الجريدة• تسأل أهل الاختصاص: أين يستثمر المساهم الصغير أمواله؟

نشر في 08-08-2010 | 00:01
آخر تحديث 08-08-2010 | 00:01
أكدوا أن «العقار» أفضل أداة استثمارية و«البنوك» أقل خطورة و«السندات الحكومية» آمنة
صغار المستثمرين هم الشريحة الأكبر الموجودة في المجتمع، وهم يتساءلون أين نستثمر أموالنا في هذه «المعمعة» الاقتصادية؟ ومن هذا المنظور سألت «الجريدة» شخصيات في مختلف المجالات، وجاءت آراؤهم متشابهة إلى حد كبير، واتفقوا على أن استثمار الأموال في الوقت الحالي فيه خطورة عالية خصوصاً في البورصة، لعدم وجود سياسة وملامح واضحتين لدعم السوق. واتفق أغلب المختصين في جميع المجالات على أن أفضل استثمار في الوقت الحالي أو في المستقبل يكون في العقار، وهو من الأدوات الاستثمارية قليلة الخطورة، مضيفين أن قطاع البنوك يعتبر من القطاعات الرائدة، وهو من أفضل القطاعات وأقلها خطورة.

وقال المحلل الاقتصادي علي النمش إن استثمار الأموال في الشركات التي تعتمد على نشاطها التشغيلي يعد من أقل الاستثمارات خطورة، لاعتماد الشركة على إيراداتها من نشاطها التشغيلي، ولا تعتمد على المضاربة مثل بعض الشركات.

بينما رأى مستشار مجلس الإدارة في شركة أرزاق كابيتال القابضة صلاح السلطان أن الاستثمار في الوقت الحالي سيواجه مخاطر عالية، وليس أمام المستثمر الصغير في الوقت الحالي إلا السندات التي تصدرها الحكومة، والتي من الممكن أن يستثمر أمواله فيها وهو مطمئن.

ويرى مستشار تطوير الأدوات المالية في شركة الشعب الوطنية العقارية محمد الثامر أنه في جميع الأحوال يكون العقار هو أفضل مكان للاستثمار، وهذا إذا كان الشخص قادرا على شراء وحدة عقارية متكاملة، أما إذا لم يكن يملك المبالغ التي تجعله يشتري وحدة عقارية، خصوصا بعد ارتفاع العقار في الكويت بشكل ملحوظ، فعليه أن يتجه الى شراء شقق للتمليك التي من الممكن أن يكون عائدها مناسبا، وأسعارها تتناسب مع أسعار التضخم.

السلطان: يمكن الاستثمار في السندات الحكومية

قال صلاح السلطان مستشار مجلس الإدارة في شركة أرزاق كابيتال القابضة  إنه ليست هناك رؤية واضحة لسوق الكويت للاوراق المالية، وان الوضع الاقتصادي ككل غير مستقر، والاستثمار في الوقت الحالي فيه مخاطر مرتفعة جدا، ومن الممكن ان يحقق خسائر كبيرة جدا.

واضاف السلطان: يجب التريث لحين ظهور نتائج باقي الشركات لمعرفة الشركات الخاسرة والرابحة، مبينا أنه يجب النظر إلى نشاط الشركات، وأنها حققت هذه الارباح من نشاطها التشغيلي لا عن طريق المضاربة او عن طريق نشاط آخر قامت به خارج نطاقها التشغيلي.

واشار السلطان الى ان هناك سندات حكومية تصدرها الدولة سواء في الكويت او في الخليج العربي يمكن لصغار المستثمرين ان يستثمروا اموالهم فيها، وهي من الاستثمارات الآمنة، وليس فيها مخاطر، وعوائدها جيدة تغنيك عن المخاطرة في البورصة.

الحميضي: «البنوك» أفضل القطاعات لاستثمار الأموال

قال صالح الحميضي رئيس مجلس ادارة الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار (كفيك) إنه في الوقت الحالي توجد صعوبات ومخاطر مرتفعة جدا خصوصا في سوق الكويت للأوراق المالية، ولا انصح بالاستثمار في الوقت الحالي، موضحا اذا كانت هناك تحركات حكومية تجاه الاقتصاد ككل فستكون هناك فرص كثيرة يمكن لصغار المستثمرين ان يستثمروا أموالهم فيها.

