كويتي بالأقدمية!

نشر في 31-07-2009
آخر تحديث 31-07-2009 | 00:00
 فالح ماجد المطيري يبقى مسمى "عيال بطنها" أغرب مسمى سمعته! فإذا كانت المفاخرة بالأقدمية منحت البعض أن يسمي نفسه "عيال بطنها"... فماذا يمكن أن نسمي الآخرين "عيال ظهرها"... أم "عيال رجليها"... أم عيال أي جزء من جسدها الذي أُنهك من الفرقة والتشتت والتناحر؟!

حسب قوانين العمل بالوزارات والمؤسسات الحكومية تعطي الأقدمية بتاريخ التعيين لصاحبها العديد من الامتيازات والحقوق على حساب من تعيّن متأخراً عنه، مثل الأحقية في تقلد المناصب الإشرافية أو الحصول علي الدرجات الوظيفية، وهو مبدأ متخلف وغير منصف، فنجد البعض يكتفي بهذه الأقدمية ويركن إلى الكسل معتمداً فقط على "أقدميته"، وهو أيضاً مبدأ محبط للموظف النشيط والمبدع في أداء عمله، فحين يأتي وقت الترقيات والدرجات الوظيفية، يفيق الأقدم وظيفياً من سباته العميق ليطالب بحقه بحكم "أنه الأقدم".

هذا المبدأ المتخلف في التقييم الوظيفي يحاول البعض أن يطبقه ويسقطه على مفهوم المواطنة والانتماء إلى الكويت، مؤمناً في قرارة نفسه أن "هجرة" أسلافه إلى الكويت قبل غيرهم تمنحه أفضلية في الولاء والانتماء والحصول على الامتيازات على حساب غيره ممن جاءت "هجرة" أسلافهم متأخرة، وهذا التفكير الغريب يتناسى أن الجميع مهاجرون ولكن بفارق زمني، وأن الجميع يقف على مسافة واحدة من حق الانتماء وحب الوطن، والفارق الذي يستحق أن يفاخر به على الآخر، هو ماذا قدَّم إلى الكويت؟

مبدأ المزايدة في "أقدمية" الهجرة إلى الكويت خلق انقساماً مجتمعياً وفرزاً فئوياً بين شرائح المجتمع، يعلن نفسه بمسميات مثل "حضر وبدو"، مع أن الجميع يعيش نمط حياة "الحضارة" نفسها وزمن البداوة الجميل ولّى إلى غير رجعة مع الأسف، أو مسمى "مناطق داخلية ومناطق خارجية" نسبة إلى داخل أو خارج السور القديم، مع أن جميع المناطق السكنية الآن خارج حدود السور ولا يسكن بداخله إلا بعض العمالة الوافدة!

ويبقى مسمى "عيال بطنها" أغرب مسمى سمعته! فإذا كانت المفاخرة بالأقدمية منحت البعض أن يسمي نفسه "عيال بطنها"... فماذا يمكن أن نسمي الآخرين "عيال ظهرها"... أم "عيال رجليها"... أم عيال أي جزء من جسدها الذي أُنهك من الفرقة والتشتت والتناحر؟!

بعيداً عن هذه المسميات والتقسيمات الفارغة، أعود للتأكيد أن حق الولاء للكويت ومقياس الانتماء إليها محكوم بما نقدمه إليها، فكم واحد من "عيال بطنها " سرقها، وهي في أحلك الظروف، وكم من "بدون" مات في سبيلها وفداها بروحه!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top