خذ وخل: عيد الام بالوكالة!

نشر في 21-03-2010
آخر تحديث 21-03-2010 | 00:01
 سليمان الفهد • فوجئت بحفيدي البكر يسألني: هل الاحتفال بعيد الأم حرام، كما قال مفتي الفضائيات؟! قلت له إن الأصل في الأشياء أنها حلال بلال، لأن الحلال باين والحرام باين، كما يقال. لكن فضاء الإفتاء في ديرتنا مشرع لكل من هبّ ودبّ، وحفظ عن ظهر قلب بعض السور من القرآن الكريم، وحفنة من الأحاديث النبوية المنسوبة الى المصطفى صلى الله عليه وسلم.

من هنا يتجدد السجال السنوي بشأن الاحتفال بهذه المناسبة، ربما لأن المعارضين يحرصون على تسجيل موقفهم في كل موسم، ولكونهم يتطلعون إلى منعه باليد لو أتيح لهم ذلك! ولا يظن ظان بأن العبد لله من الذين يحفلون بهذا العيد، ويمارسونه في حياتهم اليومية، اللهم إلا إذا كانت عيدية وهدية عيد الأم مكرسة لحضرة الأم بالوكالة! لأن الشغالة «المربية» الآسيوية أكثر استحقاقا لهدية عيد الأم من الأم البيولوجية، التي خرج من رحمها «المعطاء» طفلنا وكبدنا الذي يدبّ على الأرض!

فالأم الكويتية كما صاحب المقاولة الكبيرة الذي يوزعها على مقاول من الباطن! من هنا أحسب أن حيثيات استحقاق الأم البديلة للهدية معروفة لدى الكافة، ولا تحتاج إلى إيضاح، ولا ينكرها سوى الذي في قلبه مرض، وفي عينيه حول وعمى، ويتماهى مع النعامة الجبانة إياها، التي ألفت دس رأسها في الرمال تجنبا لمجابهة الأخطار المحيطة بها!

وإذا كان ثمة «حرام» في مسألة الاحتفاء بعيد الأم، فإنه يكمن في حرمان الأم الآسيوية من حقها المكتسب، والمسلوب من أهل الدار للإيهام بأن الأم الكويتية هي الحرية بالهدية والاحتفاء! وهي ليست كذلك حسب واقع الحال المعاش.

• هل أغالي فيما ذهبت إليه آنفا؟! حسب المرء أن ينظر داخل بيته وحوله لتتبدى له الحقيقة المرة، والمفارقة الكويتية الكوميدية السوداء: فالأم تحضنه في بطنها أشهر الحمل المعلومة، وحالما يخرج إلى الدنيا يصرخ مناديا: «واء.. ومارياه!» حيث تتولاه «ماري» وأخواتها من المهد إلى حين سن دخول المدرسة الابتدائية!

وكأن أمه «البيولوجية» آنية ومؤقتة، ولا يحظى بأمومتها إلا في الأعياد والعطل، ويومي الجمعة والسبت فقط لا غير! والله- سبحانه- وحده يعلم بمدى معاناة الطفل «اليتيم» التي يكابدها من جراء إحساسه بوطأة ازدواجية أمومته الأزلية!

أعرف سلفا بأن العبد لله كما المؤذن في مالطة، لأن القوم ألفوا هذه الظاهرة، ولم يعد وجودها يثير اهتمام وحفيظة أحد، إلا إذا وقعت الواقعة المتبدية بحادث مأساوي لأحد أطفالنا!

ولا بأس عليهم إذا أمضوا السنوات الأولى من عمرهم الزمني، في كنف وحضن الأم المستوردة والقادمة من بلاد تختلف عنا في اللغة والقيم وكل ما يشكل الشخصية والهوية الوطنيتين العربيتين! وإذا سمحت لي اللجنة المعنية بالأم المثالية، فسوف أقترح أن تمنح جائزتها مستقبلا للأم «ماري» وأخواتها للحيثيات السابق ذكرها. إذن لا يكفي أن نقول له «ماري كريسماس» فقط، لاسيما أن الإنسان يولد على الفطرة ولكن المربيات هن اللواتي «يبكستانه، ويبنغلنانه، ويفلبنّه، ويهنّدنه، ويحبّشنه.. و.. و..) ويشكلنه حسب هويتهن! أقول ذلك مع الاحترام لشغيلة باكستان، وبنغلادش، والفلبين والهند والحبشة، وبقية الأمم المتحدة التي تحتضنها بلادنا!

back to top