استجواب الحماد

نشر في 19-06-2009
آخر تحديث 19-06-2009 | 00:00
 أ. د. فيصل الشريفي أتوقع أن تصمد الحكومة في الاستجواب المقدم إلى وزير الداخلية لافتراضنا أنها استوعبت الدرس! المهم أن نؤمن بالدستور ونثق به، وألا نجعل من الاستجواب معول هدم، وليكن أداة للرقابة مهما بلغ مداه و«التكرار يعلم الشطار».

الحكومة تتضامن مع وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، وتبقى خياراتها مفتوحة، وفي المقابل يحشد البراك «الشعبي» وغير «الشعبي» لاستجواب جس النبض وإثبات قدرة ردة الفعل، خصوصا بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي ربحت فيها الحكومة بكل المقاييس، فهي ضربت كل العصافير (كتلا وتيارات) بحجر واحد.

هذا المشهد السياسي للاستجواب القادم يتيح للمتابع من النواب رؤية الأحداث، ومحاور الاستجواب الثلاثة بألوانها البيضاء والسوداء دون مؤثرات رقمية تمكن المتابع من رؤية الاستجواب بالنظام الثلاثي الأبعاد.

ولشرح مبسط فإن المادة التي احتواها الاستجواب لا يمكن أن يركن إليها لا النائب البراك ولا الوزير الشيخ جابر الخالد لأنها مطاطة بشكل يثير كل من يريد أن يقف مع الاستجواب أو ضده، ولذلك لن تنفرط السبحة إلا في لحظاتها الأخيرة.

هذا الاستجواب تكمن صعوبته بسهولة قراءته، فالنائب مسلم معروف بقدرته على الهجوم والقصف والتركيز على بعض الجمل التي تخرج عفوية، والتي تنتهي بلزمة تطرب الأسماع، والشيخ جابر الخالد وزير كسب ودّ الكثيرين من المؤيدين ربما لأنه حاول واجتهد رغم طوفان المدّ من معارضيه ولأسباب أخرى شتى.

أنا شخصيا أتوقع أكثر من استجواب في المرحلة القادمة، وأتوقع أيضا أن تصمد الحكومة لافتراضنا أنها استوعبت الدرس! المهم أن نؤمن بالدستور ونثق به، وألا نجعل من الاستجواب معول هدم، وليكن أداة للرقابة مهما بلغ مداه و«التكرار يعلم الشطار».

أخيرا: استجواب السيد راشد الحماد قد يدخل على الخط دون سابق إنذار، وكأن الحماد وزيرٌ للعدل منذ التحرير، هذا الاستجواب إن قدم فلن نجد له مبرراً مطاطياً ولا غير مطاطي، لأنك يا أيها المستجوب أو من رسمت له، وكنت صاحب القرار والآمر الناهي، فأنت الوزير السابق، فإن كانت التركة ثقيلة فهي ثقيلة منك، وإن كانت خفيفة فهي خفيفة بك.

ودمتم سالمين.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top