خذ وخل: نخلة مجموعة الـ26

نشر في 28-10-2009
آخر تحديث 28-10-2009 | 00:01
 سليمان الفهد الحق أني أشبّه المجموعة بالنخلة المثمرة التي يرميها الناس بالحجارة فتؤتي أكلها في التو والحين رطبا يتساقط جنياً، ولست بصدد مسح الجوخ للمجموعة، لأنهم ليسوا بحاجة إلى ذلك لا سمح الله، حسبهم أن صاحب السمو الأمير حفظه الله راق له وجهة نظرهم، ووجد فيها ما يستحق لقاء ثانيا يشي بأهمية ما طرحوه من أفكار ومقترحات.

• قال الصديق «يوسف الجاسم» الناطق بلسان مجموعة الـ26 التي أقامت الدنيا الكويتية ولم تقعدها: «هاتوا لي مصحفاً لأحلف عليه ثلاثاً بأن المجموعة ليس وراءها الحكومة ولا غيرها»، ومع أني لا أعتبر العلاقة السوية الندية بالحكومة الرشيدة سُبة ووصمة عار حريّ بالمرء أن ينكرها ويتبرأ منها، إلا أن «أبا خالد» لم يكن بحاجة إلى أن يحلف للمعارضين للمجموعة بأغلظ الأيمان للتدليل على براءة الثلة النخبوية من المواطنين إياهم، من أي علاقة تثير الريبة والشك، ذلك أن الرأي الآخر الذي تزأر به «المعارضة» هو الوجه الآخر للحكم والحكومة، كما أشرنا إلى ذلك مرارا وتكرارا، وأحسب صاحبنا يعرف بلا شك مقولة «بسمارك» القائلة بأن «الحمقى وحدهم يحتقرون تجارب غيرهم» ويشككون بها، وينعتونها بما ليس فيها، ولا أعمم هذه المقولة بشأن كل المعترضين على مبادرة المجموعة، فثمة ردود فعل رصينة تستأهل الحوار لكونها تردف المبادرة وتسندها وتثريها متأسية بقول الشاعر:

تُهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت

فإن تولت فبالأشرار تنقاد

ولعلنا- نحن الجيل المخضرم- نتذكر بأن بيت الشعر الآنف الذكر كان يستشهد به الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، وطيب ثراه، حين يخاطب الشعب، دلالة على حكمته وقناعته بالمشورة، وإيمانه المجبول بالرأي الآخر، لأن «الحكمة ضالة المؤمن» كما يقال. والحق أني أشبّه المجموعة بالنخلة المثمرة التي يرميها الناس بالحجارة فتؤتي أكلها في التو والحين رطبا يتساقط جنياً، ولست بصدد مسح الجوخ للمجموعة، لأنهم ليسوا بحاجة إلى ذلك لا سمح الله، حسبهم أن صاحب السمو الأمير حفظه الله راق له وجهة نظرهم، ووجد فيها ما يستحق لقاء ثانيا يشي بأهمية ما طرحوه من أفكار ومقترحات تتمحور حول حماية المال العام، والرغبة في محاربة الفساد والمفسدين، من هنا أقول لأخي «أبي خالد» الناطق الحصري باسم المجموعة المجتهدة لمصلحة البلاد والعباد «لا تصدق الرجل بالقسم، بل تصدق القسم بالرجل» كما قال «أسخوليس» وأحسبني لا أذيع سراً بأن الذي أثار المعارضين هو أن المؤيدين لمبادرتهم أكثر من الذين اعترضوا عليها!

ولا بأس على مجموعة «الـ26» من كل ردود الفعل السلبية التي حاولت تحجيم وتشويه مبادرتهم الوطنية، لأنهم موقنون بأن:

«ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم»

كما قال عمنا «أبو الطيب المتنبي». زد على ذلك في السياق نفسه مقولة «فيكتورهوجو»: «لئن ضررت من جراء جهري بالحق، خير من أن يضر الحق من جراء إحجامي عن الجهر به»، ولا أعرف ما إذا كان أخونا «بوخالد» مازال- بعد هذه «الموعظة» العصماء- مصراً على الحلف بالمصحف؟ ثم تعال هنا... ما معنى هاتوا لي مصحفاً؟ أما بحوزتك نسخة من القرآن الكريم؟! ويحك يا أخا النفط، بالإذن من قاموس المسلسلات التاريخية العربية!

back to top