يوسف الخال: المرأة محقّة فيما الرجل ظالم في قراراته
إبن الشاعر اللبناني يوسف الخال والشاعرة والرسامة مهى بيرقدار الخال وشقيق الممثلة ورد الخال، باختصار هو ابن عائلة تجمع بين الإبداع في رسم الكلمة وفي تجسيدها على أرض الواقع، إنه الممثل يوسف الخال الذي يشارك راهناً في بطولة مسلسل {سارة} على شاشة الـ MTV.عن تجربته في عالم التمثيل وعن مسلسله الجديد كانت الدردشة التالية معه.
ما الذي لفتك في {سارة} ودفعك إلى المشاركة فيه؟في البداية جذبني النص الذي يصوّر واقع العلاقات الإنسانية التي تحكمها القوانين، الخيانة الزوجية وغيرها، لا سيما الاضطهاد الذي تعاني منه المرأة العربية باعتبارها عنصراً ضعيفاً في مجتمع ذكوري لا يؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة.كيف تقيّم تجربتك في هذا المسلسل؟ أسعدني التعامل مع المخرج سمير حبشي والتمثيل إلى جانب سيرين عبد النور وندى أبو فرحات ونجوم الشاشة اللبنانية، الذين بذلوا كل طاقتهم لتكون النتيجة على قدر التوقّعات.بمَ تتميز كلوديا مرشليان لا سيما أنك تتعامل معها للمرة الثالثة؟تتمتع بأسلوب سلس وطبيعي وقريب من القلب، والأهم لديها الجرأة في طرح القضايا التي تتعلق بالمرأة، بالإضافة إلى روح الفكاهة التي تتمتع بها والثقافة والوعي. ماذا عن سيرين عبد النور؟سيرين إنسانة طيبة {فهمانة} وتتعامل مع التمثيل على أنه حقيقة وواقع. شاركت في المسلسلات اللبنانية والعربية ولمست الفرق بين ما يعانيه الممثل اللبناني وبين التقنية التي تميّز العمل سواء في مصر أو في غيرها.تحتلّ مشاكل المرأة القسم الأكبر في المسلسلات اللبنانية والعربية، ما رأيك بهذه الظاهرة؟هي إيجابية، نحن نعيش في مجتمع ذكوري لا يعترف بحقوق المرأة ونسمع يومياً قصصاً حول انتهاك إنسانيتها سواء بتعرّضها للظلم أو للضرب. حتى المجتمعات الغربية تقلل من أهمية المرأة. ميزة هذه المسلسلات أنها تضيء على الواقع علّنا نجد حلولاً له أو على أقل تقدير نوجّه المرأة نحو التصرّف الصحيح في حال صادفت الموقف نفسه. ما هي نظرتك الخاصة للمرأة؟هي عمود المجتمع الفقري، نجحت في إثبات نفسها في ميادين الحياة كافة سواء في السياسة، أو الفن، أو الثقافة، أو التربية، أو النشاطات الاجتماعية والخيرية، أو كرّبة منزل...بم تختلف شخصيّتها عن شخصية الرجل؟تنادي بالحق والسلام في غالبية الأحيان فيما الرجل قاس وظالم في قراراته إزاء مواقف كثيرة. كيف ترى العلاقة الواجب أن تكون بين المرأة والرجل؟يجب أن نقتنع بأن الحياة بين الرجل والمرأة عبارة عن شراكة حقيقية وليست صراعاً مستمراً على من يستطيع الهيمنة على الآخر. أؤمن بمقولة إن الرجل هو صاحب القرار بينما المرأة هي من تصنع القرار.كيف تقيّم واقع الدراما اللبنانية؟ليست على قدر الطموحات، لا يهمّ أن نقدّم مسلسلاً ناجحاً أو اثنين، الأهم منافسة الإنتاجات العربية مثل الخليجية والمصرية والسورية، لكن للأسف ما زلنا متأخّرين عنها. تبذل شركات الإنتاج مجهوداً ليكون لديها حضور دائم على الساحة الدرامية إنما ينقصها دعم الدولة والمؤسسات المرئية والجهات المختصة. في حال تحقّق ذلك ستحتل الدراما اللبنانية الصدارة، لأننا نملك المواهب والمهارات والنصوص والأفكار إضافة إلى مساحة لا بأس بها من الحرية في تصوير الواقع من دون تزييف. هنا أتساءل، هل يعقل أن تكون تكاليف إنتاج حلقة في مسلسل سوري بقدر تكاليف مسلسل لبناني كامل؟ على الدولة أن تعي أن الدراما والسينما يساهمان في ازدهار السياحة والاقتصاد والثقافة وليسا مجرد ترفيه.هل ثمة خطوط حمر في تصوير واقع المجتمع الحقيقي؟طبعاً ويصعب تخطّيها في بعض المجتمعات العربية. إجمالاً استطاعت الإنتاجات المصرية والسورية خرق محرمات معينة وتسليط الضوء على معضلات كان ممنوعاً التطرّق إليها سابقاً. لذا أرى من الضروري التركيز على هذه النوعية من المواضيع أكثر من تلك القائمة على الخيال والمؤثرات الصوتية والبصرية وغيرها... لأن المواطن العربي بطبيعته يفضّل متابعة الأعمال التي تحاكي واقعه. ما المعايير التي تعتمدها لقبول أي عمل؟أنظر إلى مجموعة من الأمور، أهتمّ بالنص وبمضمونه وبأسماء المخرج والكاتب والممثلين الذي يشاركون في العمل، في المقابل أرفض الأدوار التي لا تضيف شيئاً إلى مسيرتي في عالم التمثيل والتي أكرّر نفسي فيها.هل أنت راضٍ عن الإنتاجات اللبنانية؟تشهد الساحة الفنية اللبنانية كماً من الإنتاجات المحلية، لكن النوعية الجيدة قليلة {مش كل شي بينحضر}.إلى أي مدى يهمّك أداء دور {الدون جوان}، خصوصاً أنك تتمتع بالشكل الجميل؟لا يهمني كثيراً، إنما أتجنّب حصري به أو بأي دور آخر، مثلاً أديت في {ورود ممزقة} دور الشرير فانهالت عليّ أدوار مشابهة إلا أنني رفضتها. أتمنى أداء دور صاحب عاهة وأدوار صعبة ومركبة على غرار دوري في مسلسل {بدل عن ضائع} الذي قدّمت فيه صورة مختلفة تماماً عن تلك التي عرفني الناس بها، يهمني التنويع لاختبار نفسي وإمكاناتي.لماذا أنت بعيد عن الأعمال العربية المشتركة؟{جايي الوقت}، ثمة عروض من سورية وحين تصبح الأمور جديّة أتحدّث في التفاصيل.ماذا عن التقديم التلفزيوني؟شغفي الأول هو التمثيل، لكن أعتبر التقديم مهنة إلى جانب التمثيل وأستطيع من خلاله التواصل مع الناس.أين تجد نفسك أكثر، على المسرح أم في التلفزيون؟لكل منهما طعمه الخاص. للمسرح رهبة وشعور مميز، فور اعتلاء خشبته أشعر لثوانٍ بأن كل خلية في جسمي سعيدة. يساعدني المسرح على ضبط نفسي والتركيز في حضور آلاف المشاهدين.