيتها؟

لا أعتبر أنني نلت حقي كممثل ولم تتوافر أمامي فرص كثيرة، على رغم أنني أمثل الكوميديا والدراما في المستوى نفسه.

إلام تعزو ذلك؟

ربما لأنني كنت منتج منفّذ مسلسلات الكاتب مروان نجار وبالتالي اعتبروا أنني محسوب عليه.

لننتقل إلى برنامج «لألأة»، كيف تقنع ضيوفك بالمشاركة فيه؟

أواجه صعوبة كبيرة في ذلك بسبب إسم البرنامج، لكن لا أريد تغييره، علمًا أنني لا أجرّح بالضيوف ولا أستغل الأخبار والإشاعات لإنجاح الحلقة.

هل رفض ضيوف معينون المشاركة فيه؟

نعم، رفض كثر مع أنهم يتابعونه ويبدون إعجابهم به.

كيف بدأت فكرته؟

لدى متابعتي البرامج التلفزيونية سواء السياسية أو الفنية وجدت أنها عبارة عن حلقات كذب وتجريح بالضيوف وثرثرة تحت عنوان لامع ظاهره المدح بالضيف فيما هو في الحقيقة قائم على الأذى والتجريح.

هل تعتبر أن تقديم البرامج تجربة أم مهنة؟

بدأ كتجربة عندما اقترح علي المخرج شادي حنا تولّي كتابة «لألأة» بعدما اكتشف روح الفكاهة لدي أثناء إعداد برنامج «نتالو» مع نتالي نعوم وبرامج أخرى.

كيف تقيّم هذه التجربة؟

ناجحة وأثبت قدرتي على تقديم هذا النوع من البرامج الكوميدية.

تبدو في البرنامج كأنك جالس في منزلك وليس في استوديو التصوير وتصدر عنك ردات فعل عفوية طالما انتُقدت عليها، ما ردّك؟

لا أعتبر ذلك انتقاداً بل إطراء لأن هذا هو المقصود من البرنامج، وقد تقبّل الجمهور هذه الفكرة وأحبّها.

ألم تخشَ أن تؤثر صورتك كمقدّم برامج على صورتك كممثل؟

ما يهمّني صراحة، قبل كل شيء، أن أكون راضيًا ومرتاحًا في العمل الذي أقدمه. راهناً، أشعر بأنني مدمن على هذا البرنامج.

هل حقق لك مزيداً من الشهرة والانتشار؟

بالطبع وعرّف الجمهور إلي أكثر. مهما مثلت سيبقى اسمي الممثل المحبوب أو الشاطر أو ممثل مروان نجار. للأسف، إذا لم يؤدِّ الممثل الدور الأساس والبطولي في العمل لن يصبح معروفًاً في لبنان مهما كان دوره ناجحًا أو مركبًا.

يسعى مقدم البرنامج عادة إلى كشف الأسرار وعرض الأخبار الساخنة في برنامجه لجذب المشاهدين، علام تستند أنت؟

على تعريف الجمهور إلى نواحٍ غامضة في الضيف متعلقة بماضيه وحياته الخاصة وطفولته، مثل تدخينه السيجارة الأولى، اللعبة المفضّلة، القصاص الاول... أحبّ الجمهور هذه الفكرة وأكبر دليل على ذلك أن حلقة الفنانة رويدا عطية سجلت أكبر نسبة من المشاهدين نظراً إلى روحها المرحة وشخصيتها التي فاجأت المشاهدين.

وفق أي معيار تختار ضيوفك؟

العفوية، لأن المتصنّع يفشل في جذب الجمهور، وأن يتماشى الضيف بمرح مع الأسئلة.

أي حلقات اعتبرتها الأنجح؟

الحلقات التي استضفت فيها ألين خلف، رويدا عطية، ليليان نمري، باميلا الكيك وطلال الجردي.

وماذا عن السياسيين؟

سأبدأ قريبًا باستقبالهم. أشكر وزير الأشغال العامة في لبنان غازي العريضي الذي كان السياسي الأول الذي شارك في البرنامج.

هل يؤمن لك تعاونك مع محطات تلفزيونية عدة مزيداً من الانتشار؟

لا، لأن الجمهور اللبناني يقاطع المحطة التي لا تتلاءم مع توجّهه السياسي بالتالي لا يتابع الأعمال الدرامية فيها.

هل لديك أي تواصل فني على الصعيد العربي؟

تلقيت اتصالات من دول عربية منذ بدأت تقديم «لألأة»، من بينها سورية، بالإضافة إلى عروض من شاشات لبنانية.

هل ستقبل أي عرض من هذه العروض؟

سأقبل التمثيل على الصعيد العربي. بالنسبة الى تقديم البرامج، لن أترك الـ{أو تي في» التي منحتني هذه الفرصة، وسأكون وفيًا لدعمها وللمعاملة الجيدة من إدارتها التي لم تسألني يومًا عن انتمائي السياسي.

back to top