الشارخ: مباحثات مع «الناتو» من أجل توقيع اتفاقية العبور

نشر في 16-03-2010 | 00:01
آخر تحديث 16-03-2010 | 00:01
No Image Caption
• لوزير: منطقة الخليج تحظى باهتمام خاص لدى «الناتو»

• ثامر العلي: وفد «الدفاع» و«الداخلية» والحرس الوطني لزيارة جامعة «الناتو» بعد أسبوعين
نظم المعهد الدبلوماسي الكويتي ندوة بعنوان «الناتو - الشرق الأوسط والمفهوم الاستراتيجي الجديد»، استعرض خلالها عميد كلية دفاع حلف «الناتو» الجنرال الادميرال وولف ديتر لوزير أهمية الروابط التي تربط الحلف بمنطقة الخليج العربي.

أكد مدير المعهد الدبلوماسي الكويتي السفير عبدالعزيز الشارخ، أن هناك مباحثات بين الكويت وحلف شمال الأطلسي "الناتو" من أجل تعزيز التعاون وتوقيع اتفاقية يستفيد من خلالها الأخير بحق العبور في الموانئ والمطارات الكويتية بما يخدم مهمته السلمية في العراق.

وأوضح في تصريح صحافي عقب ندوة "الناتو - الشرق الأوسط والمفهوم الاستراتيجي الجديد" التي أقامها المعهد الدبلوماسي الكويتي، وتحدث فيها عميد كلية دفاع حلف الناتو الجنرال الادميرال وولف ديتر لوزير، أن الطرفين سبق أن وقعا اتفاقية لضمان سرية المعلومات، مشدداً على أهمية حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتعاون معه من أجل الاستقرار في العديد من المناطق.

المؤتمر الخليجي - الأوروبي

وأضاف الشارخ أن تأجيل المؤتمر الخليجي الأوروبي الذي كان مقررا عقده في 7-8 مارس الجاري تم بناء على طلب أوروبي بعد أن استجد لديهم بعض الأمور، مستدركا أن المؤتمر الذي سيقام في وقت لاحق دعي إليه أكثر من 400 مشارك بينهم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومسؤولون أوربيون على مستوى رفيع.

وكان الشارخ قد استعرض في كلمة ترحيبية تجربة الجنرال لوزير ومؤهلاته الثقافية والعسكرية وتجربته العلمية، التي وصفها بـ"الغنية"، وقال إن لوزير انضم إلى القوات المسلحة الألمانية في عام 1968 ومارس العمل أعواما عدة في نطاق قوات "الناتو"، كما أنه يحمل شهادة جامعية في العلوم السياسية، إضافة إلى أنه تخرج من كلية أركان الحرب العامة، وقد عين آمرا لكلية الدفاع التابعة لـ"الناتو" ومقرها روما منذ مارس عام 2008.

وأضاف أن محاضرة لوزير تأتي في ضوء العلاقات المتنامية والواعدة بين دولة الكويت وبقية دول مجلس التعاون من جهة و"الناتو" من جهة أخرى، كما أن المحاضرة تتزامن مع تزايد الاهتمام الدولي بالوضع الأمني في المنطقة.

العلاقات المتميزة

من جانبه أشاد نائب رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر علي صباح السالم الصباح بالعلاقات المتميزة مع "الناتو" في جميع المجالات لاسيما العسكرية والأكاديمية منها.

وقال الشيخ ثامر في تصريح للصحافيين على هامش المحاضرة التي ألقاها عميد كلية الدفاع لحلف شمل الأطلسي، إنه في إطار العلاقات المتميزة بين دولة الكويت و"الناتو" فإنه سيترأس وفدا مشتركا من وزارتي الدفاع والداخلية والحرس الوطني ومن جهات أخرى لزيارة جامعة "الناتو" بعد أسبوعين، وذلك للاطلاع على أهم الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها للاستفادة منها.

وأوضح أن زيارة لوزير للكويت هي لتعميق العلاقات التي وصفها بـ"المتطورة"، مشيرا إلى أن عمق العلاقات سيتزامن مع أمور عدة منها تبادل الأكاديميين وزيارة الطلبة الكويتيين الأكاديمية في "الناتو" لكي يتعلموا من اساتذة يعملون في "الناتو" إضافة إلى أن عددا من الأساتذة سيذهب الى "الناتو" لتدريس طلبة "الناتو"، وهذا في حد ذاته إنجاز مستمر، وأن العلاقات الثنائية هي علاقات استراتيجية مع حلف شمال الأطلسي، معربا عن سعادته بما تم تحقيقه من تقدم، وبالخطوات التي تحققت، وأن العلاقات تسير بالاتجاه الصحيح بناء على التوجيهات والأوامر والتوصيات التي صدرت عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من بداية هذا التعاون ما بين حلف شمال الأطلسي والكويت.

ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن اعتبار الكويت من الدول الصديقة لحلف شمال الأطلسي، قال الشيخ ثامر، إن الجواب عن هذا السؤال يأتي من خلال المحاضرة التي ألقاها الادميرال لوزير، إذ قال إن دول دول الخليج هي بالأصل دول صديقة وحليفة لدول حلف شمال الأطلسي، فلذلك لا توجد مقارنة بين دولة وأخرى بتعاونها، "إلا أنه حصل لنا السبق بأن نكون أول من انضم بعد أن اكتوينا بالغزو، وقد عانينا الكثير، فلذلك فإن العلاقات الاستراتيجية مهمة دائماً بالنسبة للكويت ودول مجلس التعاون كلها".