واضاف ان كل دولة تعتمد على نشاط معين يمكن ان يستثمر فيه الشخص امواله، وهنا في الكويت الكل يعتمد على النفط، مضيفا ان قطاع الخدمات يمكن ان يكون من القطاعات الرائدة، نظرا إلى الخدمات التي يقوم بها، وانه مربوط باقتصاد الدولة نفسها.

واردف الحميضي ان قطاع البنوك في الوقت الحالي او في المستقبل هو افضل القطاعات التي من الممكن ان يضع الشخص امواله فيه، وبالرغم من الأوضاع السائدة فإن "البنوك" يبقى افضل القطاعات الموجودة حاليا، مضيفا ان البنوك تعتبر العجلة الرئيسية للتنمية، وستكون ربحيتها ممتازة جدا خصوصا بعد إقرار خطة التنمية.

الثامر: أنسب القطاعات للمستثمر الصغير هو «العقار»

قال مستشار تطوير الأدوات المالية في شركة الشعب الوطنية العقارية محمد الثامر إنه في الوقت الراهن توجد صعوبة في استثمار الاموال سواء لكبار المساهمين او الصغار، ولا يوجد مكان آمن للاستثمار فيه، لافتا الى ان الودائع في الوقت الحالي عوائدها منخفضة جدا، ومن الممكن ان تكون في السالب في بعض الاحيان.

واضاف الثامر: اذا وضع المستثمر الصغير أمواله في احد البنوك كوديعة فسيجني عوائد بنسبة 1.75 في المئة، مأخوذا منها نسبة 5.5 في المئة وهي التضخم، بالإضافة الى نسبة تقدر بـ2.5 في المئة وهي الزكاة، وسيكون لدينا  في حدود 5.5 في المئة بالسالب.

واردف الثامر اذا كان المستثمر يرى ان الاستثمار خارج نطاق الوديعة يحقق له مخاطر اقل من 5.5 في المئة التي يخسرها في الوديعة حاليا، فعليه ان يتجه الى الاستثمار خارج الودائع، لافتا إلى أنه اذا كانت المخاطر المصاحبة خارج النظام المصرفي أعلى من 5.5 في المئة، فعليه ان يبقي امواله في الودائع.

وافاد الثامر بأنه في جميع الاحوال يكون الاستثمار الافضل في "العقار"، وهو انسب مكان يستثمر الشخص امواله فيه، وهذا اذا كان الشخص قادرا على شراء وحدة عقارية متكاملة، أما اذا لم يكن يملك المبالغ التي تجعله يشتري وحدة عقارية، خصوصا بعد ان ارتفع العقار في الكويت بشكل ملحوظ، فعليه ان يتجه الى شراء شقق للتمليك التي من الممكن ان يكون عائدها مناسبا، وأيضا أسعارها تتناسب مع اسعار التضخم.

واشار الثامر الى ان هناك فرقا بين الاستثمار والمضاربة، والمضارب في حالة خسارة دائما، إلا من رحم ربي، لاعتماده على سعر السهم فقط، ولا يرى نشاط الشركة او حتى مشاريعها المستقبلية، ولاعتماده ايضا على خبراته الشخصية والعلاقات التي لا تمت لعلوم الاستثمار بصلة، أما المستثمر فهو في اغلب الاحيان في حالة الربح لقراءته الكافية عن الشركة وعن مشاريعها المستقبلية.

الخزام: التريث لحين ظهور النتائج المالية للربع الثالث

قال المدير العام في شركة كويت إنفست عبدالله الخزام إنه في الوقت الحالي توجد صعوبات ومخاطر مرتفعة جدا على المستثمرين سواء الكبار او الصغار، وان هناك مخاطر أعلى للمضارب خصوصا ان سوق الكويت للاوراق المالية وضعه غير مستقر، ولا توجد تحركات حكومية واضحة لتعديل اوضاعه.

وافاد الخزام بأن الاستثمار الحقيقي يكون عندما تظهر نتائج الربع الثالث من هذا العام، لنعرف الشركات التي حققت ارباحا ومركزها المالي سليم، وقادرة على الاستمرار، والشركات التي حققت خسائر وغير قادرة على الاستمرار، وهنا يقرر الشخص الدخول لسوق الكويت للاوراق المالية لاستثمار امواله ام لا.

واضاف الخزام ان افضل القطاعات الموجودة حاليا، وفي المستقبل يمكن لصغار المستثمرين ان يضعوا اموالهم فيها، هو قطاع البنوك، لمتانة المركز المالي لأغلب البنوك الموجودة في هذا القطاع، مضيفا ان باقي القطاعات يمكن الاستثمار فيها في الوقت الحالي، لكن توجد بها مخاطر عالية.

