«الوطنيون الجدد»

نشر في 10-02-2010
آخر تحديث 10-02-2010 | 00:01
 سعد العجمي من منطلق أننا مسلمون نشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، نصلي ونصوم ونحج لبيت الله، فمن الخطأ إطلاق مصطلح "التيار الإسلامي" على كل نائب أو كاتب أو ناشط سياسي يتبنى أطروحات من هذا القبيل، لذا فإن مسمى التيار "الديني" هو الأقرب من حيث التصنيف.

وكون الليبرالية في الأساس مفهوماً اقتصادياً وليس سياسياً، فإن مقولة "الليبراليين" كنقيض للفكر الديني، هي تصنيف خاطئ أيضاً من الناحية السياسية، فمصطلح "التيار المدني" هو الأقرب لكل من يطرح أطروحات تنادي بالعدالة والمساواة، وهي المبادئ التي تنسجم مع مبادئ الفكر الليبرالي.

في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كان أصحاب الطرح الوطني القائم على احترام المكتسبات الدستورية والشعبية والحفاظ على المال العام، والمشاركة الحقيقية في إدارة الدولة عبر المؤسسة التشريعية، ينطوون تحت مظلة التيار المدني الذي عاش أزهى عصوره خلال تلك الفترة.

في تلك الحقبة الزمنية كان الخطيب والقطامي والمنيس وغيرهم يقودون العمل الوطني وفق مفهومه الصحيح القائم على المبادرة وليس ردة الفعل كما يحدث اليوم مع من يعتقدون في أنفسهم أنهم امتداد لذلك الجيل، سواء كانوا نواباً أو كتاباً أو ناشطين سياسيين.

 "الوطنيون الجدد" لا تسمع لهم حساً ولا ترصد لهم تحركاً، إلا في نهاية كل سنة ميلادية، أو في شهر فبراير فقط، حيث موعد الحفلات الغنائية، وكأن الحريات بالنسبة لهم مجرد إقامة حفلة، أو إلغائها.

"الوطنيون الجدد" اختزلوا معاركهم السياسية مع محمد هايف ووليد الطبطبائي فيما يشبه الجدل البيزنطي الذي لن ننتهي منه، وبدلاً من تعزيز مواقعهم وحشد قواهم وقواعدهم لاستعادة السيطرة على زمام الأمور من خلال ايصال نوابهم إلى المجلس، انشغلوا بخلافاتهم التي مزقتهم وجعلتهم شعوباً وقبائل، وأصبحوا ينشرون غسيلهم على الفضائيات وفي صفحات الجرائد.

"الوطنيون الجدد" أفضل من يجيد سياسة البكاء على اللبن المسكوب، فأعذارهم جاهزة لتبرير عجزهم، "ماذا نفعل لقد تحالفت الحكومة مع التيار الديني وأعطتنا ظهرها؟!".

الأغلبية النيابية مقدسة ويجب أن تحترم لدى "الوطنيون الجدد" في قضية استجواب وزير الداخلية، أما في موضوع إسقاط فوائد القروض ففيها "وجهة نظر"، وهي غير محترمة وأخلاقها سيئة!

خيارات الناخبين بالنسبة لـ"الوطنيون الجدد" مقبولة وصحيحة بل وطنية، إذا ما صوت لمحمد الصقر أو صالح الملا أو أسيل العوضي أو عبدالرحمن العنجري، لكنها رديئة وقائمة على القبلية والتعصب إذا انتخبت فيصل المسلم وضيف الله أبورمية وجمعان الحربش وغيرهم.

***

بعض "الوطنيون الجدد" يغمزون ويلمزون تجاه الرمز أحمد السعدون ومواقفه وتخليه عن رفاق الأمس، وهم كثر بالمناسبة، لكنني أطرح سؤالاً لكل منصف: مَن الذي تبدلت مواقفه ومبادئه، هل السعدون أم رفاقه؟

back to top