وعما إذا كان هناك تنسيق خليجي للانضمام إلى "الناتو" قال الشيخ ثامر، إن الأمر لا يعد انضماماً، وإنما مبادرة اسطنبول هي مبادرة، اما أن نأخذ بها أو لا نأخذ، ولذلك فإن الكويت والإمارات والبحرين وقطر أخذت بهذه المبادرة وبدأت التعاون، وهذا لا يعني أنه لا توجد علاقات في ما بين المملكة العربية السعودية و"الناتو"، مشيرا إلى أن علاقاتها جيدة وكذلك بالنسبة لسلطنة عمان، أما في ما يتعلق بمبادرة اسطنبول فلم يتم الأخذ بها حتى الآن لكي يتم العمل انطلاقا من هذه المبادرة.

وبشأن التعاون بين الكويت و"الناتو" وزيارته للكلية العسكرية لـ"الناتو" وما هي الخبرات التي يمكن لـ"الناتو" الاستفادة منها من الكويت قال الشيخ ثامر، إن الجامعة هي للمفكرين الاستراتيجيين، مشيرا إلى أن الجامعة لا تدرس مواد فقط، وإنما تضع عقبات أو سيناريوهات وتجعل الطلبة يحاولون إيجاد الحلول للمعضلات التي تم طرحها، والفكر هو استراتيجي، وأن الاستفادة ستكون كبيرة على جميع المستويات، لاسيما أن الأكاديميين في الجامعة يتمتعون بخبرات كبيرة ومتنوعة.

تعميق العلاقات

بدوره قال عميد كلية دفاع حلف "الناتو" الجنرال الادميرال وولف ديتر لوزير أمس، إن الكويت ومنطقة الخليج تحظيان باهتمام خاص بالنسبة لـ"الناتو" كما أن الكويت تعتبر من الدول الهامة التي يسعى الحلف إلى تعميق علاقاته معها في جميع الجوانب، لاسيما العسكرية والأكاديمية منها.

وأضاف لوزير في محاضرةٍ ألقاها بالمعهد الدبلوماسي الكويتي، أن تعميق العلاقات الثنائية بات أمرا مهما بالنسبة للجانبين، وبخاصة بعد أحداث الـ11 من سبتمبر عام 2001، وأنه من المهم وضع مفاهيم استراتيجية جديدة، مؤكدا أهمية دخول الكويت الى هذا التحالف الذي يعد مهما بالنسبة لها.

مكافحة الإرهاب

وقال إن هناك الكثير من الخطط والتدابير التي تم اتخاذها لمكافحة الإرهاب والهجمات على الإنترنت، فضلا عن عدة أمور أخرى مثل أسلحة الدمار الشامل وتغير المناخ وأمن الطاقة والقرصنة والجريمة المنظمة.

وأشار إلى أنه يمكن توثيق التعاون أكثر من خلال "مبادرة اسطنبول"، التي أصبحت دولة الكويت عضوا فيها، مشيرا إلى أن من الأهداف المعلنة للحلف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال إن الكلية تستضيف دورتين مدة 10 أسابيع كل عام، وتدرس علومها باللغة العربية والإنكليزية والفرنسية، وتهدف الى تعزيز التفاهم بين الثقافات، وبين المشاركين في تدريس القضايا الأمنية الحالية التي تربط بين الشرق الأوسط والمجتمع الدولي، مشيرا الى أن الكلية تدرس لعسكريين ودبلوماسيين.

أبناء الخليج

وتطرق إلى أهمية دراسة أبناء الخليج في كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي بالقول: "بالطبع فإن أبناء المنطقة أكثر قدرة على التعامل مع المستجدات والظروف من غيرهم... لذا فإن دراستهم فيها تمنح دولهم الفائدة... كما تمنح الناتو فرصة للتعامل مع المستجدات بصورة أفضل"، موضحا أن التوافق الإنساني مطلوب من أجل التعايش السلمي وتطور المجتمعات نحو الأفضل.

شريك طبيعي

واستدرك أن منطقة الخليج شريك طبيعي لـ"الناتو"، ولذا نحن نسعى نحو استقرارها عبر خلق علاقات طويلة الأمد مع دولها بما يعود بالنفع على الطرفين ويساعد على عملهما معا في مواجهة المخاطر، مشددا على أن التعليم الجيد وسيلة أساسية في هذا التعاون ويساهم في الوصول إلى الهدف المنشود، كما لفت إلى ابتعاث عدد من الطلبة الكويتيين للدراسة في الكلية والاستفادة من خبرات القائمين عليها، وأشار إلى أن الحلف ليس قائما اليوم كفكرة غربية لمواجهة الشرق، بل إنه يعمل على حماية العالم والتوجه إلى المخاطر مثل الإرهاب والعمل على درئها حتى قبل قدومها إلينا، داعياً إلى فهم الآخرين وتعلم المزيد عنهم لتجنب أي سوء تفاهم بين الدول.

back to top