الحرس الثوري يتصدّى للإصلاحيين
هدد بقمع مثيري الفتنة في «يوم القدس»
في إطار الحملة التي شنها النظام الإيراني لقمع أي محاولة لعودة التحركات الشعبية المعارضة إلى الشارع، في مناسبة إحياء "يوم القدس العالمي" اليوم، وبعد التحذيرات التي أطلقها مسؤولو الأجهزة القضائية والأمنية، قطع الحرس الثوري الإيراني الطريق على إمكان استغلال الإصلاحيين هذه المناسبة، مهدداً بـ "التصدي الحازم لكل من يسعى إلى إثارة الفتنة والشغب بين صفوف المواطنين المشاركين في المسيرات الشعبية التي ستُقام بمناسبة يوم القدس العالمي في طهران".وحذر الحرس الثوري في بيان أصدره أمس "بعض الأشخاص والأحزاب السياسية من مغبة استغلال هذه المسيرات الشعبية لبثّ الفرقة والخلاف بين صفوف المواطنين"، مؤكداً أن "أبناء الشعب سيتصدون بحزم لكل من تسوّل له نفسه إثارة البلبلة"، مضيفاً أن "بعض الأخبار والتقارير الواردة تشير إلى وجود مخطط من أجهزة التجسس الإسرائيلية لإثارة الخلاف والبلبلة بين صفوف المشاركين في هذه المسيرات، وانحراف حركتهم العارمة والموحدة ضد هذا الكيان الغاصب".
واعتبر البيان أن "أعداء الثورة والنظام والخاسرين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بصدد الانتقام من المواطنين الذين خلقوا ملحمة غير مسبوقة بمشاركتهم القياسية في تلك الانتخابات، وذلك عبر استخدام الرموز والألوان الخادعة واستبدال الشعارات الموحدة والمناهضة لهذا الكيان المحتل بشعارات منحرفة تنال رضا أميركا وإسرائيل".وأكد البيان استعداد منتسبي جميع الأجهزة والمؤسسات الأمنية في البلد، لاسيما الحرس الثوري وقوات التعبئة (الباسيج)، لمواجهة أي "حركة انحرافية معادية للثورة والشعب". من ناحية أخرى، ذكرت قناة العربية الفضائية أمس أن حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية روح الله الخميني، حسن الخميني، وجّه دعماً معنوياً مهماً إلى الإصلاحيين، إذ اعتبر في تصريح له أن التيار الإصلاحي هو الذي يسير على خطى جدّه.في المقابل، هدد رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني بالتصدي للإصلاحيين، قائلا إن القضاء سيتعامل بحزم مع من وصفهم بناشري الأكاذيب ومثيري الشكوك بشأن النظام. وفي حين وجه أساتذة جامعات وأطباء نداء إلى رئيس القضاء بوقف الاعتقالات والممارسات غير القانونية، اعتقلت السلطات الإيرانية مسؤول الإعلام في "جبهة المشاركة الإصلاحية" حسين نوراني نجاد.في سياق منفصل، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن مكان المحادثات المقرر إجراؤها في الأول من أكتوبر المقبل بين إيران والدول الست الكبرى لم يُحدَّد بعد، وذلك بعد أن كان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، أفاد بأن الاجتماع سيُعقد "على الأرجح" في تركيا.وأعرب متكي عن أمله أن "يتوصل الطرفان إلى اتفاق على أساس مجموعة الاقتراحات الإيرانية" التي لا تشمل البرنامج النووي، وأضاف أنه لن تكون هناك محادثات ثنائية بين إيران والولايات المتحدة خلال هذا الاجتماع، "لكن الأميركيين حاضرون وستجرى مناقشات بشأن مواضيع مختلفة".على صعيد آخر، اعتبر زعيم حزب العمل (يسار الوسط) وزير الدفاع إيهود باراك أن إيران لا تشكل خطرا على إسرائيل.وقال باراك في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت نُشرت أمس: "إيران لا تشكل خطرا على وجود إسرائيل، لأن إسرائيل قوية، ولا أرى أحداً قادراً على تهديد وجودها"، وتابع: "لكنني أعتقد أن إيران تشكل تحدياً لإسرائيل وباقي العالم". واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن تصريحات باراك غير المسبوقة مرتبطة بالموقف الأميركي، الذي يستبعد في الوقت الحاضر تدخلا عسكرياً ضد طهران. وفي لهجة مغايرة، اعتبر زعيم حزب إسرائيل بيتنا (قومي متطرف) وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أمس الأول، خلال زيارته إلى بلغراد، أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا للاستقرار في الشرق الأوسط وفي العالم.(طهران، القدس - أ ف ب، أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)