عنصري... وطائفي... وأفتخر!

نشر في 15-02-2010 | 00:01
آخر تحديث 15-02-2010 | 00:01
 محمد راشد بما أننا في دول الخليج، وتحديداً في الكويت، نعشق التقليد في كل أمور حياتنا حتى الثمالة، فليس بالأمر المستغرب أن نستورد ثقافات غريبة ومصطلحات دخيلة لم يكن لها أي أثر حتى لسنوات قليلة مضت، ما يؤكد أن قلوبنا وصدورنا مفتوحة لاستقبال المزيد من هذه الابتكارات السيئة، وإن كانت لا تصب في مصلحة مجتمعنا المسالم، وهذا مكمن الخوف من تفاقم حدة المشكلات التي سئم الجميع منها.

في الآونة الأخيرة ظهرت على الساحة بعض الشعارات التي تنضح بالعنصرية بشكل علني، ليس على مستوى الكويت فحسب، بل تضخم مداها ليصل إلى أشقائنا في دول الخليج، على الرغم من جهلنا بمصدرها الرئيس الذي ساهم في رفع درجة غليان الشعوب إلى أعلى معدلاتها، ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر عبارة كويتي وأفتخر، أو سعودي وأفتخر، أو إماراتي وأفتخر... إلخ، ونحن هنا لا نعترض على أحقية كل فرد بالفخر والاعتزاز في الانتماء إلى أرضه ووطنه الذي لن يفيه حقه من خلال شعارات كلامية، فهذا حق مشروع لكل شخص يعشق الأرض التي ولد وعاش عليها والتي لها من الفضل عليه وعلى غيره الكثير، لكن ما يثير الرعب- إن جاز التعبير- هو أن تلك الشعارات المستحدثة ربما تكون مقدمة لما هو أسوأ، خصوصاً أن شعوبنا الخليجية والعربية بشكل عام تمتلك من القابلية الشيء الكثير لاحتضان شعارات عنصرية وطائفية أكثر تشدداً، والأمثلة لا تعد ولا تحصى في هذا الجانب، ولعل المتابع للمواقع الإلكترونية والمنتديات، حتى التعليقات على مقالات الكتاب في الصحف اليومية، يدرك تماماً خطورة تفاقم هذه القضية عبر تنوع واختلاف الشعارات، لاسيما أنها بدأت تأخذ منحى آخر أشد خطورة، ليبرهن أن البعض على استعداد فوري وغير مشروط لقطع أشكال التواصل والتراحم والاتصال كافة، وإن لزم الأمر "سحب السفراء" أيضاً مع فئات وأطراف أخرى متعايشة معه في المجتمع منذ عقود، دفاعاً عن شعاراته، بعد ما وصل الأمر إلى حدود ضيقة جداً من خلال ألقاب تكشف مدى التشدد والتطرف وإلغاء الآخر الذي تعانيه فئة ليست بالقليلة، فبتنا نشاهد أسماء مستعارة مثل شيعي وأفتخر، سُني وأفتخر، بدوي وأفتخر، حضري وأفتخر، وكأنهم بذلك يحرِّمون على أي طرف "منافس" الفخر بنفسه أسوة بهم لأنها باتت "حصرية" وماركة مسجلة بأسمائهم، وهنا لب المشكلة، خصوصاً مع إصرار العقلاء من أطياف المجتمع المختلفة على الجلوس في مقاعد الجمهور ومشاهدة ما يدور عن بعد، بالإضافة إلى صمت غير مبرر من جمعيات النفع العام التي كان لها دور بارز في كثير من القضايا، فمتى سيتدخل هؤلاء لإغلاق ملفات فُتحت ولم يُحدّد موعد لرميها بما تحويه من ضغينة وكراهية في أقرب حاوية؟!

قرار نهائي:

قررت ألّا ألتفت إلى هذه الشعارات أو أعيرها أي اهتمام، لأن ظاهرها حسن، لكنها في الحقيقة وبكل أسى مغلفة برداء عنصري وطائفي كريه لا يزيدنا إلا تمزقاً وفرقةً، و"إحنا مو ناقصين"!

back to top