بريطانيا تختار برلمانها الجديد وسط تكهنات باستحالة «الحسم»
في ظل نتائج استطلاعات الرأي التي لم تعطِ إمكان الحسم لأي من الأحزاب البريطانية الثلاثة البارزة، «المحافظين» و«العمال» و«الديمقراطيين الأحرار»، اكتظت مراكز الاقتراع في بريطانيا أمس، بالمواطنين الراغبين في المشاركة في الانتخابات التشريعية التي تعد الأكثر سخونة منذ عقود.ودُعي أكثر من 45 مليون بريطاني إلى مكاتب الاقتراع الخمسين ألفاً المنتشرة في البلاد، والتي فتحت أبوابها منذ الساعة 6:00 حتى الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش، لاختيار 650 نائباً من بين 4149 مرشحاً يطمحون إلى دخول البرلمان.
ولا بد من الفوز بـ 326 مقعداً لتتوافر الأغلبية المطلقة لأي من الأحزاب الثلاثة، علماً أن الاقتراع أُرجئ إلى 27 مايو في دائرة ثيرسك أند مالتن (شمال شرق إنكلترا).ورغم عدم توافر أي إحصاءات، لاحظ مسؤولو مكاتب الاقتراع منذ ساعات الانتخاب الأولى حصول مشاركة كثيفة، أكثر من عام 2005 عندما بلغت نسبة المشاركة حينئذ 61 في المئة.وتفيد الاستطلاعات بأن زعيم المعارضة المحافظة ديفيد كاميرون (44 عاماً) هو الأوفر حظاً للفوز، وقد كان أول من انتخب مع زوجته سامنتا في سبيلسباري (شمال غرب لندن). وانتخب رئيس الوزراء غوردن براون (59 عاماً) وزوجته سارة في اسكتلندا، في حين أدلى زعيم «الديمقراطيين الأحرار» نك كليغ (43 عاماً) بصوته في شيفلد (شمال إنكلترا) ترافقه زوجته ميريام الإسبانية التي لا تستطيع الاقتراع.وتوقع نحو مئة استطلاع في الأسابيع الأخيرة فشل حزب «العمال» المنهك بعد 13 عاماً في السلطة متأثراً بتدني شعبية براون، بيد أن الاستطلاعات أفادت أن تقدم «المحافظين» ببعض النقاط ليس كافياً للفوز بالأغلبية المطلقة الضرورية لتشكيل حكومة فوراً.وإذا لم يحصل أي حزب على الأغلبية المطلقة، وذلك لم يتحقق منذ 1974، فإنها حالة يطلق عليها اسم «البرلمان المعلق». ويعد النظام الانتخابي البريطاني، وهو نظام أغلبية أحادي من دورة واحدة مع تحديد الدوائر الانتخابية، أكثر ملاءمة لحزب «العمال» إلى حد أنه قد يسمح للعماليين بالفوز بأكبر عدد من المقاعد حتى إن خسروا من حيث عدد الأصوات.وتوقع آخر استطلاع أجراه معهد «اي سي أم» لصحيفة «الغارديان» أن يفوز المحافظون بـ36 في المئة من الأصوات، أي بفارق ثماني نقاط عن حزب العمال (28 في المئة) بينما يحصل «الديمقراطيون الأحرار» على 26 في المئة . وتوقع استطلاع أجراه معهد «بوبولوس» لصحيفة «تايمز» فوز «المحافظين» بـ 37 في المئة و«العمال» بـ 28 في المئة و«الديمقراطيين الأحرار» بـ27 في المئة.إلى ذلك، أُصيب النائب الأوروبي نايغل فاراغ الذي يتطلع إلى أول مقعد لحزبه المناهض لأوروبا «يوكيب» في مجلس العموم، في الصباح الباكر بجروح طفيفة في وجهه، من جراء تعرض الطائرة التي كان يركبها لحادث، وتحطمها لدى هبوطها. (لندن - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)