النمش: الاستثمار في الشركات التي تعتمد على النشاط التشغيلي

 المحلل الاقتصادي علي النمش قال إن دولة الكويت من الدول التي تكون فيها المجالات محدودة للاستثمار خصوصا لصغار المستثمرين، مضيفا: إن لم تكن لديه تجارة مباشرة فعليه ان يتوجه الى سوق الكويت للأوراق المالية، ولكن يجب عليه ان يأخذ بعين الاعتبار ان هناك مخاطر كبيرة، وان هناك شركات لا تصلح للمساهمة فيها.

واضاف النمش: يجب ان يختار المساهم الصغير الشركات التي عبرت بسلام من الازمة المالية بأقل الخسائر، والتي تعتمد على نشاطها التشغيلي، ويكون وضعها المالي جيدا، ويجب عليه ان يقرأ الميزانية حتى يعرف إن كانت الشركة في وضع سليم ام لا.

واشار النمش الى ان هناك صناديق خلال الازمة المالية بينت أفضليتها، وانها قادرة على تحمل الازمات وعلى ان تعوض الخسائر التي تكبدتها من خلال العوائد التي تحققها في المستقبل، مضيفا ان بعض الصناديق خلال الازمة كان ينخفض بمعدل منخفض عكس البعض الذي كان معدل انخفاضه عاليا.

واردف النمش ان هناك صناديق عقارية كان أداؤها، نوعا ما، جيدا، واستطاعت ان تحافظ على أصولها ورأسمالها، لافتا إلى انه في قطاع الصناعة توجد بعض الشركات التي من الممكن ان يستثمر الشخص امواله فيها، لوجود خطة للتنمية ستخدم بعض الشركات الموجودة في هذا القطاع، وأيضا قطاع البنوك الذي سيسترد جزءا كبيرا من المخصصات التي ستساهم في رفع قيمة السهم في المستقبل.

الطبطبائي: الاستثمار في الشركات ذات القيمة المنخفضة

يرى ياسين الطبطبائي ان من الممكن لصغار المستثمرين ان يستثمروا اموالهم في الشركات الجيدة ذات القيمة السوقية المنخفضة، التي اعلنت ارباحا، ووضعها المالي جيد وذات ملاءة مالية مرتفعة، والتي ليس لديها مشاكل خصوصا مع البنوك، والتي اعادت هيكلة ديونها.

واردف الطبطبائي: ليس كل الشركات المنخفضة القيمة سيئة، فهناك شركات قيمتها الاسمية منخفضة ووضعها المالي جيد، والعكس صحيح، مضيفا أنه يجب على المستثمر الصغير ان يستغل هذه الشركات التي من الممكن ان يحقق منها ارباحا تصل الى 100 في المئة.

ولفت الطبطبائي إلى ان هناك خطة لتنمية البلد، وهذه الخطة ستنهض بالاقتصاد ككل، ومن ضمنها هذه الشركات التي سترتفع قيمتها الاسمية، وبالتالي سيجني صغار المساهمين الأرباح من الشركات التي ساهموا فيها، مشددا على أنه يجب على المستثمر الصغير ان يرى الشركات الجيدة ذات الملاءة المالية المرتفعة.

الطواري: الاكتتابات الحكومية قليلة الخطورة

عصام الطواري نائب رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي في شركة رساميل للهيكلة المالية، يرى أن دخول بعض المستثمرين في استثمارات لا يفقهون فيها فيه خطورة يجب ان يبتعد عنها الجميع، ويجب الاستثمار في أدوات قليلة المخاطرة حتى لو كان العائد منخفضا كوديعة في احد البنوك، او الاستثمار في الاكتتابات العامة التي تقوم بها الحكومة ذات الكمية القليلة والعائد ايضا.

وقال الطواري إن الاستثمار في صناديق استثمارية معينة ذات خطورة منخفضة هو من الاستثمارات الناجحة التي من الممكن ان يدخلها صغار المستثمرين، بشرط ان يعرفوا الصناديق الجيدة التي استطاعت ان تخرج من الازمة بأقل الخسائر، والقادرة على الاستمرار وتخطي الازمات وتحقيق الارباح.

واشار الطواري الى ان هناك أشخاصا يدخلون سوق الكويت للاوراق المالية ويقومون بعمليات مضاربة غير مقننة، وبالتالي تكون هناك خسائر كبيرة، مضيفا: يجب على المستثمر الصغير ان يكون أكثر حذرا من غيره، لأن الشركات او المستثمرين الكبار تكون لديهم شخصيات ومحللون ومستشارون يقدمون لهم المعلومات الكافية عن الشركة التي يريدون المساهمة فيها.

