بين اليابسة والجليد... تقنية عالية وعالم فني أكثر غموضاً تجانس لوني حالم ومبهر في لوحات صوفي جيان
في عالم تسيطر عليه الحداثة والتمدن، وبواقع مصطنع بيد الإنسان، هناك دافع أساسي وراء عودة الفنانة صوفي توبير جيان إلى الطبيعة والقوى الأساسية التي تقوم عليها حياة المستقبل.افتتحت الفنانة التشكيلية صوفي جيان معرضها «بين اليابسة والجليد» في دار الفنون، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين والمهتمين ومجموعة من الضيوف، ضم المعرض 32 لوحة بألوان الإكريلك والمكس ميديا، إضافة إلى استخدامها الحبر في بعض لوحاتها، التي جاءت تحاكي هموم البيئة ابتداءً من القطب الجنوبي محولةً الواقع البيئي إلى لوحة تشكيلية مبهرة، عن طريق رصد حالة ذوبان الجليد وصولاً إلى الأرض واندماجه مع اليابسة بتقنية عالية ورؤية فنية أكثر غموضاً.
القطب الجنوبيذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية هو السمة الأبرز في معرض جيان أو ربما الأكثر وضوحاً في أغلبية الأعمال، من خلال التركيز على قطع الجليد كرمز، إضافة إلى سرعة وحجم التحولات الهائلة التي تجري في البيئة. فمن الواضح أن جيان تمردت على البيئة من خلال كشف أسرارها وهمومها التي غالباً ما يصعب التكهن بنتائجها بالنسبة إلى جميع أشكال الحياة، مستخدمةً ألواناً تعكس جمال الطبيعة في القطب الجنوبي بمساحات زرقاء طوعتها في خلفيات اللوحة، فقد نجحت الفنانة في حث المتلقي على أن يسبح بها في مخيلته بتكنيك عال وبتقنية ثلاثية الأبعاد وتجانس لوني حالم ومبهر، إضافة إلى استخدامها بعض المواد الطبيعية في مجموعة من اللوحات كورق الشجر ومجموعة من القطع الخشبية وظفتها في اللوحة لتضفي شيئاً من الواقعية غير المصطنعة وقد نجحت بالفعل في تحقيق ذلك. تناقض فنيمن اللافت في أعمال الفنانة صوفي توبير جيان استخدامها لمجموعة من المواد بتقنية المكس ميديا كقطع خشبية وورق الشجر والأقمشة والقصاصات الورقية من بعض المجلات والصحف، هذا وقد حرصت على استخدام الحبر الورقي في معظم أعمالها، إضافة إلى استخدامها الرمل ومادة الجبس وغيرهما من المواد بأسلوب فني حديث وبتكنيك عالي المستوى، في تناقض فني فكري أعطى المعرض سمه فنية لما وراء الطبيعة وصولاً إلى الخيال، من خلال ريشتها التي لطالما جابت الأرض تبحث عن مكامن الجمال بمختلف عناصره من لون وظل وانعكاس، إضافة إلى قوة وضعف وتقلبات الطبيعة من حولها، لتترجمه من خلال لوحة فنية تشكيلية، إما حالمة أو متمردة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.نبذةحصلت الفنانة صوفي توبير جيان على شهادة في الفن العلوم والاتصالات من الولايات المتحدة الأميركية. وقد تابعت دراساتها في معهد سان فرانسيسكو للفنون، ومدرسة كوركوران للفن في واشنطن العاصمة، واحترفت الفن على يد الفنان بليار staikovsky في باريس، عاشت صوفي وعملت في التصوير الفوتوغرافي في هايتي وباريس وفرنسا وبكين والصين وسان فرنسيسكو (كاليفورنيا)، بدأت الرسم والفن التصويري الفوتوغرافي منذ عام 1990 وقد ركزت عملها مؤخراً في نيويورك وبوسطن ونورماندي والكويت.