في المرمى: تجمعهم غير حيادي

نشر في 30-06-2010
آخر تحديث 30-06-2010 | 00:01
 عبدالكريم الشمالي سألني أحد الأصدقاء قبل يومين عندما تلقى رسالة على هاتفه النقال تدعو إلى التجمع الذي عُقِد مساء أمس الأول في ساحة الإرادة كافتتاح لحملة تحت شعار "لا لإيقاف النشاط الرياضي" وما إذا كنتُ أعرف مَن الذي وراء تنظيمه؟ فكانت إجابتي له بالنفي، لأنني لم أرد أن أكلف نفسي العناء في تلك الليلة لمعرفته، وقلت له: "يا خبر بفلوس بكرة ببلاش" ولم يمر الصباح حتى وصلني تصريح عبر البريد الإلكتروني من أحد الصحافيين المتخصصين في تصريحات مبنى اتحاد غرب آسيا وكل مَن له علاقة برئيسه "زعيم التكتل المنحل بقرار من الحكومة" وحينها عرفت أن من دعا إلى هذا التجمع مجموعة أطلقت على نفسها "رابطة تشجيع المنتخبات الوطنية" وحسب التصريح المرسل كان رئيسها يقول إن هذا التجمع حيادي ولا يؤيد أي طرف من أطراف الأزمة الرياضية، وهو يمثل الشارع الرياضي فقط، لكن ما رأيناه بعد ذلك وما سمعناه وتناقلته الخدمات الإخبارية والرسائل القصيرة أثبت لنا يقيناً أن هذا التجمع لا يمت إلى الحيادية بصلة ولا يعد سوى حلقة جديدة من مسلسل محاولات التصدي لتطبيق القوانين المحلية والضغط لتغييرها أو الالتفاف عليها لمصلحة "الزعيم" وصحبه و"من يلف لفه" الذين قرروا اعتماد خطة جديدة هي "خدوهم بالصوت ليغلبوكم"، ولأن هذا تكتيك مختلف و"من يلف لفه" لم يتعود بعد على هذه الخطة لأنه تعود أن يتبع الخطط المدروسة في الملعب مثل (4-4-2) أو (3-5-1) وجدناه "يهذري" في ساحة الإرادة يوم أمس الأول، لذلك هدف كل من تحدَّث في التجمع المحايد إلى مهاجمة بعض (لاحظوا معاي... بعض) وليس كل أعضاء مجلس الأمة، والبعض المقصود هنا طبعاً هم مَن يصرون على تطبيق القوانين ومعاقبة من ورط وأوصل الكويت ورياضتها إلى ما هي عليه الآن، أما مَن يصف في صفهم من نواب "الشتيمة" والتمصلح والجيوب المنتفخة فلا تثريب عليهم.

لكن السؤال المهم هو لماذا هذا التحرك الآن؟ دون أن ندخل في تفاصيل مَن حرك أو من تحرك؟ فالذي حرك هو من حُملت صوره والشعارات عليها توحي وكأننا في ساحة حرب، ومن تحرك فذلك أبسط، فهؤلاء لديهم القدرة على تبديل مواقفهم مثل من تبدل لون جلدها وفق المكان والموقف، أما التوقيت فهو دون شك تمهيد لما هو آت، فجماعة تكتل مخالفة القوانين الوطنية وزعيمهم يريدون أن "يزهبون الدوا قبل الفلعة" ولأنهم يعلمون تماماً أن أيامهم أصبحت معدودة بعد أن ضاق الخناق على الحكومة المتساهلة معهم سابقاً، أخذوا يخططون لتحرك قد يؤدي إلى إيقاف ما تبقى من نشاط، وهو كرة القدم، لذلك فإنهم استبقوا الأحداث حتى إذا توقف النشاط في القادم من الأيام يلقون باللوم على القوانين الوطنية ومجلس الأمة والحكومة، ويبقون هم، في نظر المهتمين، المدافعَ عن حياض الرياضيين، وهم في الأساس من "يدوس في بطن الرياضة والرياضيين" كل لحظة وحين.

بنلتي

إذا كان زعيمهم وكبيرهم ومن يعدونه قدوة لهم لم يجد أفضل من التهديد بالتلسب لمن يخالفه الرأي فلا عجب إذا ما استخدم "التبع" الكلام السوقي، وهددوا بالحساب العسير لمن يختلفون معهم، لكن الرد عليهم لن يكون بأكثر من ذلك البيت الرائع للشاعر المرحوم فهد بورسلي:

آسف على الطيب تردى حاله :: ولا الردي ما من عليه حسافة

back to top