الدليجان: شراء الأراضي البعيدة نسبياً

عن العاصمة

يرى سليمان الدليجان مدير عام مكتب دليجان العقاري أن هناك خيارين للمستثمر الصغير إما ان يحتفظ بأمواله كنقود سائلة في البنوك او يقوم بشراء أراض في المناطق البعيدة نسبيا عن العاصمة، لما فيها من أراض رخيصة من الممكن ان يقوم بشراء إحداها، وينتظر لحين ارتفاع أسعارها ومن ثم بيعها وجني الارباح من جراء هذا البيع.

وقال الدليجان: كانت هناك بدائل سابقة موجودة حين كان سوق الكويت للاوراق المالية في نشاطه، فكان من الممكن ان يشتري البعض من الأسهم وحين ترتفع يقوم ببيعها ويأخذ الارباح، أما الآن فسوق الكويت للاوراق المالية في حالة شبه ركود وغير قادر على النهوض، وهذا في حد ذاته يجعل المستثمرين يبتعدون عنه.

واردف الدليجان ان العقار معرض للهبوط بسبب الازمة المالية العالمية، وهذا الشيء متوقع، لافتا إلى ان العقار او الأراضي البعيدة نسبيا، كما ذكرت سلفا، لا يرتفعان بسهولة، ولكنهما يبقيان اقل خطورة من غيرهما من الاستثمارات وعوائدهما اكبر بكثير من ودائع البنوك، مستشهدا بالمثل الذي يقول إن "العقار يمرض ولا يموت".

الفرج: شراء الشقق وتأجيرها

دعا عماد الفرج المستشار العقاري في شركة الدار للاستشارات العقارية صغار المستثمرين الى استثمار أموالهم في شراء الشقق وتأجيرها، لافتا الى ان العالم يتجه في الوقت الحالي الى السكن في الأماكن المرتفعة، وان عوائد الايجار تكون جيدة ولا مخاطر تذكر ولا مجازفة في هذا الموضوع.

واضاف الفرج ان تشدد البنوك في منح القروض للمواطنين خصوصا لصغار المستثمرين جعلهم يتجهون إلى شراء الشقق الصغيرة وتأجيرها، ولا يستطيعون ان يستثمروا أموالهم اكبر من شراء شقة، موضحا ان المساهمة في البورصة في الوقت الراهن فيها مخاطر عالية جدا، بسبب عدم وجود تحركات حكومية واضحة تجاه البورصة.

واردف الفرج ان عوائد الودائع منخفضة جدا ولا تذكر، مضيفا ان المضاربة في البورصة خسائرها اكبر من أرباحها، وان هناك مخاطر كما ذكرت سلفا، ولا يوجد مكان آمن للاستثمار إلا في "العقار"، لقلة الخطورة وعوائده مناسبة.

الكاظمي: أفضل استثمار في الوقت الحالي هو شراء الأراضي

يرى حسن الكاظمي رئيس مجلس ادارة شركة أمتار العقارية أن أفضل استثمار في الوقت الحالي هو العقار، فإذا استطاع المستثمر الصغير أن يشتري عقارا في احدى الدول الخليجية، خصوصا في الفترة الحالية وذلك لأن أسعار العقار منخفضة جدا، فسيكون في المنطقة الآمنة.

وأضاف أن أسعار العقار في سلطنة عمان ودولة الإمارات في الوقت الراهن مناسبة جدا للاستثمار فيها، خصوصا لصغار المستثمرين، مضيفا أنه قبل الأزمة المالية كانت أسعار الأراضي تصل إلى 5000 دينار، أما الآن فهي تقدر بـ1500 دينار.

وقال الكاظمي: هذا على المستوى الخليجي أما على مستوى الكويت فالفرص منخفضة جدا، خصوصا أن أسعار العقار في الكويت مرتفعة نسبيا عن دول الخليج، مضيفا أن من الممكن أن يستثمر الشخص أمواله في قطاع البنوك لأنه اقل القطاعات خطورة.

وأردف ان القطاع الذي يقل خطورة عن قطاع البنوك هو قطاع الصناعة، خصوصا بعد إقرار خطة التنمية، مضيفا أن هذا القطاع سيجني أرباحا بسبب تحركه مع الخطة التي أعدتها الحكومة.

back to top