من يستحق الفنجال ؟!

نشر في 24-12-2009
آخر تحديث 24-12-2009 | 00:00
 عبدالله المسفر مللنا من مخاطبة الحكومة في القضايا الحساسة والمصيرية، فالمحصلة في النهاية صفر ولا شيء يحدث، فالحكومة لا تتحرك أبداً من تلقاء نفسها، إنما هي حكومة ردود الأفعال كما يقال، ولعل المثل الأخير الذي حدث هو خير دليل على نوم الحكومة في العسل الأسود الغليظ والرديء أيضا، حتى أن الذباب كله بدأ يتجمع حولها ويلتصق بها ليوهم البعض بأنه تابع لها.

هنا لن نخاطب الحكومة ولكن نخاطب هؤلاء النواب الذين اختارهم الشعب لينوبوا عنه في التشريع والرقابة ورسم سياسة البلد، وهنا نتحدث مع هؤلاء الذين يأتون إلى ديوانياتنا ونقدم لهم فنجال القهوة الأصيلة تقديراً واحتراماً لهم، وهنا نخاطب هؤلاء الذين ينتمون إلينا وننتمي إليهم ويشعرون بما يغضبنا وما يفرحنا، وهنا نخاطب نواب الأمة خصوصا نواب الدائرتين الرابعة والخامسة الذين نال أبناء دائرتهم أكبر قدر من الإهانة على يد جاهل نسف تاريخاً وزوّر آخر.

فنجال القهوة العربية لا يستحقه إلا الرجال بمعنى الكلمة، فذلك الفنجال له دلالته وله معناه عند من يفهمه، ولاشك أن النواب الذين تقاطروا علينا في ديوانيتنا في فترة الانتخابات قدمنا لهم القهوة على اعتبار أنهم رجال بمعنى الكلمة ونحسبهم كذلك، ونتمنى ألا يخذلونا في القادم من الأيام، فالأمر لم يعد يقتصر على أشياء بسيطة، إنما مس الأعراض والأصول... مس الشرف والكرامة والعرض، والساكت من النواب على هذه الإهانة لا شك أنه لم يكن يستحق ذلك الفنجال، ولن يستحق أن نستقبله من الأساس في القادم من الأيام.

نطالب نواب الأمة الشرفاء، فمطالبنا عادلة أولها محاسبة وزيري الإعلام والداخلية، ومن خلفهم رئيس الوزراء، ونطالب باستجوابهم على هذه المهزلة الأخلاقية الإعلامية الأمنية التي ارتكبها جاهل حاقد تطاول وادعى... سب وقذف... أهان واعتدى على من مد له يده فعضها كالمسعور، بل نطالب نوابنا الأفاضل بأن يسعوا إلى إجبار الحكومة على إغلاق تلك المحطة المشبوهة الأخرى التي تلذذت بإعادة مظاهر الفتنة والتطاول على أبناء الشعب الكويتي.

فلينهض النواب ولتظل الحكومة نائمة إلى أن تأتيها مظاهرة أخرى كالتي حدثت في الأندلس والعقيلة حتى تفيق وتغلق قنوات الفتنة، وتحاسب هؤلاء الحاقدين، وفنجال القهوة لا يستحقه إلا الرجال ليس إلا.

 خارج نطاق الموضوع:

الحضور اللافت للمواطنين في ندوة العقيلة مساء الثلاثاء الماضي وبأعداد كبيرة جداً، كانت خير برهان على الغضب الشعبي من هؤلاء العابثين بالوحدة الوطنية، وعن نفسي أفتخر لكوني أحد أعضاء لجنة الإنقاذ الوطني التي استطاعت أن تلزم أكثر من 20 نائياً بالعمل على تنفيذ ما جاء في نص بيانها، ونتمنى أن يحظى فحوى بيان اللجنة باهتمام الحكومة وبقية النواب، فهذه مطالب شعبية لا يمكن التنازل عنها.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top