رمضان والحرّ... يُنعشان سوق المولدات في غزة

نشر في 11-09-2009 | 00:00
آخر تحديث 11-09-2009 | 00:00
في شارع «الثلاثيني»، أحد الشوارع العتيقة في مدينة غزة، يجلس أبو عدّي، وهو في نهاية الثلاثينيات من عمره، في محل صغير متوسطا العشرات من مولدات الكهرباء المعطلة، وعلى جانبية صور معلقة لزعيمي أكبر فصيلين متناحرين على السلطة في فلسطين.

وازداد طلب الغزيين على مولدات الكهرباء، بعد أن ضربت اسرائيل محطة الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة في الثامن والعشرين من يونيو عام 2006، وفشل الأخيرة في تأمين احتياجات مدن القطاع من كهرباء على مدار الساعة.

ويحاول أبو عدّي صاحب اللحية الكثيفة، جاهدا إرضاء زبائنه الذين يتهافتون على محله لتصليح مولداتهم الكهربائية، تجنبا للظلام في منازلهم ساعة الإفطار، وانعدام التهوية بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء في قطاع غزة.

إفطار مُغمَّس بالعتمة

ويمازح الفني المختص بتصليح المحولات، الذي يرتدي بنطالا وقميصا تفوح منهما رائحة الوقود، زبائنه لكسب المزيد من الوقت في تصليح مولداتهم، خصوصا ان مواطنين كثرا ينتظرون اصلاح الأعطاب في مصدر انارتهم الذي يعتمدون عليه خلال تحضير وجبة الإفطار في شهر الصوم.

وانتعشت تجارة مولدات الكهرباء في موسم الحر الشديد وشهر الصوم، اذ يلفت انتباه المارة انتشارها في محال الأجهزة الكهربائية، وعلى الطرقات الرئيسية في محافظات القطاع الخمس.

ورغم أن الغزيين يقرون أن تلك المولدات المهربة رديئة الصنع، فإنهم يواصلون البحث عن افضل أنواعها في الأسواق. ويقول غسان الهمص لـ«الجريدة»: « اغلبية المولدات المتوافرة في السوق صينية الصنع وهي رديئة، ودائمة الأعطال، لكن ليس هناك مفر. نريد أن نحصل على انارة وبعض التهوية في المنازل».

مولدات وحشيش

ويحمّل الفلسطينيون في الجيب الساحلي المحاصر الذي يدير شؤونه الإسلاميون، إسرائيل وسلطة الطاقة في غزة معا، مسؤولية تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن مناطقهم، وتعامل الأخيرة بمزاجية مع المناطق في توزيع الكهرباء.

وصادرت السلطات المصرية، الأسبوع المنصرم، شحنة كبيرة من مولدات الكهرباء المعدة للتهريب عبر الأنفاق اسفل الشريط الحدودي، وزادت من جهود مكافحتها للتهريب، مما رفع اسعار البضائع المهربة في الأسواق بناء على قاعدة «الطلب والعرض».

ويقول أبوكرم (في العقد الرابع من عمره)، الذي يتاجر بالبضائع المهربة في مدينة الأنفاق الحدودية لـ«الجريدة»: «استلمت شحنة من مولدات الكهرباء الأسبوع الماضي عبر الأنفاق، لكن اكثر من نصفها وصلني مدمرا»، وأضاف: «احاول أن أعوض خسارتي برفع اسعار ما تبقى منها صالحا».

ويلقى بعض عمال الأنفاق حتفهم تحت الأرض من حين لآخر، ما دفع الشارع الغزي وفصائله السياسية إلى التعبير عن سخطه واستيائه ازاء تكرار حلقات الموت وارتفاع اعداد قتلى الخنادق الرملية.

back to top