فيغو مورتنسن: متخوّف من أن يكون فيلمي الجديد نبوءة واقعية لمستقبل الأرض

نشر في 06-09-2009 | 00:00
آخر تحديث 06-09-2009 | 00:00
يبدو فيغو مورتنسون ببشرته الحنطية، وشعره الطويل المسترسل، كما لو أنه لم يأخذ فرصة ما بعد انتهاء تصوير فيلمه الجديد «الطريق» المعروض داخل المسابقة في مهرجان «فنيسيا» الحالي، إلا لحلق شعر لحيته الكثيفة، التي يظهر بها مؤدياً شخصية رجل يحاول الهرب مع ابنه الصغير في عالم ما بعد الدمار الكبير على الأرض.

في لقاء مع الممثل فيغو مورتنسن، تصافحنا فيه بعد غداء جمعنا وشلّة كبيرة من صحافيي هوليوود الآتين، مثلي، الى مهرجان فنيسيا، وأقول له قبل أي سؤال آخر: «أرجوك قل لي إن نبأ اعتزالك كما ورد على الإنترنت إشاعة لا أكثر من ذلك ولا أقل».

يقول بلكنة المدافع عن نفسه: «كل ما صرّحت به لأحد الصحافيين ذات يوم بأني لا أتوق الى البدء بفيلم جديد مباشرة بعد هذا الفيلم، لأن العمل لا ينتهي مع نهاية التصوير، بل هناك أشهر من الاشتراك في حملات الترويج للفيلم وأنا متعب بالفعل... لكني لم أقل أبداً إني أريد أن أترك المهنة».

وبعد أن أوضح هذه النقطة انطلق يتحدّث عن دوره في «الطريق» الذي هو فيلم عن رحلة تقع أحداثها في المستقبل، حين تتحوّل الحياة على الأرض، بالنسبة لمن بقي حياً وهم قلّة، الى جحيم حقيقي من الخوف من الحياة والخوف من الموت أيضاً. يقول: «طبعاً قرأت في البداية رواية كورماك مكارثي، حين تم الاتصال بي لكي ألعب هذا الفيلم، ثم قرأت السيناريو وأعجبني فيه الدور، إنني مشدود الى الأفلام التي تتعلّق بالرحلات، التي يكتشف فيها المرء أشياء عن نفسه، وفي هذا الفيلم هناك مثل هذه الخامّة المهمّة، هذا الرجل يحاول الدفاع عن ابنه بكل طريقة ممكنة، لكنه في ذات الوقت يعلّمه كيف يقتل نفسه إذا ما أحاط به الأشرار، لكنه في محاولته يذهب الى أكثر مما يجب، فيبدأ بالاعتداء على الآخرين، والصبي فقط هو الذي يوقفه عند حدّه ويدعوه الى مراجعة نفسه».

وبصوت خافت يوضح الممثل أنه دائماً ما حبّذ العمل على المشاريع التي لا تصطدم مع قناعاته، ما هي هذه القناعات؟ أسأله، فيجيب: «أن يعني الفيلم شيئاً ما للناس، طبعاً هناك الترفيه وهناك الحاجة التجارية لكني لا أتعامل معهما ولا أكترث لأن أكون مروّجاً لنفسي في الفيلم، ما يهمّني أساساً أن الفيلم يقول شيئاً إن لم يكن مفيداً للمشاهد فعلى الأقل مثيراً لاهتمامه».

لكن الجامع بين أفلامك الأخيرة هو نوعيّتها، ألا تعتقد ذلك؟

هذا استمرار لمنهج سابق وليس منهجاً حديثاً... لكني سعيد أنني ظهرت في فيلمين لديفيد كروننبيرغ، وفي هذا الفيلم لجون هيلكوت كما في فيلم زميلي الممثل إد هاريس وهو «أبالوزا».

هناك تشابه بين هذين الفيلمين: «أبالوزا» فيلم وسترن عن عالم مضى، وفيلم «الطريق» هو دراما أيضاً عن عالم مضى، ولو في إطار نتائج كارثية.

صحيح، كنت دائماً ما أحلم بالزمن الذي يمضي. لا شيء يعود الى ما كان عليه، سينما الوسترن... أقصد الجيد من أفلامها طبعاً، هي سينما تبحث في ذلك الزمن الغابر نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن العشرين، وهو مثل نظرة وداع. وملاحظتك صحيحة، «الطريق» أيضاً يقع في مطلع نقطة تحوّل بين الماضي الذي نعرفه اليوم والحاضر.

المشرفة الصحافية على مقابلات فيغو مورتنسن تشير إليّ أن الوقت انتهى فألقي سؤالي الأخير.

أخيرا هناك تيار من المثقّفين والفنانين يعلن خشيته من أن تتحوّل الحياة على الأرض الى مثل هذا الجحيم الذي نشاهده في «الطريق» هل كان هذا في بالك حين بدأت العمل؟

طبعاً، الفيلم بالنسبة إليّ قد يكون فانتازيا من حيث نوعيّته وشكله. لكنه واقعي من حيث إن ما يحدث فيه قد يقع بعد عشرين أو ثلاثين سنة، من يدري؟ إنه أمر مخيف ما يقع في عالمنا اليوم وهو لا يمكن أن نتجنّب تأثيره المدمّر إلا إذا أعلنّا موقفاً جامعاً بتجنيب الأرض أي نوع من الكوارث المحتملة.

back to top