أحمد شوبير نجم في ذاكرة المونديال

نشر في 21-05-2010 | 00:00
آخر تحديث 21-05-2010 | 00:00
يعتبر أحمد شوبير رمزاً للاعب الصبور والمتألق في نفس الوقت، ويمكن وصف مسيرته بالمثيرة، حتى أنه لقب بأيوب الكرة المصرية.

قليلون في الملاعب المصرية من حراس المرمى الذين سطروا اسماءهم في صفحات التاريخ، ونال اثنان منهم فقط شرف اللعب في المونديال، ومن المفارقات أن كلا الحارسين لعبا للاهلي ومشاركتهما في المونديال كانت في ايطاليا الأول مصطفى كامل منصور عام 1934 والثاني احمد شوبير 1990.

ويمكن وصف مسيرة احمد عبدالعزيز شوبير بالمثيرة حتى أنه لقب بأيوب الكرة المصرية، فمن تابع بدايته مع الاهلي لا يمكن له مهما كان خياله خصبا ان يتوقع ما وصل اليه شوبير من نجومية وما حققه من انجازات.

فالبداية كانت في ناد مغمور بمدينة طنطا مسقط رأسه (نحو 100 كلم شمال غرب القاهرة)، وتألق شوبير في حراسة المرمى التي عشقها وكان يرى عمالقة حراس المرمى في مصر، اكرامي وثابت البطل وعادل المأمور حراس المنتخب في السبعينيات والثمانينيات ويمني نفسه بالوصول الى مستواهم، فدفعه طموحه الى مزيد من التدريب والجدية وكان طموحه بلا حدود فتألق ولفت الانظار اليه، وبات هدفا لكل الاندية الكبيرة لضمه الى صفوفها.

بدايته مع الأهلي

لكن البداية الحقيقة كانت عندما ضمه الاهلي في مطلع الثمانينيات وكان عمره 17 عاما ليجد نفسه في تدريب واحد مع اكرامي والبطل، لكن حلمه باللعب للفريق الاول لم يكن مسموحا له بالتحقق في ظل وجود هذين الحارسين الكبيرين. وبقي شوبير بعيدا عن الاضواء واللعب حتى انه ظن انه عائد لا محالة الى ناديه الاول او اللعب لناد آخر غير الاهلي وبات شوبير اسيرا للمجهول واختار الصبر والامل، ولاحت بادرة امل عندما اصيب اكرامي فتم ضمه الى الفريق ولكنه بقي اسير مقاعد البدلاء واستمر نحو ستة اعوام حتى لقب بأيوب، لكنه لم يفقد الامل يوما ولم يتهاون في التدريبات لحظة وكان يتعامل وكأنه سيلعب المباراة المقبلة.

وتحقق الامل عندما كان اكرامي والبطل مع المنتخب المصري وقرر الاتحاد المصري اقامة مباريات بطولة كأس مصر من دون اللاعبين الدوليين لاول مرة فلعب شوبير وكان على موعد مع التألق وامسك بالفرصة وعض عليها بالنواجذ وقاد الاهلي للفوز بكأس مصر لينطلق شوبير نحو القمة والنجومية ومن الاهلي الى المنتخب المصري حتى اصبح الحارس الاول لمصر منذ عام 88.

سنوات الصبر الطويلة

وعوض تألق شوبير مع الأهلي عن سنوات الصبر الطويلة وحقق العديد من الانجازات خلال النصف الاول من الثمانينيات، وبقي حلمه يراوده بتحقيق انجاز مع المنتخب، وتحقق له ما اراد عندما اختاره الجوهري الحارس الاول للمنتخب في تصفيات كأس العالم 90 فتشبث بالفرصة بالاجادة والتفوق حتى تحقق الانجاز بالتأهل لنهائيات كأس العالم في ايطاليا ويواصل تألقه في المونديال ليحفر اسمه في سجل الشرف للكرة المصرية.

واذا كان شوبير حقق احلامه التي لم يكن احد يتوقعها في ظل عقبات البداية التي واجهته الا ان حلما واحدا لم يتحقق لشوبير كان يتمناه، وكان قاب قوسين او ادنى منه وهو الاحتراف الاوروبي، وكان تلقى عروضا عدة ابرزها من ايفرتون الانكليزي لكن عقبات عدة حالت دون ذلك فاستمر مع الاهلي حتى اعتزل اللعب عام 98 بعدما عوض سنوات البداية التي ضاعت هباء بالاستمرار في الملاعب حتى بلغ عمره 37 عاما حفلت بالانجازات واتجه بعدها الى الادارة، فانتخب عضوا بمجلس ادراة اتحاد الكرة المصري الحالي وان كان يتمنى ان يكون ابنه محمد خليفته في حراسة مرمى الاهلي ومنتخب مصر ليكتب سطورا جديدة في سجل انجاز والده.

(أ ف ب)

back to top